الانتفاضة تستقطب اهتمام معرض الكتاب في القاهرة

تسلم أمين عام اتحاد النقابات الفنية المصرية سيد راضي جائزة فلسطين التكريمية لعام 2000 تقديرا لدور الاتحاد في دعم الانتفاضة الفلسطينية، في حفل شهده وزيرا الثقافة المصري والفلسطيني في إطار فعاليات معرض الكتاب المقام حاليا في القاهرة.
وقد أكد وزير الثقافة المصري في كلمة بالمناسبة أن شعب مصر وفنانيها يقفون إلى جانب الفلسطينيين في كفاحهم المشروع من أجل استرداد كامل ترابهم الوطني, معتبرا موقف الفنانين المصريين في دعم الانتفاضة واجبا وطنيا.
وأشاد وزير الثقافة الفلسطيني ياسر عبد ربه بدور الفنانين المصريين في دعم الانتفاضة، وقال إن صوتهم كان الصوت الأعلى في الدعوة لاسترجاع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وقال الشاعر الفلسطيني محمود درويش رئيس لجنة اختيار الأسماء الفائزة بجائزة فلسطين إن الفن المصري نقل مفهوم الحرية إلى ضمير كل فلسطيني.
وكانت الهيئة المصرية العامة للكتاب التي تشرف على المعرض قد نظمت أسبوع تضامن مع فلسطين، وخصصت إحدى أكبر صالات العرض للمثقفين الفلسطينيين المشهورين.
وحقق الشاعر الفلسطيني محمود درويش ولمرتين متتاليتين نجاحا منقطع النظير، حيث احتشدت القاعة بالأطفال والكهول والشابات للاستماع إلى قصائده الوطنية المهداة إلى الطفل الفلسطيني محمد الدرة. وكان الدرة قد استشهد في الأيام الأولى من الانتفاضة الفلسطينية برصاص الجنود الإسرائيليين، ونقلت شبكات التلفزيون صوره وهو يستشهد في حضن والده على نحو أثار تعاطف العالم بأسره.
كما استضافت القاعة عددا كبيرا من الشخصيات الفلسطينية أمثال الشاعر أحمد دحبور ووزير الثقافة ياسر عبد ربه والروائي يحيى خلف. وكان أطفال فلسطينيون ينشدون بين كل محاضرة وأخرى أناشيد للمقاومة الفلسطينية.
وقد لقيت الانتفاضة الفلسطينية تعاطفا كبيرا لدى المشاركين في معرض الكتاب الدولي الثالث والثلاثين. وأثار المثقفون الفلسطينيون انتباه الزائرين بالشعارات التي يرفعونها والأغاني الشعبية التي يرددونها لمجد القدس.
وبدت فتحية أبو الخير وهي من رواد المعرض بغطاء رأس إسلامي أخضر وفوقه تاج من الكرتون رسمت عليه صورة المسجد الأقصى. وتوزع فتحية في ممرات المعرض المزدحمة بالزائرين التيجان نفسها على أولادها الأربعة الذين يتصفحون كتابا عن المسجد الأقصى. ويحصل على تاج من هذه التيجان كل من يشتري كتابا من المعرض. وقالت إن اعتمار هذه التيجان هو تعبير عن الحب لفلسطين والتمسك بالمسجد الأقصى.
وتحمل فتحية أحجبة صنعت في الصين وتظهر بعد تركيبها صورة المسجد الأقصى. وقد اشترتها لابنها الأصغر إسلام البالغ من العمر عاما واحدا.
وقالت إنها تحب أن يصبح ابنها إسلام يوما ما شجاعا مثل أطفال فلسطين الذين يرهبون الجيش الإسرائيلي بالحجارة التي يلقونها.
وبالإضافة إلى ذلك يشتري الزائرون قمصانا بيضاء تحمل صورة شمس صفراء اللون وكتب عليها "القدس شمس لن تغيب أبدا" ومناديل بألوان العلم الفلسطيني الأسود والأبيض والأحمر والأخضر.
أما محيي الدين البالغ من العمر 16 عاما الذي يرتدي الجينز ويعلق على عينه نظارة شمسية فقد اشترى كوفية فلسطينية وقبعة سوداء كتب عليها "القدس لنا".
وقال حسين عبد المنجي الذي يبيع الكتب في أحد أقسام المعرض إن الكتب الدينية والتاريخية والأسطوانات المضغوطة وكاسيت الفيديو عن المدينة المقدسة تمثل القسم الأكبر من مبيعاته هذا العام.
وأضاف أن القراء في هذه المرحلة الصعبة من الأزمة يتخلون عن كتبهم التقليدية لصالح الكتب حول فلسطين، تعبيرا عن مشاركتهم في المقاومة ضد إسرائيل.
وتعرض معظم هذه المنشورات والكتب دور نشر مصرية ولبنانية وخليجية. ويحمل أحد الأقسام اسم "أطفال الحجارة أطفالنا" ورفعت فوقه مجسمات منها مجسم طفل فلسطيني يحمل حجرا بوجه جنود إسرائيليين. وتبث مكبرات الصوت بدون توقف شعارات معادية للإسرائيليين.
ويستضيف المعرض الذي افتتحه الرئيس حسني مبارك في 24 يناير/ كانون الثاني الماضي 87 دولة وأربعة ملايين كتاب و2765 ناشرا و421 ندوة. ومن المقرر أن ينتهي في الثامن من فبراير/ شباط الحالي.