هيفاء بيطار.. وفضاء كالقفص

رواية لبنانية
صدرت عن دار الساقي في بيروت مجموعة قصصية للكاتبة اللبنانية هيفاء بيطار تحت عنوان  "فضاء كالقفص" اشتملت على 23 قصة قصيرة وردت في 180 صفحة متوسطة القطع، ترسم فيها تفاصيل لحظات وأجواء عاطفية وشعورية حول العلاقات بين المرأة والرجل.
 
تبدأ الكاتبة في قصة "كفن الأستاذ" بوصف حالة افتراق امرأة عن رجل فتقدم لحظات حية ترسم فيها بشكل جميل حالتها النفسية. لكنها عندما تتحدث عن الرجل يتحول في نظر القارئ وذهنه إلى ما هو أقرب إلى تمثال من الحجر أو الشمع أكثر منه إنسانا حيا.
 
تقول "انتهت قصتي معه من دون خاتمة. لقد انفصلنا دون مواجهة. لم نتبادل كلمة واحدة ولم نكلف نفسينا أن ينظر كل منا إلى الآخر نظرة وداع… كان يعرف أني أغادره مستاءة. تجاهلني وهو يمارس طقوس إفطاره نفسها والمذياع إلى جانبه يستمع إلى نشرة الأخبار الصباحية… قلت بصوت عالٍ محاولة أن أكظم غيظي.. ها هي المفاتيح. لم يلتفت ولم يرد بكلمة وتابع طقوس إفطاره".
 
ومما يلفت النظر هنا أن هيفاء بيطار تنجح في وصف الناحية السطحية من تصرف هذا الرجل أو عدم تصرفه، كما تحسن إجمالا وصف مشاعرها وحتى تصرفاتها هي، لكن يبدو أن هذه القدرة الحقيقية على أن نعيش أدوار الآخرين ومشاعرهم الداخلية لا تتوفر دائما في قصصها إجمالا، فحين تود أن تصف عالمه الداخلي نجدها تورد أوصافا هي أحكام عقلية وتبريرات مبسطة أحيانا.
إعلان
 
في نهاية الأمر نجد الرجل نمطا للشر والسوء وقد تجمعت فيه كل الصفات السيئة والسلبية وهو مثال لكثير مما يشكل ظلما للمرأة، وهنا لا يعود إنسانا فردا أو شخصية روائية نامية.
 
في قصة "نزف في الروح" تصوير جيد للحظات الشعور بالحرية بما فيها من تناقض أحيانا.. المفرح والمؤلم، بينما في قصة "فنجان قهوة حنون" لحظة حنان وتعاطف في نهاية مؤثرة لقصة تحمل كثيرا من القول التقليدي وغير المقنع عن الحاجة التي تدفع إلى السرقة.
 
وفي قصة "الخطة الخمسية" مثلا عرض لتجارب ليست أكثر من مواقف مع الجنس الآخر في مراحل من العمر، في حين بنيت قصة "أمنت" على فرضية لا تبدو في تفاصيلها مقنعة تماما عن حب من النظرة الأولى أو اشتهاء من النظرة الأولى.
المصدر : رويترز

إعلان