مؤرخ يعيد قراءة سيرة المخرج الأميركي إيليا كازان

-

يحاول المؤرخ السينمائي والناقد في مجلة تايم ريتشارد سكيكل تصحيح صورة واحد من أعظم مخرجي هوليود وبرودواي إيليا كازان ومنحه ما يستحق من تقدير لدوره في تطوير الفن السينمائي والمسرحي في الولايات المتحدة.

وفي كتابه بعنوان "إيليا كازان" ينكأ سكيكل جراحا قديمة ويدافع عن ما اعتبر بمثابة "جريمة" ارتكبها بسبب إدلائه بأسماء شيوعيين كان يعرفهم خلال شهادته عام 1952 في تحقيقات لجنة النشاطات المعادية لأميركا التي كانت تطارد الشيوعيين.

وسمى كازان -الذي كان من أبرز مخرجي البلاد من منتصف الأربعينات حتى أوائل الستينات- للجنة تابعة لمجلس النواب 16 شخصا بينهم صديق وثيق وافق على الإفصاح عن اسمه واثنان من نشطاء الحزب الشيوعي ربما كانت اللجنة تعرف أسماءهم جميعا قبل شهادة كازان.

ويرى كثيرون أن كازان ارتكب خطأ جسيما آخر عندما نشر إعلانا في صحيفة نيويورك تايمز ليدافع عن شهادته أمام اللجنة ليوصم في تاريخ هوليود بالمرشد، حتى أن أشهر أفلامه على الإطلاق "جبهة الماء" اعتبر من بعض النقاد دفاعا جريئا عن إرشاده عن أسماء شيوعيين.

ويقول سكيكل في كتابه إن وشاية كازان كانت ردة فعل مشروعة لرجل انقلب على الحزب الشيوعي -الذي انتمى له – قبل نحو 17 عاما من شهادته واعتبره تهديدا للديمقراطية.

وقال في مقابلة إن "كازان كان يعارضهم.. لم يبلغ عن أصدقائه بشكل انتهازي فحسب". كما نقل سكيكل عن كازان قوله إنه كان يمكن أن يتخلى في ذلك الوقت عن مستقبله السينمائي من أجل قضية مهمة، ولكن هذا الأمر لم يكن يستحق التضحية.

وقال كازان "لماذا أتخلى عن مستقبلي للدفاع عن السرية.. لم أعتقد أنه من الصائب الدفاع عن أشخاص تم إبلاغ أسمائهم بالفعل أو سيبلغ عنهم شخص آخر قريبا.. أعلنت كراهيتي للشيوعيين لسنوات طويلة ولم أشعر أن من الصواب أن أتخلى عن مستقبلي المهني للدفاع عنهم".

ويضيف الكاتب أن كازان اعترف لاحقا بندمه، وتابع "ظننت أنني ارتكبت خطأ شديدا ليس من الناحية السياسية لأنه ربما كان تصرفا سليما ولكن هذا لا يهم الآن.. سواء كان صائبا أو خاطئا فإن المهم هو الجانب الإنساني.. شعرت أنه ليس هناك هدف سياسي يبرر أن أؤذي إنسانا آخر".

ويزعم منتقدو كازان أنه لم يبد ندمه أبدا وأثار مشاكل وأزمات قبل وأثناء حفل توزيع أوسكار عام 1999 حيث منح جائزة أوسكار فخرية، ورفض نحو ثلث الحضور المشاركة في التصفيق له وقوفا.

وساهم إيليا كازان الذي توفي عام 2003 عن عمر يناهز 94 عاما في جعل مارلون براندو وجيمس دين ممثلين عالميين، وساعد على شهرة آرثر ميلر وتنيسي وليامز.

المصدر : رويترز