الفن والرياضة من المبارزة إلى المنافسة
14/12/2006
سيدي محمد-الدوحة
في خضم فعاليات دورة الألعاب الآسيوية المقامة بالدوحة حاليا يسعى معرض فني للأسلحة تحت عنوان "من المبارزة إلى المنافسة" إلى وضع تاريخ لبعض هذه الألعاب وكيف نشأت ثم تطورت عبر الزمن من أدوات للقتل إلى مهارات رياضية تستخدم بطريقة ذهنية وبدنية عالية تصبغها روح المنافسة.
ومن بين هذه الألعاب التي ضمها المعرض الذي أقامه الفنان التشكيلي باحث التراث القطري الشيخ حسن بن محمد آل ثاني، الرماية بالقوس والسهم والمبارزة بالسيف وألعاب القوى والفروسية، بالإضافة إلى مقتنيات نادرة لبعض هذه الألعاب مثل لباس لفيل لا توجد منه سوى نسخة واحدة في بريطانيا وتمثال لفارس على جواد جيء به من تركيا.
وأكد القائمون على المعرض أن الفكرة تسعى إلى التوضيح تاريخيا كيف اقتصرت المهارات العسكرية على الجمال الرياضي، حيث تسجل أدبيات المقتنيات الموجودة قدرة القدماء على إظهارها كمهارات فنية وجمالية واحتفائهم بها في شعرهم وأغانيهم وأعمال النحت والرسوم الجدارية لتبقى خالدة على مر العصور.
كما يلقي المعرض الضوء على الأساس التاريخي للألعاب الرياضية تلك الأصول التي طواها النسيان، ما يؤدي إلى تقدير أكبر وفهم أعمق لهذه الألعاب ووضع المراقب على خط البداية فى رحلة رائعة وممتعة لاكتشاف الروابط المعقدة بين الأسلحة والرياضة.
بين الروح والجسد
ويرى مدير المعرض أن العلاقة بين الطرفين يمكن أن تفهم من حيث إن لكل منهما غاية تختلف تماما عن الأخرى، فالأسلحة من حيث تصميمها هي في الواقع أدوات حروب ما يجعل خطورتها المرتبطة باستخدامها تجعلها وموضوعا له قيمته في التاريخ الإنساني.
بينما يتمثل فهم الرياضة في كونها نشاطا ترفيهيا في الغالب لا علاقة له بالحروب والدمار، وهو التصور الذي ارتبط منذ البداية بظهور الألعاب الأولمبية الحديثة التي هي أصل الأحداث الدولية الرياضية التي تقام اليوم وتربط غالبا بين الرياضة والسلام العالمي والأخوة البشرية.
ورغم وجود العديد من الرياضات الحديثة التي ترتبط بالأسلحة أو معدات النزال والقتال فإن معرض "من المبارزة إلى المنافسة" يركز على ست من بين اللعبات المتنافسة في دورة الألعاب الآسيوية هذا العام، وهي الرماية بالقوس والسهم والرماية بالسلاح ورمي الرمح ومسابقات الفروسية والمبارزة بالسيف والوشو.
ويوضح التسلسل التاريخي للمعرض الارتباط بين الأسلحة والرياضات، فهناك أدلة على تنظيم الأحداث الرياضية مثل رمي الرمح والوثب العالي والمصارعة في مصر القديمة منذ أيام الفراعنة, وفي الصين حيث كانت تقام في هيئة منافسات لألعاب القوة الجسمانية في وقت مبكر يرجع إلى 4000 قبل الميلاد.
وتوضح اللوحات أن الدورات الأولمبية القديمة كانت إلى جانب ذلك احتفالا بالفن حيث كان إعجاب وتقدير محبي الجمال للبنية الجسدية والبراعة والقدرة الفنية التي يظهرها الرياضيون المشاركون تمثل جزءا لا يتجزأ من المنافسة، وكان ذلك نابعا من إدراك القدماء لضرورة البحث عن الشعور بالنقاء والجمال والتميز.
المصدر : الجزيرة