الفساد في المؤسسات الحكومية يتحول إلى مادة للتسلية (الجزيرة نت)
عبده عايش-صنعاء
تحولت ظاهرة الثأر وقضايا الفساد المالي والإداري في المصالح الحكومية والانفجار السكاني في المجتمع إلى مادة للتسلية والضحك، ركزت عليها المسلسلات الكوميدية اليمنية في شهر رمضان.
وامتدت موضوعات الكوميديا إلى عدد كبير من القضايا الاجتماعية، وحتى السياسية التي اقتصرت على التعريض بالمعارضة، وبينما تنوعت الموضوعات الكوميدية غابت الدراما تماما.
وتصدر مسلسل "كيني ميني" في جزئه الثالث المسلسلات اليمنية مشاهدة، حتى بعد انتقال بثه الحصري من التلفزيون الحكومي إلى قناة "السعيدة "الخاصة، التي استقطبت الجمهور لمتابعة المسلسل.
وتطرق المسلسل لقضايا مجتمعية متنوعة هي محل اهتمام الناس، مثل زواج الشغار(البدل) والمشاكل الأسرية التي يتسبب فيها، إضافة لطب الأعشاب الذي أصبح مهنة يمارسها أشخاص لا علم ولا دراية لهم بالطب سوى جشعهم وخداعهم للناس والمتاجرة بآلامهم ونهب أموالهم.
وتعرض لقضايا الفساد المالي والإداري في مؤسسات ومرافق الدولة، كما حظيت قضية الانقطاع المتكرر للكهرباء في العاصمة صنعاء ومختلف مدن البلاد باهتمام المسلسل الذي ركزعلى قضية مزاجية أصحاب النفوذ وعدم تسديد الفواتير المستحقة عليهم التي تفيد الوزارة وتصل لمليارات الريالات.
مشاركة أميركية
ولأول مرة تشارك في المسلسل ثلاث ممثلات أميركيات هن طالبات يدرسن اللغة العربية في صنعاء، وقد شاركن في عدة حلقات تركزت على تداعي أهالي الحارة لتعزية إحداهن في موت فقيدتها" ليزا"، ويكتشف في الأخير أن فقيدتها التي ذرفت عليها الدموع كانت عبارة عن قطة.
مشاركة أميركية في الكوميديا اليمنية
وكان لافتا لمز وهمز المسلسل عبر ثلاث حلقات بالمعارضة التي عرضها المسلسل وكأنها لا تجيد غير المزايدة ورفع الشعارات، بينما الواقع يفضحهم حين يسلمون مسؤولية أي مرفق عام، فيعيثون فيه فسادا، ويحيلونه لملكية خاصة.
النجم الكوميدي عبد الكريم الأشموري قال للجزيرة نت إنهم استطاعوا من خلال المسلسل خلق نوع من العلاقة مع الرأي العام، وأصبحت لهم علاقة مباشرة مع الناس فيها نوع من التقدير والاستحسان لموضوعات المسلسل، وهذا الأمر عمق في نفسه خط تقديم الأعمال الهادفة باللون الكوميدي.
ندرة نسائية
وبشأن الصعوبات في إيجاد الوجوه النسائية الجديدة قال الأشموري إن اهتمام العنصر النسائي بالعمل الفني نادر، وذلك لغياب المحفزات والتشجيع من قبل الجهات المعنية سواء في وزارتي الثقافة والإعلام، التي تجعل المرأة أو الفتاة تفكر مجرد تفكير في العمل بالتمثيل.
وأشار إلى أن الممثلات اليمنيات بعدد أصابع اليد، وتوجد صعوبة في استقطاب عناصر جديدة، ولذلك قام المخرج قبل تصوير الجزء الثالث بعمل إعلانات في الصحف المحلية لدعوة الراغبات في العمل بالمسلسل، فكان التجاوب قليلا جدا، وعزا ذلك إلى الظروف الاجتماعية التي تعوق التحاق النساء بالعمل الفني.
غياب الدراما
من جانبه قال المخرج الدكتور فضل إن ثمة قضايا أكثر حساسية وكبيرة، من الصعوبة التطرق لها في الوقت الراهن، وتحتاج لمعالجة درامية بذكاء، ونحن نبتعد عنها، خاصة أننا في المسلسل نسير بالتدريج في طرح قضايا المجتمع اليمني وانتقاد التي نرى أنها سلبيات ويمكن طرقها.
ورأى أن أزمة الدراما اليمنية تكمن في عدم وجود كتاب سيناريو، إضافة لغياب قطاع يتولى عملية إنتاج العمل الدرامي يؤهل ويدرب ويكون بمنزلة إدارة مستقلة عن محطة التلفزيون.
وقال إن على الدولة أن تبدأ بإنتاج أعمال كبيرة تنتشل بها الدراما اليمنية، وبحيث تشجع القطاع الخاص على الدخول في هذا الميدان كونه المؤهل لتطويره وتسويقه عربيا.
وتحدث العلفي عن عمله القادم وهو مسلسل تاريخي سياسي بعنوان "سنوات الجمر" يحكي عن حصار السبعين يوما للعاصمة صنعاء من قبل قوات الملكيين في أواخر ستينيات القرن العشرين الماضي.