مثقفون عرب يرسمون صورة متشائمة للعولمة
اعتبر عدد من المفكرين والمثقفين العرب أن العولمة أسهمت في تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والثقافية في العالم العربي في العقود الأخيرة. ورسم هؤلاء صورة متشائمة لدور الثقافة العربية في الرد على الموجة التي تستهدفها من جانب الغرب.
وسادت أفكار متشائمة محاضرات العديد من المفكرين والمثقفين العرب الذين شاركوا في مؤتمر التكامل الثقافي العربي في عصر العولمة الذي دعا إليه معهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية وعقد في أحد الفنادق بالقاهرة.
وقد اعتبر معظم المتحدثين أن تشاؤمهم يعبر عن واقع قائم في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية كنتاج للسياسات التي سادت بعد حقبة السبعينيات. وأكد أستاذ التاريخ في جامعة القاهرة عماد أبو غازي -ووافقه آخرون- أنه لا توجد صناعات ثقافية عربية قومية موحدة والتي -إن وجدت- اعتبرها ضارة لأن بين الدول العربية دولا تقوم بمصادرة المادة الخام للثقافة مثل الروايات والأفلام وغيرها من المنتجات الثقافية.
وأبرز المتحدثون الصعوبات التي تواجه فكرة التكافل الثقافي العربي ضمن المحاور الأساسية التي طرحها المؤتمر، وهي، وحدة الثقافة العربية، وخصوصية الثقافة القطرية، ومشروع حماية الحضارة العربية كأداة للتكامل الثقافي، وثقافة الطفل العربي في عصر العولمة.
وكذلك قدم المشاركون تحليلا نقديا للسياسات الثقافية العربية والثقافة الشعبية المشتركة وخصوصيتها في اللحظة الراهنة، في محاولة بناء موقف عربي بناء قادر على التفاعل مع الآخر على قدم المساواة.
وكانت الجامعة العربية قد عقدت مطلع الشهر الماضي مؤتمرا للمثقفين العرب استجابة لدعوة الأمين العام للجامعة عمرو موسى، دعا في ختامه إلى وضع إستراتيجية محددة للمثقفين والثقافة العربية والإسلامية لمخاطبة الآخر الغربي كرد على الموجة المعادية للعرب في الغرب.