إيران تكتسح جوائز معرض جنيف للاختراعات
تامر أبوالعينين-جنيف
حصدت إيران عشر جوائز في معرض جنيف الدولي للاكتشافات والاختراعات من بينها ميداليتان ذهبيتان وكأسان للتميز العلمي، وهو ما يعادل ثلث جوائز المعرض، وذلك تقديرا لاكتشافات المخترعين الشباب في مجالات الطاقة وتقنية الاتصالات والهندسة الطبية والفيزياء التطبيقية والمكننة.
وبهذا النجاح تكون إيران أكبر دولة تحصل على جوائز في الدورة الخامسة والثلاثين للمعرض الذي انطلقت أعماله في 18 أبريل/نيسان وتتواصل فعالياته حتى 22 منه.
وقال مدير أكاديمية النخبة الإيرانية البروفيسور محسن صادقي للجزيرة نت، إن فوز قرابة نصف عدد الوفد الإيراني بهذا الكم من الجوائز هو تأكيد على أن الجمهورية الإسلامية تسير في طريقها العلمي الصحيح، وأنها تضمن بمثل هؤلاء الشباب المبتكرين والمخترعين مستقبلا زاهرا، لأنهم يمثلون عصب الأمة، ويدركون أن العلم هو أهم سلاح يجب على الإنسان أن يحمله في العصر الحديث.
وأكد صادقي أن مثل هذا النجاح رسالة للعالم بأن الإسلام لا يتعارض مع العلم والابتكار والتميز، كما أنها رسالة بأن إيران تساهم من خلال ابتكاراتها في بناء الحضارة الإنسانية والرقي والسلام، حسب قوله.
وطالب الأكاديمي الإيراني بضرورة تعزيز التعاون العلمي بين المعاهد العلمية الفارسية والعربية، وعدم تسييس التواصل العلمي، لتستفيد منه شعوب المنطقة.
وأكد صادقي أن الاستثمار في العلم أمر واجب ومطلوب لاسيما أن العالم الإسلامي به من الشباب والعقول المفكرة ما يكفي لكسر احتكار الآخرين للتقنية، حسب رأيه.
من جهته أعرب مدير المعرض جان لوك فانسان للجزيرة نت عن عميق استيائه لرفض السفارة السويسرية منح 20 مخترعا إيرانيا تأشيرات دخول للمشاركة ووصف القرار بغير المبرر، وطالب وزيرة الخارجية السويسرية رسميا بتقديم تفسير لهذا القرار الغريب.
نجاحات سعودية
عربيا حصل المخترع السعودي وليد اللافي على جائزتين: واحدة من هيئة الابتكارات الماليزية، والثانية ميدالية المعرض الفضية، وذلك تقديرا لابتكاره غطاء قنينة يمكن أن يتحول إلى كأس في غضون ثوان معدودة.
ورأت اللجنة أن الابتكار يساهم في حل مشكلات البيئة من خلال تقليل نسبة المخلفات من البلاستيك، فضلا عن أنه عملي فهو يسمح بتبريد السوائل الساخنة، وتدخل تطبيقاته في مجالات متعددة.
أما مواطنه المهندس خالد بن مهدي آل رشيد فحصل على كأس أفضل ابتكار، لتصنيعه جهازا يقوم بتجفيف الفضلات الغذائية والنفايات من الرطوبة والسوائل في وقت قياسي، مما يساعد على عدم انتشار الميكروبات والتخلص منها بسرعة.
ومن السعودية أيضا قدم المهندس محمد رشاد العثمان ابتكارا لقياس مدى كفاءة المواد المحفزة في صناعة الغاز، ويوفر سنويا 10 ملايين دولار، وشارك الدكتور حسام خونكار بجهاز مبتكر لمضاعفة قوة أشعة الشمس المستخدمة في تسخين المياه، في حين قدمت الدكتورة إيمان كامل الدقس عقارا جديدا قالت إنه ناجح في القضاء على الفيروسات والبكتيريا التي تتمتع بمقاومة عالية للمضدات الحيوية.
بدورهم سجل الفلسطينيون إنجازا في هذا المعرض حيث نال محمد بدر الدين الحلبي جائزة التميز لتقديمه ابتكارا يقوم بتحويل مسار تيارات المياه الجارفة لتقوم بدور طبيعي وتلقائي في التخفيف من سرعتها.
أما من الكويت فقدمت الدكتورة وفاء الكاظمي عقارا من الأعشاب الطبية لعلاج الحروق وآثار الجروح، وجاسم بشارة ابتكارين: أحدهما لنظام جديد في توزيع الموجات اللاسلكية لنقل المعلومات والبيانات، والثاني جهاز تكييف يقتصد في الطاقة إلى مستوى النصف، ويتم تصنيعه محليا، ثم قدم مشارك آخر علاجا للتداوى من القروح والثآليل الجلدية مستخرجا من الأعشاب الطبيعية.
ويشارك في معرض هذا العام 700 مخترع من 42 دولة، ويعتبر فرصة كبيرة لإبرام التعاقدات لتصنيع الاختراعات المعروضة، في صفقات تتجاوز العشرين مليون دولار سنويا، حسب إدارة المعرض.