الصحافة النسائية تعود إلى أفغانستان
صدرت في العاصمة الأفغانية كابل أول مجلة نسائية في أفغانستان منذ انهيار النظام الشيوعي قبل نحو عشرة أعوام. وسجلت مجلة صراط الأسبوعية المكونة من صفحة واحدة وتشرف عليها ثلاث نسوة أول عودة للصحافة النسائية حيث وزعت 500 نسخة في المدارس والمكاتب والجمعيات.
وقد طبعت المجلة النسائية على آلة الرون وظهر في أعلاها رسم امرأة كبلها حبل وحررها قلم، وقد بيعت نسخ العدد الأول من "صراط" مقابل ألفي أفغاني (العملة الأفغانية المحلية) أي ما يساوي عشرة سنتات أميركية.
وقد تصدر العدد الأول من مجلة صراط عنوان كبير "أبواب الأمل فتحت" في إشارة إلى إعادة فتح الصفوف أمام الفتيات مع بدء العام الدراسي. وسيخصص العدد المقبل من "صراط" لأقوال رئيس الحكومة المؤقتة في أفغانستان حامد كرازاي حول حقوق المرأة.
وقد دفعت النسوة الثلاث اللاتي أشرفن على إصدار المجلة من أموالهن الخاصة تكاليف طبع المجلة الأسبوعية. وطلبن موافقة وزارة الإعلام الأفغانية على مضمون المجلة حيث شكلت الوزارة لجنة لقراءة المقالات التي لم يتغير محتواها بحسب ما أكدن.
وكانت آخر مجلة نسائية وهي شهرية قد اختفت عن التداول والظهور منذ سقوط النظام الشيوعي عام 1992 حيث اختفت مجلة ميرمون وتعني المرأة والتي تعنى بالجمال والعائلة والطبخ.
ودعت ماري البالغة من العمر 38 عاما وهي إحدى الصحفيات الثلاث اللواتي بدأن بفكرة صراط وتعمل في وزارة الإعلام النساء إلى استعادة حقوقهن والتعبير سواء عبر الفنون أو الكتابة.
كما دعت ماري النساء الأفغانيات إلى خلع (التشادري) وهو لباس تلبسه النساء الأفغانيات يغطي جسد المرأة من قمة الرأس إلى أخمص القدمين. وأشارت إلى أن زمن الضرب بالعصي قد ولى.
ورغم أن ماري نفسها تضع حجابا على رأسها إلا أنها قالت إنه إذا لم تجرؤ أقلية على فعل ذلك لن تتبع الأكثرية أبدا.
وأوضحت أن (التشادري) ظهر مع اندلاع حرب الفصائل الأفغانية حيث بدأ الرجال أمام عدم الأمان الذي خيم على أجواء أفغانستان يطلبون من النساء التستر الكامل. وذكرت ماري وهي أصلا من العاصمة ودرست في موسكو ستة أعوام أن لديها الكثير لتقوله وأن صفحة واحدة لا تكفي.
وأكدت ماري أنها عضو كامل في المجتمع وأنها تناضل بقوة الكتابة لا بقوة السلاح ورغم أنها حرمت من العمل إبان حكم نظام حركة طالبان لكنها كانت تعطي دروسا للفتيات بالسر.
وتسرد أستاذة سابقة معاناتها مع نظام طالبان وتكتب مقالا في المجلة تحت عنوان (حجاب يغطي المرأة بالكامل).
وتتطلع جميلة عمر وهي طالبة صحافة شابة إلى صدور مجلة وصحيفة بالألوان مع رسوم ومقابلات. مشيرة إلى التخلف الموجود والبعد عن كل التجديد وكل الصحف وكل التقنيات فترة طويلة جدا.