سينما القاهرة تتحدى الضغوط اليهودية وتعرض "باب الشمس"

تصميم فني عن السينما المصرية
تحدت دور العرض السينمائية في مصر الضغوط اليهودية وبدأت اليوم الثلاثاء عرض فيلم "باب الشمس" الذي يعد أول ملحمة سينمائية عربية حول المأساة الفلسطينية للمخرج المصري يسري نصر الله.

وكان الفيلم قد تعرض لضغوط قوية من جمعيات يهودية حالت دون عرضه في أربع من الدور الخمس التي كان مقررا أن يعرض فيها بفرنسا. 

وقد عرض فيلم "باب الشمس" في مهرجان "كان" العام الماضي ولقي ترحيبا من نقاد السينما في فرنسا وأوروبا, لكنه تعرض في الوقت نفسه لهجوم من منظمات يهودية فرنسية اعتبرت أنه يسيء إلى صورة الجيش الإسرائيلي في عدد من المشاهد التي تضمنها. 

وأكد يسري نصر الله أنه لم  يتهم شخصيا بمعاداة السامية من قبل قوى الضغط اليهودية التي وجهت اتهاماتها إلى المنتجين وهما تلفزيون "آي أر تي" الفرنسي الألماني والقناة الثانية للتلفزيون المغربي.

وقال نصر الله إن اللوبي المعارض للفيلم استخدم الرسائل الإلكترونية لتحريض اليهود الفرنسيين وغيرهم على مقاطعة الفيلم, مشيرا إلى أن بداية الهجوم كانت من صحفي عامل في صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية غادر القاعة إثر عرض أحد مشاهد الجزء الأول من الفيلم في مهرجان برلين. 
                                                                          
تاريخ النكبة
ويقوم بطل الفيلم "يونس" في هذا المشهد الذي يقوم بدوره الممثل السوري عروة نيربي بحفر تاريخ النكبة على ذراعه بالسكين, وذلك باعتباره تذكيرا بالممارسات النازية بحق اليهود خلال الحرب العالمية الثانية. 

ويقول نصر الله إنه تمت ترجمة مقال الكاتب اليهودي على شبكات الإنترنت ونشره على عدد من المواقع مع اتهامات للتلفزيون المنتج بمعاداة السامية ودعوة وزارة الثقافة الفرنسية إلى منع عرض الفيلم وإقالة مدير الشبكة المنتجة جيروم كليمان. 

لكن جيروم كليمان وهو يهودي أيضا رفض الاتهامات وأصر على عرض الفيلم الذي كان من المفترض أن يعرض في خمس دور عرض سينمائية في باريس إلا أنه نتيجة هذه الحملة لم يعرض إلا في دار واحدة فقط, حسب ما قال نصر الله. 

وفيلم "باب الشمس" الذي أثار هذه الحملة يستند في خطه الدرامي إلى رواية بنفس الاسم للروائي اللبناني إلياس خوري صدرت قبل ثمانية أعوام في بيروت وترجمت إلى العديد من اللغات وأثارت ترجمتها إلى اللغة العبرية حوارات طويلة بين المثقفين العرب حول مسألة التطبيع مع إسرائيل. 

ويقول نصر الله إن الجزء الأول من الفيلم الذي يعرض الآن في القاهرة
يقوم على نوع من الأسطورة التي يرى أنها استندت إلى العديد من الوثائق الأوروبية والإسرائيلية والعربية والتي صورت قيام الإسرائيليين بطرد الفلسطينيين بالقوة مع التأكيد على أنه لم يكن لديهم مخطط لإبادة الفلسطينيين بل إقامة ما وصفه بدولة نقية لليهود بدون عرب على حد قوله.

إعلان
 
وقد بدأ عرض الجزء الأول من "باب الشمس" في ثلاث دور عرض مصرية, وسيعرض الجزء الثاني من الفيلم بعد عشرة أيام في دور العرض الثلاث التي عرضت الجزء الأول. ويبلغ طول وقت عرض الفيلم بجزأيه أربع ساعات ونصف، وهو أول فيلم عربي يتكون من جزأين.
المصدر : الفرنسية

إعلان