يهود فرنسا ينتقدون كتاب بابا الفاتيكان
27/2/2005
هاجم يهود فرنسا بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني بسبب عبارة وردت في كتابه الجديد "الذاكرة والهوية" الذي صدر مؤخرا عن إحدى دور النشر الإيطالية.
وقد ركز مسؤول من المجلس التمثيلي ليهود فرنسا الهجوم على العبارة التي يقول فيها البابا إن "الديمقراطية يمكن أن تقود إلى أسوأ أنواع الشطط، عندما تسمح بوصول هتلر إلى السلطة أو عندما تسمح بالإجهاض".
وقد ثار الجدل فور عرض الكتاب مؤخرا في الفاتيكان بشأن مقارنة بين الإجهاض الاختياري وما يطلق عليه اليهود (المحرقة).
الديمقراطية المعاصرة
وقال روجي براسكيى مستشار رئيس المجلس التمثيلي ليهود فرنسا إنه "لا توجد مقارنة في الكتاب بين الأمرين ولكن مقاربة غير لائقة".
وورد في الفصل الـ22 تحت عنوان "الديمقراطية المعاصرة" من الكتاب تنويه البابا للشطط المحتمل للمجالس النيابية المنتخبة "بشكل منتظم" عندما "تتجاوز اختصاصاتها وتخوض نزاعا ظاهرا مع قانون الله وقانون الطبيعة".
وأعطى البابا مثالا نمطيا على ذلك بمنح هتلر صلاحيات كاملة في عقد الثلاثينيات "فتحت له الطريق" لتنفيذ "إعدام الملايين من اليهود واليهوديات". وفي الفقرة التالية للعبارة السابقة تساءل البابا حول "الخيارات التشريعية المنفذة في المجالس النيابية للنظم الديمقراطية الحالية".
إهانة كاملة
وشدد يوحنا بولس الثاني في كتابه على أنه عندما "يسمح (المجلس النيابي) بالقضاء على الحمل بإقرار محو طفل في طريقه إلى الخروج للحياة، فإنه يقترف عنفا خطيرا بحق الإنسان وبحق بريء محروم بشكل خاص من أي قدرة على الدفاع عن نفسه".
وعلق المسؤول اليهودي الفرنسي روجي براسكيى على كلام البابا بقوله "ألاحظ أن البابا لم يقارن الإجهاض بالمحرقة لكنه يتساءل عن مسؤوليات وحدود الديمقراطية التي يراها في الوقت نفسه أفضل نظام سياسي".
وأعقب براسكيى بقوله إن "المقارنة بين المثالين تسبب صدمة عميقة، إنها رعونة غير لائقة". وتطرق براسكيى إلى تعاطي البابا مع مسألة الإجهاض قائلا إنها "إهانة كاملة" للمرأة .
وطالب براسكيي الكنيسة الكاثوليكية بالتفكير قبل كل شيء في مسؤوليتها عن صعود هتلر إلى الحكم. ويذكر أن اليهود يعتبرون أن الفاتيكان شارك في دعم الزعيم النازي أدولف هتلر والتزم الصمت عن أفعاله أثناء الحكم.
_______________
مراسل الجزيرة نت
_______________
مراسل الجزيرة نت
المصدر : الجزيرة