لوحات لفنانين لبنانيين تخلد تشوهات الحرب وضحاياها

الحرب الإسرائيلية – العربية.. أم الحرب العربية اللبنانية
التهمت نار الحرب الإسرائيلية على لبنان -التي استمرت 34 يوما وانتهت في 14 أغسطس/آب من العام الماضي- مراسم وبيوت فنانين ومكتبات عامة وأطروحات ومخطوطات لوحات وجداريات ومنحوتات.
 
وقد عبر سكان الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت عن سخطهم على هذه الحرب ودعوا لضرورة مواجهة آثارها وهو ما انطبق أيضا على رسامي اللوحات الفنية من حيث إصرارهم على الاحتفاظ باللوحات المشوهة والعمل على تخصيص معرض لها أو من حيث تغيير موضوعات رسومهم من الفن التشكيلي والتجريدي إلى الفن التحريضي المباشر ضد إسرائيل.
 
وفقد الرسام يوسف غزاوي أكثر من ثلاثمائة عمل فني هي نتاج العمر كما يقول، لكنه يستعد لإقامة معرض للأعمال التي خرجت مهشمة من تحت الركام، مشيرا إلى أنه سيعلقها كما هي بكل بصمات الدمار والخراب عليها.
 
وأكد فنانون آخرون تغيير اتجاهاتهم الفنية بعد رؤية مشاهد الحرب والضحايا والدمار وتحولت ألوان الأصفر والأحمر والأخضر والأزرق لديهم إلى ألوان رمادية وألوان التراب.

وقالت الرسامة نور بلوق -التي دمر منزلها ومرسمها في مدينة النبطية في جنوب لبنان- إنها كانت تعالج أمورا حياتية ولكن الآن تغير أسلوبها لأن الحرب وضعتها -حسب ما تقول- في هذا المكان في محاولة لترجمة ما شاهدته.

 
لكن الرسام فوزي بعلبكي -الذي فقد ولداه الرسامان أيمن وسعيد أعمالهما- اعتبر أن كل شيء يهون في سبيل الكرامة، وأضاف قائلا "عندما عدت إلى منطقة الضاحية الجنوبية بعد الحرب ألقيت نظرة على المرسم فأحسست أن شيئا أصبح على الأرض من الداخل يكبر قلب الشخص على إسرائيل هذا العدو الهمجي، هذا الذي يدعي انه بمستوى حضاري، هذا الذي دمر بيوت الناس بهذه الوحشية والعالم يتفرج عليه، صار عندي حقد على العالم أكثر منه هو أيضا".
 
وأشار إلى أن اللوحة هي عبارة عن إحساس وذكريات وتاريخ ولحظة تولد فيها، متسائلا "كيف لنا أن نستعيد كل ذلك لنستعيد لوحاتنا لكن هذا كله لا يأتي شيئا أمام الأرواح التي سقطت".
المصدر : رويترز

إعلان