ندوة بالقاهرة تناقش القصة العلمية للأطفال

ندوة بالقاهرة تناقش القصة العلمية للأطفال ( الدكتور زينب شحاته مهران)
جانب من الندوة التي نظمتها نقابة الصحفيين المصريين (الجزيرة نت)

محمود جمعة–القاهرة

أكد أدباء وكتاب مصريون ضرورة تثقيف الطفل العربي كشرط لخلق مجتمعات مثقفة علميا، قادرة على مواكبة التطور الحضاري في العالم، مطالبين الحكومات العربية بتبني العلم والتكنولوجيا كمشروعات بشرية في المقام الأول.
 
واتفق المشاركون في الندوة التي نظمتها نقابة الصحفيين المصريين حول "القصة العلمية للأطفال" مساء أمس، على أن هذه القصص هي القادرة على إحياء روح العلم الموجودة داخل كل طفل، منتقدين قلة وندرة  الإنتاج القصصي في أسواق الكتب المصرية والعربية.
الدكتور زينب شحاتة مهران (الجزيرة نت)
الدكتور زينب شحاتة مهران (الجزيرة نت)

وأكدت الدكتورة زينب شحاتة مهران عضو لجنة الثقافة العلمية بالمجلس الأعلى للثقافة، أن خلق مجتمع مثقف علميا مهمة طويلة يجب أن تبدأ منذ الطفولة.

 
وذكرت مجموعة الصفات الواجب توافرها فى كاتب القصة العلمية للطفل، منها تمتعه بروح الطفولة ليستطيع التواصل مع خيال وعقلية الطفل، وأن يكون حاملا لرسالة سامية يستشعر من خلالها مسؤولية أنه يعد قيادات وعلماء وأصحاب قرار في المستقبل.
 
وأشارت الدكتورة زينب إلى ضرورة إلمام الكاتب جيدا بالعلوم والمعلومات التي يكتب عنها حتى لا يرسخ لدى الأطفال مفاهيم ومعلومات خاطئة، مذكرة بأهمية تقديم سير وتجارب العلماء السابقين باعتبارهم القدوة والمثل الأعلى للأطفال ولزرع قيم حب الخير ومساعدة الآخرين بداخلهم مبكرا.
 
أما الدكتور كمال الدين حسين أستاذ أدب الطفل بجامعة حلوان، فنبه إلى وجود خلط بين القصة العلمية للأطفال التي تقوم على تقديم المعلومات العلمية بصياغة أدبية تتناسب مع إدراكهم وبين الكتابة الأدبية للأطفال التي يستخدم فيها الكاتب العلم والوسائل التكنولوجيا لحبك قصته أو لتفسير الصراع الدرامي في الرواية.
 
وأشار إلى أن القصص العلمية تتطلب مهارة خاصة إذ أن الكاتب يمزج بين العلم والخيال، ويجتهد كثيرا -حسب قوله- حتي لا تؤثر الصور والمواقف الخيالية على دقة المعلومة العلمية المراد توصيلها للطفل مطالبا في هذا السياق بإصدار موسوعات علمية كاملة خاصة بالأطفال تتناسب وقدرتهم على الفهم وتنمي حب العلم لديهم مبكرا.
 
بدوره أوضح محمد الشافعي رئيس تحرير سلسلة "روايات الهلال للأولاد والبنات"، ضرورة أن تتسم هذه القصص بالإبهار والتنوع خاصة مع وجود الإنترنت والقنوات الفضائية التي تجذب الأطفال للجلوس أمامها لساعات طويلة، لافتا إلى أن مصر تعيش مناخا محبطا للعلم، وأن أبرز دليل على ذلك هو موجات الهجرة الجماعية لطلاب المرحلة الثانوية من القسم العلمي إلى القسم الأدبي.
 
كما رأى الكاتب والشاعر نشأت المصري أن القصص العلمية للأطفال أصبحت قليلة ومحدودة للغاية في أسواق الكتب، مؤكدا ضرورة تبني الحكومات العربية مشاريع قومية لثقافة الطفل ودعم إنتاج هذا النوع المتخصص من قصص الأطفال.
 
من جانبه، لفت عادل عبد الجواد المسؤول السابق بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إلى أن القرآن الكريم كان من أول الكتب التي قدمت القصة العلمية خاصة التي توضح طريقة حياة الكائنات الأخرى، مستشهدا بقصة نبي الله سليمان مع النمل التي وردت في القرآن.
 
وأوضح ضرورة إدراك الكتاب للعلوم المختلفة، مضيفا أن نجاح الحضارة الإسلامية راجع إلى وجود العلماء الموسوعيين الذين كانوا يعرفون الطب والفلك والكيمياء كما يعرفون الشعر والأدب.
المصدر : الجزيرة