رواد الفن التشكيلي في مئوية مدرسة الفنون الجميلة بالقاهرة

14/5/2008
بدر محمد بدر-القاهرة
في بداية احتفالاتها المتعددة بمرور مائة عام على إنشائها نضمت مدرسة الفنون الجميلة بمصر أمس معرضا فنيا ضم أبرز مائة لوحة لأجيال ثلاثة من رواد الفن التشكيلي في مركز إبداع قبة الغوري بحي الأزهر في القاهرة الفاطمية.
المعرض الذي ضم أعمال 25 فنانا يعرض لأول مرة إبداعات من مقتنيات شخصية قدمها أصحابها بسخاء إيماناً منهم بأهمية المحافظة على التراث، ومن بين هؤلاء الفنانين الأوائل: محمود سعيد ومحمد ناجي ويوسف كامل وحسين بيكار وحامد ندا وراغب عياد ومحمود عفيفي, يمثلون ثلاثة أجيال من الرواد.
الفن الأصيل كالذهب لا يبلى
وفي كلمته أثناء افتتاح المعرض قال رئيس جمعية "أصالة" التي شاركت في الإعداد للمعرض عز الدين نجيب إن "الزمن أفضل اختبار لأصالة الإبداع, ونحن نطل اليوم على ماضي حركتنا الفنية بعد مائة عام من انطلاقها فنكتشف إبداعات ظلت مجهولة, لكن أصالتها تبرق وسط النسيان مثل عروق الذهب".
ولفت مدير صندوق التنمية الثقافية أحمد مجاهد إلى التعاون بين وزارة الثقافة والجمعيات الأهلية, الأمر الذي أسهم في إثراء الحركة الفنية.

فعاليات المئوية
وفي حديث للجزيرة نت أكد عميد كلية الفنون الجميلة الدكتور يحيى عبده أن الاحتفال بمرور مائة عام على إنشاء مدرسة الفنون الجميلة, مليء بالكثير من الأنشطة والفعاليات خلال الفترة القادمة وحتى نهاية العام, ومنها الإعداد لكتاب ضخم يصدر قريباً يسجل مسيرة الفن المصري منذ تأسيس مدرسة الفنون وحتى الآن, لافتاً إلى أن هناك أيضاً فيلماً تسجيلياً يتم الإعداد له حالياً بالتعاون مع المركز القومي للسينما, حول تاريخ المدرسة.
إعلان
وأشار عبده إلى الإعداد لمؤتمر دولي كبير يشارك فيه عمداء كليات الفنون الجميلة في إيطاليا وفرنسا اللتين شاركتا في تأسيس المدرسة, بالإضافة إلى إقامة معرض فني كبير يشارك فيه 300 فنان مصري في أكتوبر/ تشرين الأول القادم. وفي ديسمبر/ كانون الأول يختتم الاحتفال بتكريم الرواد وأبرز الفنانين.
" |
بعيون الزوار
الجزيرة نت تجولت في أرجاء المعرض والتقت عدداً من الزوار ومنهم حرم الفنان حامد ندا الفنانة هند شلبي التي أكدت أن الفنان الحقيقي هو من ينشغل بهموم وطنه وأمته ويعمل بحب وإخلاص وتفان, مشيرة إلى أهمية القدوة للفنان الشاب.
ويحذر الفنان التشكيلي عبد الفتاح البدري من اتجاه شباب الفنانين للتجريد البحت في مرحلة مبكرة من حياتهم, لافتاً إلى أن التجريد يأتي بعد نضج الموهبة الفنية.
ويؤكد عادل يسري -وهو أحد عشاق الفن التشكيلي ويقتني أعمالاً لأربعين فناناً ينتمون لأربعة أجيال- أنه يهدف إلى حفظ التراث والاستمتاع بالفن الراقي والإفراز الجمالي الحضاري.
ومن جانبه يحذر عز الدين من استقطاب الأجيال الجديدة من الفنانين نحو الغرب, مشيراً إلى أن النموذج الفني الغربي أصبح الآن مقياس الامتياز في نظر البعض, وأن الاتجاه إلى البيئة المحلية غدا نوعاً من الرجعية بالنسبة لهؤلاء, ما يهدد بسحب البساط من تحت أقدام الحركة الفنية المصرية في علاقتها بالمجتمع وبالتراث.
سهام إسماعيل مساعدة مدير مركز إبداع الغوري في إجابتها على سؤال للجزيرة نت عن أسباب اختيار قصر قبة الغوري بالذات لعقد فعاليات تلك المئوية، أشارت إلى أن المعرض يقام في هذا القصر تحديدا لأنه بحد ذاته تحفة فنية أثرية معمارية تشارك هي الأخرى في تنمية الوعي الفني وترفع ذوق المتلقي, وهي تعود إلى عهد المماليك قبل أكثر من 600 سنة.
المصدر : الجزيرة