محرك دمى كندي يثير مشاعر الكبار
تمكنت مسرحية جديدة حملت عنوان Happy من تحريك مشاعر جميع المشاهدين في ألمانيا وكندا. وتطرح المسرحية تساؤلات بسيطة عن السعادة، وعمن يشعرون بها أكثر من غيرهم.
فمن الطبيعي أن نسمع أن الجمهور بكى مع الممثل الفلاني أثناء أدائه دورا يعكس ضعف الإنسان وآلامه ومشاعره، وما يتعرض له من ضغوط في هذا العالم المليء بالمتاعب، لكن ليس من الطبيعي أن يبكي الجمهور على مسرحية دون ممثلين, لأن جميع نجوم مسرحية Happy هم دمى الماريونيت (العرائس).
ولا يفاجأ أولئك المطلعون على أعمال محرك دمى الماريونيت روني بوركيت عندما يسمعون عن تقديمه عملا مسرحيا للبالغين مستخدما شخصيات يرفضها الكبار. فقد حقق بوركيت نجاحات منقطعة النظير في الولايات المتحدة وكندا وإيرلندا وإنجلترا وألمانيا وأستراليا، وتمكنت فرقته من ترك بصمة واضحة في عالم المسرح.
ويزاوج مسرح بوركيت ما بين النص الجاد والأجواء الطفولية. ويقول إنه تطرق في هذا العمل إلى مناقشة فكرة الإنسانية "لكن أسلوب الطرح كان غير إنساني، ومن هنا تأتي سخرية الفكرة". إن فكرة المسرحية عامة وغير جديدة، فهي تناقش موضوع السعادة, وهل هي حق للجميع أم حكر على فئة معينة من البشر.
ويعمد بوركيت في أعماله إلى كسر حاجز العمر كي يتغلب على تكنيك مسرح الماريونيت. إنه ببساطة يقلب مفاهيم هذا المسرح، فبدلا من تحريك الدمية بصورة مستمرة على المسرح وإجراء حوارات قصيرة معها, نرى أن الدمى تجري حوارات مطولة بينها, وبعضها الآخر يبقى على المسرح ساكنا دون حراك.
مسرحية Happy هي ثالث عمل يقدمة بوركيت، فقد بدأ مشواره الفني بمسرحية Tinka’s New Dress ثم ألحقه بمسرحية Streets of Blood.
وتدور أحداث المسرحية حول شخصية "هابي" المتفائل، الذي يستغرب عندما يرى الناس مهمومين ومتعبين من هذه الحياة. أما بطلة المسرحية فهي شاعرة اسمها كارلا, وهي شابة مات حبيبها في بداية المسرحية. ثم تكتشف كارلا المليئة بالحزن أن جسد الميت يمكن أن يبقى حيا إذا بقي في "عالم الليمبوس" أو موطن الأرواح.
ويقول بوركيت إنه أراد النظر داخل الذاكرة المحطمة، وإشراك الجمهور بالقصة ليشعروا بأحداثها، ويتفاعلوا معها ويصبحوا جزءا منها. ولكي تتحقق هذه الفكرة استبعد الممثلين البشر عن هذا العمل، "فلو أحضرنا ممثلين سنلاحظ أنهم يقدمون مستويات كثيرة من المعالجات الدرامية، لكن الدمى تجسد الشخصية بعواطفها فقط, ولأنها لا تتنفس فإن الجمهور يتنفس عوضا عنها".
لقد نجح بوركيت في تحقيق أهدافه بواسطة السيطرة على مشاعر الجمهور عبر الدمى، فالجمهور يرقب بلهفة تحركات الدمية, ويحبس المشاهد أنفاسه لحظة سكونها, وينتظر حركتها التالية.