أميركي يقدم بريشته شهادته على حرب العراق

12/1/2005
يقدم الفنان الأميركي ستيف مامفورد صورة مختلفة عما رأى العالم بالحرب الدائرة في العراق، ابتداء من أفلام عن زحف الدبابات إلى بغداد وانتهاء بصور عن انتهاكات لسجناء عراقيين.
كانت البداية حينما قرر مامفورد التوجه للعراق بمفرده خلال أيام الغزو الذي قادته الولايات المتحدة, ولم يراسل حينها إلا موقعا للفنانين على الإنترنت ليكتب "مذكرات بغداد" عن تجربة توضحها رسوماته ولوحاته التي تعرض منذ ذلك الحين بمعارض نيويورك.
وتمكن الفنان الأميركي من اقتراض مبالغ فاقت عشرات آلاف الدولارات لشراء سترة واقية وخوذة ومعدات اتصال تعمل بالأقمار الصناعية وغيرها من التجهيزات، ليتوجه بعد ذلك إلى العراق عبر القاهرة ثم الكويت في أبريل/نيسان 2003.
وقال في ستوديو الرسم الخاص به بنيويورك "الذي يهمني حقا هو العودة إلى فكرة الفنان كشاهد على الرؤية المباشرة.. رؤية العين لحدث ما ووصف الحدث برمته بصورة شخصية وذاتية".
وأضاف مامفورد "اجتذبت الرسومات قدرا كبيرا من الإهتمام وإن كان هذا يرجع لأسباب مختلفة.. أغلب الفنانين يتخذون مواقف سياسية قوية ضد الحرب لذلك كانت هناك انتقادات بأن الرسومات شديدة الحياد".
وبما أنه فنان لا صحفي فإنه يشير إلى أنه لم يشعر أن هناك حاجة إلى أن يكون موضوعيا, ويردف قائلا "إذا كنت مع وحدة عسكرية وشعرت أن هؤلاء الأشخاص يقومون بمهمة رائعة وأنهم أشخاص طيبون فإنني كنت أميل إلى التوحد معهم ودعم مهمتهم".
إعلان
وقد تضمنت الحلقات الأولى من المذكرات صورا للحياة العادية ببغداد مثل صور للاعبي طاولة النرد بمقهى والباعة في شوارع المدينة، كما أن هناك حلقات أخرى تسجل الوقت الذي أمضاه مع أفراد الجيش الأميركي بتكريت وبعقوبة والرمادي وهي تلك المدن التي تستدعي أسماؤها صورا للعنف.
وتتحدث مذكراته عن كيفية ركوبه سيارات برادلي المدرعة وسط عدد من الجنود وكيف وصل إلى سطح مبنى خلال معركة بالأسلحة النارية، وكيف ركز ريشته ليرسم قناصا أميركيا أثناء تعرضه للنيران.
وقد ظهرت أعماله الفنية بمعرض في نيويورك كما ستعرض بميشيغان نهاية الشهر الجاري وميامي في أبريل/ نيسان. ويعتبر مامفورد أن رسوماته هذه ليست سجلا نادرا لما قام به هناك فحسب، بل هي أيضا "جزء مهم مني لكسب الرزق".
المصدر : رويترز