الشاعر سميح القاسم: العربية لها رب وكتاب وشعب يحمونها

الشاعر سميح القاسم - تقرير/ وديع عواودة- حيفا
الشاعر سميح القاسم انتقد الإعلام العربي وقال إنه يرتكب أخطاء لغوية فادحة (الجزيرة نت) 
وديع عواودة-حيفا
 
أبدى الشاعر العربي سميح القاسم خشيته على مستقبل اللغة والثقافة العربية جراء ما وصفه بحرب "الإبادة الروحية" عليها، وأعرب في المقابل عن ثقته بمناعة هذه اللغة وثقافتها.

وفي حين أشار الشاعر القاسم –الذي يقيم في الجليل داخل أراضي 48- إلى خطر العامية وعدم إتقان الإعلام للفصحى، في حديثه للجزيرة نت حول المخاطر الذاتية والخارجية المتربصة بالعربية ومستقبلها، قلل بالمقابل من خطورة المفردات الأجنبية الوافدة على العربية.

وقال الشاعر إن العرب لم يترددوا في تعريب ألفاظ كثيرة من الإغريقية والفارسية والهندية والصينية يوم كانوا أمة قوية، كما سمحوا بضخ دماء جديدة للغة العربية.

وفي سياق مغاير علق القاسم على خطر هيمنة اللغة العبرية داخل أراضي 48 على الثقافة العربية، بأن هذه الأخيرة بعمقها وامتدادها أقوى بكثير من الثقافة الإسرائيلية.

وأضاف أن العربية محصنة وغير قابلة للانكسار، وذلك بفضل القرآن الكريم ثم الشعر العربي، قائلا "ليس من السهل كسر المتنبي مثلما لا تستطيع كسر شكسبير لدى البريطانيين، أنت لا تستطيع أن تكسر أم كلثوم بالمغنية مادونا".

وقال إننا لسنا من يحمي اللغة العربية فهي التي تحمينا، ولها رب وكتاب وشعب وشعراء يحمونها، وهي عصية ومحصنة.

إعلان

 

خطر الإعلام
واتهم القاسم الإعلام العربي بالمس بالعربية ومكانتها، وقال إنه يفجع إزاء ارتكاب أخطاء يتجنبها تلاميذ في الصف السابع الابتدائي.

من ناحية أخرى أكد القاسم دور الأسرة في توجيه الأبناء نحو إتقان العربية واحترامها وحبها وعدم التحدث بلغة هجينة، قائلا "إن بيتنا لن تسمع فيه كلمة ريموت كونترول بل الجهاز"، كما أشار إلى قدرته على التعايش مع الكلمات الأجنبية وتداخلها بلغة الضاد، شرط معرفة التسميات العربية البديلة للأشياء.

وأعرب عن قلقه مما وصفه بـ"تسونامي تآمري" لإلغاء الروح والثقافة العربيتين، واستدل على ذلك بالهجوم على بحور الشعر التي اعتبرها هجمة لا تهدف إلى تحديث القصيدة العربية بل إلغاء المتنبي والمعري والشنفرى وامرؤ القيس وأحمد شوقي والجواهري من الوجدان العربي، وإلغاء سميح القاسم بالتالي.

 

"
الهجمة على اللغة العربية هدفها محو الشخصية العربية وفصلها عن جذورها
"

الشخصية العربية مستهدفة
والهجمة على اللغة العربية يقول القاسم هدفها محو الشخصية العربية وفصلها عن جذورها وتحويلها إلى كائن استهلاكي يأكل "الهامبرغر" ويشرب "الكوكولا"، ويشتري البضائع الأميركية والأوروبية.

ونفى أن يكون منبع رؤيته "عقدة أو هاجس المؤامرة" مؤكدا تعرض العرب لحرب إبادة روحية، داعيا إلى التصدي لها بوعي وعنفوان وشرف وشجاعة، أو توقيع شهادة موت جماعي.

خطر تراجع الذوق
وأبدى الشاعر الفلسطيني خشيته من تراجع الذوق العربي، مضيفا أنه لا يتحدث للصحافة بالعامية، ويندر استخدامه كلمات عامية في مقابلة تلفزيونية.

وفي حديثه عن خصوصيات اللغة العربية وجمالها شكلا ومضمونا، أكد أن ما قدمته من معان وقيم ومضامين يترك أثرا عظيما بالنفس، مضيفا أن هذا الامتداد والعمق الإبداعي الرائع من الشعر الجاهلي مرورا بالقرآن الكريم إلى نجيب محفوظ الذي تحتويه لغة مدهشة في ثرائها ورحابتها، يستحق الحب والتقدير.

المصدر : الجزيرة

إعلان