صدور الطبعة الثالثة لكتاب يبرز الوجه الجهادي للصوفية
صدر في العاصمة السورية دمشق كتاب يؤرخ للحركة الصوفية ودورها في التاريخ الإسلامي، خصوصا ذلك الدور الذي يتعلق بمشاركتها في الجهاد ومدافعة العدو إضافة إلى موقعها في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام.
ويبرز كتاب "البطولة والفداء عند الصوفية" الذي ألفه أسعد الخطيب الظلم الذي لحق بالحركة الصوفية كما هو شأن الكثير من الحركات في التاريخ الإسلامي.
ويقول الكاتب إن الحركة الصوفية -رغم تعدد مشاربها ومواطنها والاختلافات فيما بينها- يجمع بينها الظلم الذي لحق بها بسبب صورتها المتأخرة التي كانت عليها لحظة بروز الفكر النهضوي العربي الإسلامي الحديث الذي اعتبرها حركة جامدة وخاملة وقابلة للتعايش مع الواقع مهما كانت سلبياته.
ويحاول الكتاب الذي يقع في 268 صفحة من القطع الكبير, إنصاف هذه الحركة وإبراز دورها في الجهاد ومدافعة العدو وفي دخول أقوام كثيرة إلى حظيرة الإسلام الرحبة.
فقد رد مؤلف الكتاب على ما شاع عن الصوفية من خمول وكسل ومن مظاهر الضعف والتواكل، كما أشار إلى ما في حياتهم من بذل في مدافعة الشر واستجلاب الخير وفي جهاد النفس والجهاد القتالي، وما توافروا عليه من فروسية واستعمال للسلاح في ساحات الوغى ومعارك الالتحام.
ويقع الكتاب في 20 فصلا، ويتضمن فصله الأول مقدمة المؤلف لتتوالى بعد ذلك الفصول واحدا فواحدا عن "الجهاد الأكبر والجهاد الأصغر", و"المجاهدون السبعة من زهاد التابعين", و"أوائل المجاهدين من الصوفية في القرن الثاني", و"نماذج من الصوفية المجاهدين في القرن الثالث", و"الفتوة والرباطات الصوفية", و"الناحية الصوفية عند بطل الحروب الصليبية نور الدين زنكي", و"نماذج من المجاهدين", و"الناحية الصوفية عند صلاح الدين", و"أضواء على جهاد الشيخين محيي الدين بن عربي وأبي الحسن الشاذلي", و"الناحية الصوفية عند الظاهر بيبرس", و"دور الصوفية في إسلام المغول", و"فقهاء صوفية مجاهدون", و"الناحية الصوفية عند محمد الثاني فاتح القسطنطينية", و"كشف أدعياء الطريق الصوفي", و"دور الصوفية في المغرب والأندلس في جهاد الصليبيين", و"الإمام الغزالي ومسألة الجهاد", و"بيان فضل العلم الرباني", و"التصوف وحركات الجهاد في العصر الحديث", في حين يتضمن الفصل العشرون خاتمة الدراسة يليه ثبث بالفهارس والمصادر والمراجع.
وقد قدم لهذا الكتاب المهم الدكتور عبد الكريم اليافي، والشيخ ياسين الخطيب، ومحمد هشام برهاني, والدكتور شكر مصطفى. وتقوم دار الفكر في دمشق بتوزيع طبعته الثالثة الحالية.