رحيل الشاعر الداغستاني رسول حمزاتوف
ودع الدنيا قبل أيام وبصمت شاعر الشعب الداغستاني الشهير وشاعر القوقاز الأول رسول حمزاتوف عن عمر ناهز الثمانين عاما.
ولد حمزاتوف في 8 سبتمبر/ أيلول عام 1923 في قرية تسادا الداغستانية، وهو نجل الشاعر المعروف حمزة تساداس، وقد سماه والده بـ رسول تيمنا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
بدأ حمزاتوف حياته مدرسا بعدما تخرج في معهد غوركي للآداب في موسكو عام 1950، وأصدر أول دواوينه عام 1943 وكان باللغة الآفارية، ليفتتح دواوينه وكتبه التي يزيد عددها على الـ 40 معظمها بلغته الأم الآفارية ما عدا دواوينه الثلاثة الأخيرة التي كتبها باللغة الروسية. وتعتبر اللغة الآفارية بالنسبة لحمزاتوف رمزا للأرض والتاريخ، لحكايات الأجداد وأغنيات الطفولة.
انضم حمزاتوف لعضوية اتحاد الكتاب في الاتحاد السوفياتي السابق وهو في العشرين من العمر، وأصبح رئيسا لاتحاد الكتاب الداغستان بعد تخرجه مباشرة، وبقي يشغل هذا المنصب إلى أن وافته المنية.
وحصل شاعرنا عام 1963 على جائزة لينين عن مجموعته الشعرية "نجوم سامقة". ومن دواوينه "أغاني الجبال"، "سنة مولدي"، "قلبي في الجبال"، "وطن الجبلي"، "نجم يكلم نجما"، "امرأة خلاسية"، "الحدود"، "مسبحة السنين"، "نقوش"، "داغستان بلدي"، والأخيرة أشهرها.
ترجمت أعماله إلى الروسية وإلى عشرات اللغات الأجنبية الأخرى، ويتميز شعره المكرس لحياة داغستان المعاصرة بالصبغة القومية الساطعة والنزعة الغنائية. ومنح عام 1959 لقب شاعر الشعب في داغستان، كما منح لقب "فنان داغستان القيم".
وتكريما له ولوالده رمم أهالي قرية تسادا المنزل الذي ولد فيه حمزاتوف وهو منزل والده شاعر الشعب حمزات تساداس حيث تم تحويله إلى متحف. وتوفي بعد معاناة طويلة من مرض خطير بالجهاز العصبي جعله شبه مقعد وقلل كثيرا من نشاطه العضوي، دون أن يطفئ نشاطه الذهني وإن توقف عن الشعر.
وعرف عن حمزاتوف تواضعه وخفة ظله، والسخرية من الأوصاف الكبيرة، والتضخيم، والذاتية. فقد كان يردد دائما "الحمد لله بأنهم لا يقولون لي إنني ذلك العبقري العظيم، لأن العباقرة هم أولئك الناس الذين يقومون بأشياء يعجز عنها الآخرون"، ويضيف "كل ما أطلبه من الله أن يمد بعمري سنة أخرى. فأنا لم أجد الوقت الكافي لإعادة النظر في المسودات التي كتبتها. وأعتبر حياتي كلها مسودة يجب تصحيحها وإعادة النظر فيها".