ندوة نقدية تعاين أوضاع 18 رواية أردنية

توفيق عابد-عمان
قال نقاد أردنيون أمس إن الرواية الأردنية عبرت الحدود في السنوات الخمس الماضية وهي تنافس الآن في الساحة العربية بسبب تنوع وكثرة الإنتاج، وأكدوا في ندوة متخصصة دور الحركة النقدية في فتح الطريق للمبدعين.
وفي بداية الندوة التي أقامتها جمعية النقاد الأردنيين بالتعاون مع أمانة عمان الكبرى في مركز الحسين الثقافي، قال رئيس الجمعية فخري صالح إنه سيصار لمناقشة 18 رواية بهدف إتاحة المجال أمام النقاد لإلقاء نظرة على الرواية في الأردن ورصد التحولات والتطورات التي أثرت عليها.
وأضاف صالح أثناء ندوة "في النقد التطبيقي.. الرواية الأردنية في الوقت الراهن" أن الرواية خطت خطوات واسعة من حيث الشكل والمعنى، واقتربت من التجربة الحياتية، وأصبحت تضاهي مثيلاتها العربية وبعضها نال جوائز عربية.
خنق الحريات
" الحريات هي الركيزة الأساسية في عملية البناء والتطور والحصانة من السقوط والتردي وهي المضاد الحيوي لكثير من الأمراض " |
وبدأ الناقد حسن عليان مشاركته في الجلسة بنقد رواية الكاتب إبراهيم نصر الله "زيتون الشوارع" فقال إنها ركزت على تكميم الأفواه وخنق الحريات، علما بأن الحريات هي الركيزة الأساسية في عملية البناء والتطور والحصانة من السقوط والتردي، وهي المضاد الحيوي لكثير من الأمراض.
وشرح الناقد محمد عبيد الله أن "أرض اليمبوس" للكاتب إلياس فركوح تحوم حول ذات الكاتب وصورة من صوره، حيث يقيم الكاتب حوارا مع الذات بوضعها في مستوى آخر قابل للكتابة والتأمل والمراجعة، وهي بينية محيرة حكمت رؤيته وضبطت بناء روايته.
وأوضح عبيد الله أننا إزاء شكل يقع في نقطة وسطى بين الرواية التخيلية والسيرة الذاتية الواقعية.
نظرة استشراقية
وتجول الناقد إبراهيم خليل في رواية "ليلى والثلج ولودميلا" لكفى الزعبي، وقال إنها تناولت علاقة "الأنا بالآخر" وخاصة علاقة امرأة عربية بأجنبي.
وخلص للقول بأن جميع هذه العلاقات تنتهي بالفشل، وأن جميع الروايات قدمت "الغربي" على أنه غير قادر على فهم روح الإنسان الشرقي، ونظرته للمرأة العربية استشراقية، كما صورت الأب العربي بأنه قمعي ومتحيز للذكورة.
وتناول الناقد سليمان الأزرعي رواية "ليلة الريش" لجمال ناجي فذكر أنها ظلت قروية المرجعية في تناولها للحياة المدنية، وأن علاقة الكاتب في "المال والأعمال" لم تعد ثأرية، وتحدث عن "حيتان" لا يفكرون بوطن أو مجتمع بل ينظرون لمصالحهم وفق تطورات حركة البورصة.
أما الناقد نزيه أبو نضال فتناول رواية "الشهبندر" لهاشم غرايبة، وقال إنها قد تشكل روح الشهبندر، وتضبط إيقاعها وتؤشر لروح المدينة وسر تميزها.
ويرى أن الرواية تبدو مجرد مقطع زمني لعمان الجديدة في عامين فقط، وهي فترة كافية لكي نشهد من خلالها كيف ولدت المدينة.
" |
نقاشات
وعقب الجلسة دار حوار بين الحضور تساءل فيه الكاتب محمد القواسمة عما استفاده الروائيون مما قيل في الندوة، وقال إنه شخصيا لم يستفد شيئا لأن المتحدثين لم يخلقوا قلقا للمبدع على إنتاجه، وما قيل مجرد سرد لما جاء في الروايات وإعادة قراءة، وقال "ما فائدة الناقد إذا لم يفتح الطريق للروائيين"؟
وعلقت الروائية كفى الزعبي بأن المسألة التي طرحها إبراهيم خليل حول روايتها جاءت من منظار ضيق، ونفت أن تكون روايتها عاطفية بين عربية وأجنبي، وأوضحت أنها بحث عن الخلاص الفردي في مرحلة انهيار فكر وحلم وقيمة النظام الاشتراكي.