مؤذن يقيم معرضا للفن التشكيلي في عكا

مؤذن مسجد الجزار في عكا يواصل تشبثه بالفن(الفنان الشيخ ابو يوسف)
الشيخ أبو يوسف عمل في صيانة السفن قبل أن يعين مؤذنا (الجزيرة نت)

وديع عواودة-عكا
 
عمل الشيخ الفنان محمد يوسف الفقيه أبو يوسف (75 عاما) مؤذنا في مسجد الجزار التاريخي بمدينة عكا داخل أراضي 48 طيلة ربع قرن، لكن حب الفن لم يبرح قلبه ولو ليوم واحد.
 
ويحترف شيخ الفنانين التشكيليين في عكا الحاج أبو يوسف تصميم المجسمات الخشبية خاصة القوارب والسفن التي تبقي جذوة عشقه للبحر، ويتواصل هذه الأيام الإقبال على المعرض البحري للشيخ الفقيه الذي يتضمن عشرات من أعماله ومنحوتاته الخشبية الفريدة.
 
ولم تولد موهبة أبو يوسف من فراغ، فهو بالأصل نجار وعمل فترة طويلة في مجال تصليح وصيانة المراكب البحرية بعد أن قدم إلى عكا صبيا.
 
وولد الفقيه في مدينة حيفا عام 1931 وعمل بالنجارة، وفي العام 1948 قذفته النكبة من مسقط رأسه فنزح إلى مدينة عكا مع أهله في قارب مثقل بالأطفال والنساء وكاد يغرق قبل بلوغه الشاطئ.
 
واستقر أبو يوسف في مدينة الجزار وظاهر العمر وبدأ عمله صيادا ثم انتقل للعمل في صيانة السفن والقوارب قبل أن يعين مؤذنا في المسجد عام 1975.

 
الشيخ والبحر
وقال أبو يوسف لـ"الجزيرة نت" إن عمله مؤذنا لم يصرفه عن ممارسة فنه، لافتا إلى أن قصته مع رسم القوارب والسفن ومن ثم تصميمها تعود به إلى النكبة ويضيف "أنسى كل شيء ولا تغيب عن بالي تلك الرحلة المجنونة يوم هاجرنا من حيفا، وفي مخيلتي ذاك القارب الذي كان يتمايل وسط الأمواج وهو مزدحم بأطفال يبكون خوفا".
 
كما أشار أبو يوسف إلى أن التجربة الكبيرة له مع البحر الذي ركبه سنوات طويلة صيادا تركت أثرا في نفسه وفنه، وأضاف "كنت دوما أتمنى  إقامة معرض خاص بي لتخليد تاريخ بحارة عكا، وأعرض كل أعمالي إلى أن سنحت لي الفرصة بمساندة جمعية "الياطر" التي ستجعل المعرض جوالا بين مدن فلسطينية أخرى.
 
ويعتز أبو يوسف بنجاحه في تصميم قوارب خشبية بطول ستة أمتار بعد رسمها على الورق بمعدل قارب واحد كل أسبوع ودون أي مساعدة هندسية، لافتا إلى أن التجربة وحدها التي علمته مستفيدا من عمله نجارا لبضع سنوات.
 
وهو يكتفي بأدوات بدائية كالمبرد والقدوم والفأرة ويستعمل خشب السويد فقط لإنجاز مجسماته بدقة وحرفية لافتتين.
 
وأشار أبو يوسف إلى أن فنه المتقن يتطلب صبرا ودقة متناهية خاصة عند تجويف الخشب ليأخذ الانحناء المطلوب، موضحا أن "كل ضربة لها عنوان". وهو يرفض فكرة بيع ما جادت به يداه حيث يقول جازما "أعتز بكل قطعة اصنعها وهل يعقل أن يقوم المرء ببيع قطعة من جسمه".
المصدر : الجزيرة

إعلان