وليلي أقدم حاضرة بالمغرب تبعث من جديد

13/3/2008
الحسن سرات-وليلي/المغرب
تقع مدينة ولّيلي أو فولوبيليس-أقدم موقع أثري بالمغرب- في سفح جبال مدينة مولاي إدريس زرهون مؤسس دول الأدارسة بالمغرب، وقد سميت باسمه واحتضنت قبره. وتبعد زرهون عن مكناس بعشرين كلم في الطريق الشمالية المؤدية إلى شفشاون.
وحسب بيانات محافظة رشيد البوزيدي للجزيرة نت، أثبتت تنقيبات أثرية منذ بداية القرن العشرين، أن أصول مدينة وليلي القديمة تعود على الأقل إلى القرن الثالث الميلادي، وكانت أقدم حاضرة موريتانية، نسبة للمملكة الموريتانية الطنجية التي حكمت المغرب قبل المملكة الرومانية. ثم صارت انطلاقا من 40 ميلادية بلدية رومانية إلى أواخر القرن الثالث.
وتراجع إشعاع المدينة كثيرا وتقلصت حدودها بعد ذلك، إلى أن جاءها المولى إدريس الأكبر واستقر بها سنة 789 م.
وتراجع إشعاع المدينة كثيرا وتقلصت حدودها بعد ذلك، إلى أن جاءها المولى إدريس الأكبر واستقر بها سنة 789 م.
اهتمام دولي
اليوم تنبعث المدينة من جديد بفضل الاهتمام الدولي وسعي خبراء عالميين إلى المحافظة عليها بطريقة علمية دقيقة على المدى الطويل, وستعرف يومي 20 و21 من الشهر الجاري أول ندوة علمية دولية ضمن مشروع ميديستون الذي تنظمه وزارة الثقافة وجامعة المولى إسماعيل بمكناس وشركاء من اللجنة الأوروبية بالمغرب ومراكز ومعاهد علمية من فرنسا وإيطاليا واليونان وألمانيا والجزائر ومصر والمغرب.
اليوم تنبعث المدينة من جديد بفضل الاهتمام الدولي وسعي خبراء عالميين إلى المحافظة عليها بطريقة علمية دقيقة على المدى الطويل, وستعرف يومي 20 و21 من الشهر الجاري أول ندوة علمية دولية ضمن مشروع ميديستون الذي تنظمه وزارة الثقافة وجامعة المولى إسماعيل بمكناس وشركاء من اللجنة الأوروبية بالمغرب ومراكز ومعاهد علمية من فرنسا وإيطاليا واليونان وألمانيا والجزائر ومصر والمغرب.
وسيركز الملتقى على حماية المآثر التاريخية القديمة بحوض المتوسط ودراسة تكوين ومصدر الصخور والحجارة التي بنيت بها. وكانت الجهات المعنية قررت متابعة المشروع في لقاء تمهيدي بالبندقية الإيطالية في يناير/كانون الأول 2007.
واختار مشروع ميديستون الممتد من 2006 إلى 2008، مدينة وليلي ومدينة جميلة بالجزائر ومنارة الإسكندرية بمصر، بعدما لاحظ المختصون أنها معرضة للانقراض بعوامل متعددة على رأسها قلة الدراسات العلمية للحفاظ على قوة الصخور والأحجار التي بنيت بها. وذكرت وثيقة ميديستون أن السياسات المتبعة في العناية بالمآثر المذكورة لا تنفع على المدى الطويل.

تراث عالمي
وعرفت وليلي أقصى توسع لها بـ 42 هكتارا في 168-169 م حين أحيطت بسور كبير ذي أبراج شبه دائرية تخترقه سبعة أبواب أهمها باب الكوى الثلاث. وازدانت منذ الحقبة الموريتانية بمآثر جميلة تعتبر المعابد أكثرها شهرة.
وبعد التحاقها بالإمبراطورية الرومانية شيدت فيها صروح منيفة مثل مبنى البازيليك ومقر الحاكم وقوس النصر، وخصصت مساحة هامة لحي سكني بدور جميلة وفسيحة مزخرفة بالفسيفساء والنقوش.
ولم تتمكن الحفريات من كشف كل ما تزخر به من بنايات، فما تزال مساحة 16 هكتارا تنتظر استخراج خزائنها ونفائسها لإلقاء الضوء على تاريخ المغرب القديم.
وصنفت وليلي تراثا إنسانيا عالميا عام 1997, وهي اليوم أهم موقع أثري مغربي معروف ومحفوظ، يزوره سنويا مائتا ألف سائح مغربي وأجنبي، كما أكد للجزيرة نت محافظ الموقع.
المصدر : الجزيرة