بنيس وتأملات في الحداثة المعطوبة

18/1/2005
صدر مؤخرا للشاعر والكاتب المغربي محمد بنيس كتاب "الحداثة المعطوبة" عن دار توبقال للنشر المغربية في 187 صفحة على شكل يوميات ومذكرات تتناول تأملات في الحداثة والثقافة والعروبة.
ويطرح الكاتب المغربي في أحدث أعماله الفكرية مواقفه من قضايا الحداثة العربية كما يورد مجموعة من التساؤلات والتأملات في إشكاليات اللغة والخطاب النقدي والعلاقة بين المشرق والمغرب والعروبة والوضع العربي الراهن والعولمة.
وقال الكاتب في إصداره إن "كل خطاب يتناول الحداثة من خارج عمقها الفكري والإبداعي هو استعمال ظرفي يتحول إلى نقيض الحداثة بل يتحول إلى حداثة معطوبة" وهي الفكرة التي بدأت تراوده منذ أواسط التسعينيات بعد فترة حرب الخليج الأولى حيث بدأ مجتمعه –كما ذكر- يعيش زمنا جديدا بقيم تفاجئه أحيانا وبظهور أعطاب على ما كان يعتقد أنه النموذج الصالح.
ويضيف بنيس "في كل مرة أحاول أن ألتقط وضعية الحداثة المعطوبة من زاوية أفاجئها بقدر ما تفاجئني فهي حداثة متعددة الرؤوس.. إن الخطاب الذي كان يسمى قوميا أو نقديا انهار أمام تصاعد الخطاب الرسمي والإسلامي وخطاب العولمة.. تلك الضربة كانت حلقة في سلسلة الهزائم الجرارة التي مزقت الجسد الثقافي الحديث وفي كل لحظة كان الندم يتضح".
إعلان
ويوضح بنيس أن هذه المرحلة هي مرحلة عالمية حيث انهارت مجموعة من النماذج في العالم في مقدمتها النموذج الاشتراكي السوفياتي سابقا. لكن هذا –في نظره- لا يبرر ما أصبحنا نعيشه في العالم العربي بخصوص وضع المثقفين.
ويعتبر أن المثقف العربي تخلى عن طرح السؤال بل أصبح نادما على مواقفه القديمة، مؤكدا أن هذا مظهر من المظاهر التي جعلتنا نعيش اختزال العمل الثقافي والتخلي عن الروح النقدية التي هي مصدر الفعل الثقافي.
يذكر أن بنيس أستاذ للشعر العربي الحديث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط وصدرت له عدة دواوين شعرية ومؤلفات من بينها "ما قبل الكلام" و"شيء عن الاضطهاد والفرح" و"مواسم الشرق" في طبعتين و"ورقة البهاء" وهو الديوان الذي نال عنه جائزة محلية في الشعر و"المكان الوِثني".
المصدر : رويترز