فوازير ألف ليلة وليلة بعيون حواء هذا العام

ألف ليلة وليلة

محمود جمعة-القاهرة

يبدو أن التاريخ كان الميدان الوحيد الذي لم تنتصر فيه رغبات المرأة المصرية في المساواة مع الرجل بعد أن أصبحت قاضية ووزيرة وسفيرة، فقررت أن تروي لنا أسطورة ألف ليلة وليلة بعين حواء لا بعين آدم لتزاحم الرجل في الماضي كما تحكم الخناق عليه في الحاضر.

أسطورة ألف ليلة وليلة هي إحدى أهم ملامح الفلكلور الشعبي المصري والعربي التي ارتبطت بشهر رمضان، وأصبح المشاهد والمستمع يترقب مجيء الشهر لاسترجاع قصصها وحكاياتها على لسان "شهرزاد"، التي تروي القصة لأميرها طوال الليل وتسكت عن الكلام المباح عندما يلوح في الأفق ضوء الفجر ويصيح الديك معلنا بداية يوم جديد.

هذه الصورة يبدو أنها هي الأخرى استجابت لدعوات المرأة المصرية إلى المساواة مع الرجل ولم تسلم من "التشويه" والمنافسة المحمومة لإثبات الذات، وهي سمة غريبة تسيطر على المزاج العام في مصر في هذا الوقت.

وفوجئ المشاهدون في رمضان بالدراما التلفزيونية ألف ليلة وليلة تقدم بصورة معكوسة تماما، فهذه المرة يتولى الملك "شهريار" سرد قصص وحكايات ألف ليلة وليلة لأميرته خوفا من أن تقتله إن هو فرغ من الحكايات.

العمل لاقى نقدا لاذعا من دوائر عديدة واعتبره المخرج التلفزيوني علي رجب مغالطة تاريخية وعبثا بثقافة الأمة، وقال رجب فى تصريح للجزيرة نت إن هذه الفوازير تعالج الحكاية الشعبية بأسلوب سافر لم نره من قبل، مشيرا إلى أن الرسالة الوحيدة من هذا العمل هي إظهار أن الرجل يمكن أن يكون المقهور من المرأة ولابد له أن يصبر على هذا القهر.

ونفي رجب وجود أي محاولات لفرض سيطرة المرأة على الدراما المصرية، وأشار إلى أن ضعف المادة والأفكار دفع القائمين على العمل إلى استخدام فكرة جديدة ولكنها في غير محلها.

وشدد رجب على ضرورة انتقاء الأعمال التلفزيونية بعناية تامة لأنها وسيلة مهمة لتثقيف المجتمع فلابد من التعامل مع الخريطة التلفزيونية لكونها إحدى أهم وأوسع وسائل التثقيف انتشارا في مصر والعالم كله، واصفا العديد من الأعمال التلفزيونية التي يقدمها التلفزيون المصري خلال الفترة الأخيرة بأن هدفها الوحيد هو تحقيق مصالح شخصية والرضوخ أمام جماعات الضغط والإعلانات.

"
المخرج علي رجب: ليست هناك محاولات لفرض سيطرة المرأة على الدراما المصرية، وإنما ضعف المادة هو الذي دفع القائمين على العمل إلى استخدام فكرة جديدة
"

وانتقد رجب قيام الفنانة نرمين الفقي (شهرزاد) وفاروق الفيشاوي (شهريار) بهذا العمل، مضيفا أن هذه الأدوار تحتاج إمكانيات خاصة لا تعتمد على مدى جماهيرية وشهرة بطل العمل.

فاروق الفيشاوي
غير أن الفنان فاروق الفيشاوي بطل العمل كان له رأي آخر فقد قال للجزيرة نت إن هذا العمل يعد تجديدا كاملا لأسطورة ظل المشاهد المصري يتابعها كل رمضان بدون أي تجديد أو تطوير، لذلك ظل فريق العمل فترة طويلة في البحث حتى تم تقديم العمل بهذه الطريقة.

واستغرب الفيشاوي من النقد الذي يحيط بالعمل مع أن جهودا كبيرة بذلت من أجل إنجاحه وإظهاره بصورة جيدة، مضيفا أن أي عمل لا يمكن أن يرضي رغبات جميع المشاهدين والنقاد.

وعما إن كان العمل رسالة لتمكين المرأة المصرية في مختلف الاتجاهات، قال الفيشاوي إن تقديم العمل بهذا الشكل هدفه الوحيد هو تجديد فلكلور شعبي يظل المشاهد المصري ينتظره من عام إلى آخر.

____________
مراسل الجزيرة نت

إعلان
المصدر : الجزيرة

إعلان