فرقة موسيقية مصرية من الكفيفات
تنتزع فرقة أوركسترا مؤسسة "النور والأمل" في القاهرة إعجاب المستمعين إليها خصوصا وأن العازفات فتيات كفيفات من خريجات نفس المؤسسة.
وتتراوح أعمار العازفات اللواتي يبلغ عددهن 45 فتاة بين 16 و50 عاما, ويعزفن مقطوعات كلاسيكية لكبار الموسيقيين العالميين من أمثال شوبان وبيتهوفن.
ويقود الفرقة "المايسترو" أحمد أبو العيد الذي يوجه العازفات بتأن وحرص كي يعزفن الموسيقى بإتقان، فلا يشعر السامعون أن العازفات يعانين أي مشكلة جسدية أو ذهنية.
وكان الانسجام واضحا بين الكفيفات أثناء عزفهن على الآلات إذ بدت كل واحدة منهن تلعب على آلتها الموسيقية ببصيرة ثاقبة رغم افتقادهن إلى البصر. ومن الأمور المؤثرة رؤية الصغيرات الشغوفات بآلاتهن الموسيقية ومدى تعلقهن بها، إذ يستخدمنها خلال أوقات الاستراحة، ويهرعن إلى سحب النوتات من جيوبهن فور أي حركة ناشزة.
وقال أبو العيد إن الفرقة قامت بجولات في مختلف الأماكن في العالم مثل اليابان والصين وبريطانيا. وأكد أن الموسيقى ساعدتهن في اكتشاف ذواتهن، وخصوصا مع السفر إلى الخارج، مما أدى إلى صقل مواهبهن التي لا تقدر. وشدد على وجوب عدم إبداء التأثر أمامهن لأنهن بشر كغيرهم، و"يجب عدم النظر إليهن بشفقة".
وأضاف الأستاذ أنه يقوم بتعليم الصغيرات الموسيقى لكي يأخذن مكان اللواتي يغادرن الفرقة لسبب أو لآخر. وتتراوح أعمار الصغيرات بين 12 و14 عاما.
وتقسم الدروس إلى جزأين نظري وعملي. وأوضح أن النظري منها يدرس على طريقة برايل أي لمس النوتات المرسومة بشكل بارز من أجل القراءة, في وقت يحرك فيه المايسترو عصاه نقرا على الطاولة بطريقة موسيقية.
وقالت إحدى الكفيفات واسمها عائشة "صحيح أنه لا يمكننا أن نرى ولكن الموسيقى التي نتعلمها ساهمت في تطوير حياتنا بشكل مهم للغاية". ولاحظ مراسل وكالة فرانس برس أن "المايسترو" يعامل الفتيات وكأنهن يتمتعن بكافة حواسهن. ويؤنب الأستاذ أي تلميذة في حال تأخرها عن الحضور, ويرفض مراعاة أي حساسيات معينة، لأنهن حسب رأيه لسن معاقات.
وقالت مديرة مؤسسة النور والأمل ملك الشربيني لفرانس برس إن العمل بدأ عام 1954 عبر تأهيل الفتيات الكفيفات اللواتي بلغن الثالثة عشرة مدة سنتين يتخرجن بعدها بشهادة، وأوضحت أنه تم تأسيس معهد الموسيقى قبل حوالى عشرة أعوام, لتدريب الراغبات ابتداء من سن الثامنة بغية إعدادهن قبل الالتحاق بفرقة الأوركسترا, مؤكدة أن الفتيات يمارسن أيضا رياضة خاصة بهن فضلا عن شغفهن بعلوم الكمبيوتر.