كتاب لغسان سلامة يتناول التحولات العالمية وآثارها العربية
يتناول وزير الثقافة اللبناني السابق غسان سلامة قضايا العصر وانعكاساتها العربية بعين خبيرة ألفت الغوص بحثا وتحليلا في الفكر والاجتماع والعلاقات الدولية واستخلاص الجوهري دون التوقف طويلا أمام الواجهات من خلال كتابه الذي حمل عنوان "من الارتباك إلى الفعل.. التحولات العالمية وآثارها العربية".
صدر الكتاب عن دار النهار للنشر وجاء في نحو 70 صفحة توزعت موادها على عناوين مختلفة الأول هو "المحاضرة التذكارية" وقد ألقيت في القاهرة بمناسبة الاحتفال باليوبيل الذهبي لمعهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية.
أما العنوان الثاني فكان "نحو علاقة عادلة بين العرب والغرب" وهو محاضرة ألقيت في العاصمة المصرية أيضا بمناسبة المؤتمر الأول لمؤسسة الفكر العربي, حيث يشعر القارئ بأن هناك سمة جلية مميزة تطبع أسلوب تفكير سلامة وأسلوب تعبيره أيضا وهي تلك القدرة على دخول عالم فيه قدر من الصعوبة وحتى من الغموض أحيانا وفيه سيل من المصطلحات والخروج منه بكلام واضح واثق يبسط ويوضح.
وتحدث سلامة عن التغيرات التي أدت إلى وجود دولة عظمى وحيدة اقتصاديا وعسكريا وتكنولوجيا الآن هي الولايات المتحدة وعن تأثرنا بالتحولات العالمية وعزاه إلى أن المنطقة ليست هامشية في النظام العالمي لأسباب منها مخزونها النفطي الهائل وموقعها وجيرتها لإسرائيل حليفة الدولة العظمى.
ويعتقد سلامة أن العولمة ليست الأمركة مع أن الخلط بينهما شائع, وقال إنه "صحيح أن التزامن بين انتصار الغرب الأيديولوجي على الشرق السوفياتي وبين تسارع العولمة ليس وليد الصدفة لكن الأمرين ليسا كما يرى التبسيطيون وجهين لعملة واحدة، فكل منهما يساعد الآخر، ولكن هذا لا يعني أن العولمة هي أحادية القطب وأن أحادية القطب هي العولمة".
ولخص ما تقوم عليه العولمة أساسا بثلاثة عناصر هي ثورة الاتصالات الهائلة، وازدياد كبير في التبادلات الدولية، وانتقال رؤوس الأموال الكبرى إلى نوع من البداوة لسهولة انتقالها من بلد إلى آخر مما يعطي أصحابها قدرة غير مسبوقة على التحكم بمصير مجتمعات بعيدة. وعنده أن المسألة هي فيما نحن عليه فعلا وليس في ما هي عليه العولمة، فهي خطر أكيد ولكنها أيضا فرصة ثمينة.
وحذر سلامة من أن تصيب بعض مفاهيمنا للعولمة الفكرة العربية بأذى وسأل هل نتخلى اليوم تماما عن الفكرة القومية بينما نرى أنها في أوج انتصارها في الدولة العظمى.
يذكر أن الدكتور سلامة مارس التدريس الجامعي أستاذا للعلاقات الدولية في جامعة القديس يوسف والجامعة الأميركية في بيروت قبل أن يسافر إلى العاصمة الفرنسية ويتولى بين سنتي 1986 و2000 منصب مدير الدراسات في المركز الوطني للبحوث العلمية ومنصب أستاذ في معهد العلوم السياسية في باريس. وفي عام 2000 أسندت إليه حقيبة وزارة الثقافة في الحكومة اللبنانية فتولاها حتى استقالة هذه الحكومة الشهر الماضي.