فنانون يغنون للأمم المتحدة ويجمعون تبرعات لمكافحة الملاريا

أحيا فنانون من خمس قارات -بينهم السنغالي يوسو ندور والسويدية نينا شيري والبريطاني بيتر غابرييل- حفلا موسيقيا بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس الأمم المتحدة، استطاعوا من خلاله جمع تبرعات لمكافحة الملاريا التي تقتل طفلا أفريقيا كل 30 ثانية.

 

واعتلى المسرح نجوم مثل البرازيلي غيلبرتو غيل وملكة موسيقى السول البلجيكية أكسيل ريد والمغنية الإندونيسية أنغون، في لقاء بين الأصوات واللغات والثقافات ليزيدوا الوعي بحجم هذه الكارثة.

 

وأعلن مسؤولون أمميون أن الحفل الذي حمل عنوان "متحدون في مواجهة الملاريا" والذي بيعت تذاكره بالكامل، جمع تبرعات كافية لشراء 50 ألف شبكة للوقاية من البعوض مرشوشة بمبيدات حشرية لمنطقتين ساحليتين في تنزانيا ترتفع فيهما حالات الوفيات بين الأطفال بسبب الملاريا.

 

وشكر الأمين العام الأممي كوفي أنان الذي حضر الحفل بشكل مفاجئ في منتصف الليلة الماضية جميع الفنانين "لأنهم سخروا كل طاقاتهم وموهبتهم لخدمة هذه القضية". وقال أنان للحشد "هذا ليس حدثا, إنها حركة.. أرجوكم استمروا معها".

 

ويصيب المرض الذي ينقله البعوض نحو 500 مليون شخص سنويا ويقتل ما بين مليونين وثلاثة ملايين 90% منهم في أفريقيا. ويلقى نحو ثلاثة آلاف طفل حتفهم يوميا بسبب الملاريا في شتى أنحاء العالم وفقا لتقديرات الأمم المتحدة التي تسعى لخفض هذا العدد إلى النصف بحلول عام 2010.

 

وقال السنغالي ندور الذي نظم حفلا غنائيا بعنوان "لايف أفريكا" في إطار حملة لمواجهة الملاريا في مسقط رأسه داكار في مارس/آذار الماضي "نريد أن نلفت الانتباه لهذه المأساة.. سنستمر في برنامجنا للقضاء على هذه الكارثة".

 

وتكلف الملاريا قارة أفريقيا 12 مليار دولار سنويا وستتكلف نحو ثلاثة مليارات أخرى للسيطرة عليها، ولكن مسؤولين يقولون إن الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والدرن والملاريا يملك فقط 1.2 مليار دولار لينفقها خلال عامين على مكافحة الملاريا.

 

وكما كان متوقعا شكل ندور الذي فاز بجائزة "غرامي" هذا العام، ثنائيا مع مغنية الهيب هوب السويدية شيري ليؤديا أغنيته "سبع ثوان" (Seven Seconds) التي تصدرت قائمة الأغاني عام 1994 وفازت كأفضل أغنية في أوروبا في العام نفسه. ثم قدم ندور مغنيا جديدا من مالي هو روكيا تراوري (20 عاما) على أنه صوت جديد يضمن مستقبل أفريقيا.

 

وشدا المغني البرازيلي غيل الذي يشغل أيضا منصب وزير ثقافة بلاده أغنية "لا تبكي يا امرأة" حيث غنى معه الجمهور المقطع الأكثر شهرة في الأغنية "كل شيء سيكون على ما يرام". ومنحت شيري الحفل لمسة خاصة عندما غنت مع المطرب الحافي القدمين من ساحل العاج تيكين جاه فاكولي أغنية "اتركوا السلطة" الموجهة ضد الدكتاتوريين الأفارقة.

 

كما غنى غابرييل الذي شارك في تأسيس فرقة جينيسيس مع الإندونيسية أنغون أغنية "لا تستسلم"، ثم شكل ثنائيا مع ندور في أغنية "في عينيك". كما شارك غابرييل ندور في غناء "بيكو" المهداة إلى الناشط الجنوب أفريقي المناهض للتمييز العنصري ستيف بيكو الذي عذب حتى الموت عام 1997، وصاحبهما مانوكاتشي عازف الطبل الفرنسي الشهير.

 

وأدت المغنية الأميركية باتي أوستن وحدها أغنية "في مكان ما فوق قوس قزح" التي اشتهرت حينما غنتها الممثلة جودي غارلاند في فيلم "ساحر أوز". أما ملكة السول ريد وهي سفيرة لصندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "يونيسيف" مثلها مثل ندور، فشدت بأغنية "ليس الآن" التي تدور حول آخر خواطر فتاة من لاوس قبل أن تدوس على لغم أرضي.

 

وفي الفقرة الأخيرة انضم جميع الفنانين وعددهم 20 إلى ندور ليغنوا أغنية من تلحينه تحمل عنوان "حاربوا الملاريا".