اكتشاف أضخم سور أثري حول معبد الكرنك بمصر
أعلنت وزارة الثقافة المصرية اكتشاف بقايا سور حجري شيده المصريون القدماء حول معبد الكرنك لحمايته من أخطار الفيضان السنوي لنهر النيل.
وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار زاهي حواس إنه تم اكتشاف حوالي 400 متر من السور البالغ ارتفاعه سبعة أمتار.
وأوضح أن السور "يعتبر سدا ضخما" استخدمت في بنائه كتل من الحجر الرملي جلبت من محاجر جبل السلسلة جنوبي مدينة أسوان التي تبعد نحو 900 كلم جنوبي القاهرة.
وأكد أن بعثة مصرية برئاسة مدير عام آثار الأقصر منصور البريك "عثرت على السور خلال المسح والتنقيب الأثري بالجهة الغربية للمعبد ضمن خطة لتطوير معبد الكرنك وإزالة ما حولها من مبان عشوائية كانت تحيط به".
اكتشافات متوقعة
وأضاف حواس أنه يتوقع اكتشاف أجزاء أخرى من السور أثناء استكمال أعمال تطوير المعبد ضمن مشروع تبلغ تكلفته نحو 60 مليون جنيه مصري (عشرة ملايين دولار) ويهدف إلى إخلاء الساحة الأمامية للمعبد حتى يتم ربطه بنهر النيل مباشرة كما كان بالعصور السابقة.
وأشار إلى أن أهمية هذا الكشف ترجع إلى أنه يثبت بشكل مبدئي تعاقب عدد من الملوك المصريين القدماء على بناء هذا السور، موضحا أن البعثة توصلت إلى أحجار منقوشة أعيد استخدامها لبناء هذا السور أقدمها يرجع إلى عصر الأسرة الخامسة والعشرين (نحو 656-747 قبل الميلاد) وأحدثها يرجع إلى عصر الملك بسا موتيس (نحو عام 393 قبل الميلاد).
ورجح حواس أن يكون السور بني بداية في عصر الأسرة السادسة والعشرين (نحو 525-664 قبل الميلاد) واستمر بناؤه حتى عصر الملك نختانبو الأول (نحو 362-380 قبل الميلاد) وهو الذي شيد الصرح الأول لمعبد الكرنك.
مشروع للتطوير
من جهته قال مدير قطاع الآثار الفرعونية بالمجلس الأعلى للآثار صبري عبد العزيز إن "الحفريات الأولية لإظهار السور كشفت أن المعابد كانت مشيدة في تلك الفترة على ضفة النيل قبل أن يغير مجراه قليلا باتجاه الغرب".
يشار إلى أن معابد الكرنك تشهد حاليا مشروعا لتطويرها بما يشمل هدم كل العشوائيات التي احتلت الجهة الغربية من المعابد وفصلت بينها وبين النيل، وذلك لإعادة المنظر الأصلي والبانورامي لتلك المعابد إلى سابق عهدها أيام الفراعنة.
وتشمل عملية الهدم مباني المركز المصري الفرنسي الذي لا يزال يشكل عائقا كبيرا أمام المشروع، نظرا لأنه مقام في بيت عالم المصريات الفرنسي الراحل جورج لوغران الذي شيده خلال فترة عمله بالكرنك بين عامي 1895 و1917.
وأثارت خطط هدم هذا المنزل أزمة حادة بين مصر وفرنسا العام الماضي.