المسرح الفلسطيني يصرخ ضد الجدار العازل

معاناة الفلسطينيين من الجدار الإسرائيلي
في مسرحية بعنوان "الجدار" مستوحاة من "هاملت" للكاتب البريطاني الكبير شكسبير طغت الكوميديا السوداء على المسرحية التي افتتحت اليوم الأربعاء على خشبة مسرح القصبة بمدينة رام الله، وهي تروي قصص مواطنين فلسطينيين انقلبت حياتهم رأسا على عقب بسبب جسم غريب تقيمه إسرائيل حول منازلهم وقراهم ومدنهم.
 
وقال جورج إبراهيم مخرج المسرحية "هاملت الفلسطيني يتساءل كيف سأخرج من الوضع الذي أنا فيه, لقد اخترنا مونولوج (أكون أو لا أكون) لأنه يتحدث عن مأساة الفلسطينيين لأنهم لا يدرون ماذا سيحدث غدا وإلى أين سيتوجهون. أكون أو لا أكون هو صراع البقاء. نحن نصارع من أجل أن نبقى على قيد الحياة".
 
وظهرت على خشبة المسرح نماذج من كتل إسمنتية تشبه الكتل التي تستخدمها إسرائيل في بناء الجدار الذي يصل ارتفاعه إلى ثمانية أمتار والذي يحجب الشمس عن بعض المنازل القريبة خاصة في مدينة قلقيلية التي يطبق الجدار عليها من جميع الاتجاهات.
 
وقد وقف الممثل أحمد سلعوم الذي أدى مونولوج هاملت فوق إحدى الكتل الإسمنتية بينما لف جسمه بـ"شرشف" أبيض يمثل الكفن, ويجسد سلعوم دور أب فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي أمام منزله قرب الجدار وصرخ أحمد بينما كان يحاول فك الكفن "أكون أو لا أكون".
 
وقال أحمد بعد انتهاء العرض "كنا نجسد صرخة عميقة بعيدا عن الشعارات. نتحدث عن الحياة المنبثقة من الموت. الحياة الرغبة المولودة من الموت المفروض علينا".
 
واستغرق عرض المسرحية الساعة وربع الساعة تنقل خلالها الممثلون بين مشاهد مضحكة وأخرى مبكية ألهبت مشاعر المشاهدين الذين كانوا يصفقون بحرارة بينما سالت الدموع على خدود بعض الحاضرين.
 
ولم تكن المشاهد الساخرة من الاحتلال الإسرائيلي والجدار هي وحدها مكونات المسرحية إنما استخدم المخرج قصصا عالمية للأطفال لكن مع إضفاء الطابع الفلسطيني عليها, كما روت المسرحية قصصا عن شابة فقدت عملها بسبب الإغلاق والجدار لأن المحل التجاري الذي كانت تعمل فيه أصبح خلف الجدار.
المصدر : رويترز

إعلان