طالبان مصممة على تدمير التماثيل وواشنطن تهاجمها
رفضت حركة طالبان دعوات دولية بالتراجع عن قرارها القاضي بتدمير التماثيل في أفغانستان، وقالت إنه يتعين تحطيم كل ما تبقى من تماثيل في البلاد لأنها تمثل آلهة الكفار. من جانبها انتقدت واشنطن قرار طالبان، وقال متحدث باسمها إنها تشعر بالاضطراب من القرار.
ونقلت وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية ومقرها باكستان أمس الثلاثاء عن الملا محمد عمر زعيم طالبان قوله إن الإبقاء على التماثيل يعد خطيئة وأمرا غير مشروع، وأضاف "لا أهتم بأي شيء غير الإسلام".
وكان عمر أمر الإثنين بتحطيم كل التماثيل في البلاد، الأمر الذي أثار انتقادات ودعوات من منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونيسكو" بالحفاظ على الآثار التاريخية في الدولة التي حطمتها عقود من الحرب.
وقال الملا عمر إن "من يقولون إن تدمير التماثيل خسارة لتاريخ أفغانستان عليهم دراسة الإسلام الذي يحرم التماثيل".
ونقلت وكالة الأنباء الأفغانية عن وكيل أحمد متوكل وزير الخارجية في حركة طالبان قوله إن قرار تدمير التماثيل التاريخية في البلاد لن يضر بعلاقات الحركة مع بقية أنحاء العالم. ولا تعترف سوى ثلاث دول رسميا بحكم طالبان لأفغانستان وهي باكستان والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
من جانبها نددت الولايات المتحدة بقرار الملا عمر، وقالت إن هذا القرار مخالف لتعاليم الإسلام، وأضافت على لسان فيليب ريكر أحد المتحدثين باسم الخارجية الأميركية إن "الولايات المتحدة تشعر بالانزعاج" جراء القرار.
وقال ريكر إن ذلك "يتناقض مباشرة مع أحد المبادئ الأساسية للإسلام وهو التسامح مع الأديان الأخرى".
كما دعت باريس مسؤولي حركة طالبان إلى عدم تدمير التماثيل، وقال مسؤول باسم الخارجية الفرنسية إن "إعلان زعيم طالبان الملا عمر تدمير جميع التماثيل من الفترة السابقة للإسلام في أفغانستان أمر مثير للذهول".
أما الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان فقد دعا حركة طالبان للحفاظ على التراث المشترك للإنسانية. وقال المتحدث باسمه إن عنان استقبل قرار تدمير التماثيل بقلق.
يذكر أن أشهر موقع أثري في أفغانستان فيه تمثالان عملاقان لبوذا منحوتان من الصخر يصل ارتفاع أطولهما إلى 53 مترا، يقع في ولاية باميان وسط البلاد.