علماء الآثار المصرية يبحثون مستقبل تمثال رمسيس الثاني
يبحث علماء الآثار المصرية حاليا ما إذا كانوا سيعيدون بناء تمثال رمسيس الثاني العملاق في مدينة الأقصر أو سيبقونه معلما تاريخيا يشهد أن الرهبان المسيحيين في القرن الخامس حاولوا جاهدين طمس معالم هذا النصب الغرانيتي الخالد.
وعلى بعد كيلومترات قليلة من وادي الملوك على الضفة الغربية من نهر النيل في الأقصر تشمخ بقايا هذا التمثال الضخم الذي يرجع تاريخه إلى 3200 عام بين جدران معبد فرعون الذي يرتمي هو نفسه في أحضان فناء معبد رمسيس الكبير الذي يضم أيضا مدرسة ومتاجر ومطابخ وسكن القساوسة.
ولم يتبق من تمثال فرعون الحجري البالغ ارتفاعه 15 مترا والذي كان يوما ما يرتكز بكلتا يديه على ركبتيه، سوى الرأس والبدن والساقين مرتمية كلها في الفناء الأول للمعبد الملكي مع أكثر من 500 قطعة أخرى مختلفة الأحجام.
ويقول عالم المصريات كريستيان ليبلانك من المعهد القومي الفرنسي للأبحاث العلمية والذي عمل في معبد رمسيس لمدة 12 عاما إن الاعتقاد السائد بادئ الأمر كان يذهب إلى أن التمثال انهار بسبب زلزال قوي ضرب المنطقة في السنة 27 قبل الميلاد.
ويضيف أن علماء الآثار وجدوا بعد ذلك دليلا يثبت أن التمثال تعرض للكسر والسقوط في العهد المسيحي على يد الرهبان الذين شنوا حربا على عبادة الأصنام.
وأكد أن رأس التمثال تعرض للضرب كما اعتاد المسيحيون الأوائل أن يفعلوا، وآثار الضرب بالمطرقة ظاهر في كل شبر من المكان مما يبين أن التدمير كان مقصودا.
ويضم تمثال رمسيس أيضا بقايا كنيسة وعدد من الصلبان المسيحية القبطية. ويذكر أن هذا التمثال شيد في عهد الملك الفرعوني رمسيس الثاني الذي حكم مصر لأكثر من 60 عاما في القرن الثالث عشر قبل الميلاد.
ويثير مستقبل هذا التمثال العملاق تساؤلات جمة حول المسار السليم للعمل الأثري ومشاكل التمويل وما إذا كان ضروريا إضافة نصب آخر إلى الكنوز العديدة الموجودة في الأقصر أم لا.
وتبدو الأجوبة على ذلك غير واضحة لأن وجود التمثال على الأرض يشكل حدثا تاريخيا وشهادة على الدمار الذي ألحقه الرهبان المسيحيون في ذلك الوقت بهذا النصب العظيم.