إدوارد سعيد أدخل فلاسفة محظورين إلى جامعات أميركا


undefinedأكد مشاركون في ندوة خصصها ملتقى القاهرة الثاني للإبداع الروائي على القيمة الثقافية والإبداعية للمفكر الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد المتمثلة في كتاباته الغزيرة وإسهامه في إدخال أسماء فلسفية محظورة إلى الفضاء الأكاديمي الأميركي.

وفي دورة الملتقى الذي يحمل اسم "إدوارد سعيد" تكريما له بعد رحيله قبل بضعة أسابيع، أشار الناقد السوري صبحي الحديدي إلى دور الراحل في الحياة النقدية في الغرب وخصوصا في الولايات المتحدة.

وأوضح حديدي أن إدوارد سعيد استطاع "بعمله الأكاديمي وتطوره الفكري وبعد جهد أن يدخل أسماء بعض الفلاسفة الأوروبيين الذين كانوا يعتبرون من المحرمات في الحياة الأكاديمية الأميركية -مثل ممثلي الفلسفة التفكيكية- إلى الجامعات الأميركية".

وتابع قائلا إن "دور سعيد لم يتوقف عند ذلك بل استطاع أيضا أن يدخل أسماء نقاد الرواية من الماركسيين إلى الفكر النقدي الأدبي الأميركي بعد أن كانت أيضا من ضمن المحرمات، مثل أسماء لوكاتش وغرامشي وغيرها من الأسماء الماركسية الكبيرة في عالم النقد الأدبي".

وفي الاتجاه نفسه قال الناقد الأردني فخري صالح إن "أهمية سعيد تتجاوز الإعلام والسياسة إلى حقول معرفية متعددة من بينها خطابات ما بعد الاستعمال والنظرة الثقافية التي كان سعيد واحدا من أبرز المنظرين والباحثين الذين حولوا مسارها خلال الربع الأخير من القرن الماضي".

إعلان

وأيد أستاذ الأدب العربي في جامعة لندن المصري صبري حافظ هذه الرؤية، مشيرا إلى أهمية الدور الذي لعبه سعيد في كتابه "الاستشراق" ودوره في خلق حالة انتقاد واسعة للثقافة الاستعمارية ونشوء ثقافة ونقد ما بعد الاستعمار.

ومن جهته تطرق الناقد الفلسطيني المقيم في سوريا فيصل دراج إلى انتقال سعيد "نتيجة عدائه للسياسة الريغانية إلى موقف المثقف الفاعل المنحاز إلى المهمشين من خلال موقعه كمثقف يميل إلى الماركسية بشكل جدلي كما عبر عنه في كتابه (الثقافة والإمبريالية)".

كما أشار دراج إلى "موقفه كمثقف فلسطيني قدم رؤيته للصراع الجاري في كتبه (سياسة السلب من أجل حق تقرير المصير الفلسطيني) و(غزة وأريحا سلام أميركي) و(أوسلو/2 سلام بلا أرض)".

وتطرق الناقد فخري صالح إلى ربط سعيد في كتاباته عن فلسطين والشرق الأوسط وتأملاته حول دور المثقف ووظيفته بنقده "للثقافة الغربية وأشكال الهيمنة التي تمارسها على العالم غير الغربي, متطرقا إلى ثقافة المقاومة ومقترحا صيغا جديدة للقراءة".

واستنتج فخري أنه من هذا المنطلق "جاء اقتراح سعيد بقراءة أوبرا عايدة للموسيقار الإيطالي جوزيبي فيردي وأعمال ألبير كامو استنادا إلى التاريخ الاستعماري وإلى قراءة جين أوستن بمصاحبة فرانز فانون وأميلكار كابرال بحيث تشمل هذه القراءة الطباقية الإمبريالية والمقاومة التي تتصدى لها في الوقت نفسه".

وبدأ ملتقى القاهرة الثاني للإبداع الروائي العربي أعماله السبت الماضي تحت عنوان "الرواية العربية والمدينة" بعد أن كان تطرق في دورته السابقة قبل أربعة أعوام إلى دراسة خصوصية الرواية العربية.

ويختتم الملتقى أعماله غدا الأربعاء في حفل يتوج بإعلان اسم الروائي العربي الفائز بجائزة القاهرة للإبداع الروائي العربي والتي تبلغ قيمتها 100 ألف جنيه مصري (15 ألف دولار).

إعلان
المصدر : الفرنسية

إعلان