بيرغمان يرى مناما قد تكون فيه نهايته
قال المخرج السينمائي إنغمار بيرغمان البالغ (83 عاما) في مقابلة صحفية إنه يخشى الطيور كثيرا, وإنه رأى في المنام طائرا ضخما أخضر اللون حط بالقرب منه في أحد المروج وتحدث معه, معتقدا أنه مرسل من زوجته المتوفاة الممثلة إنغريد بيرغمان.
وذكر أنه عادة ما يخاف الطيور, وأنه لم يحلم إطلاقا من قبل بأي طائر كبير, مضيفا أن هذا الطائر نذير الموت مثل الفارس الغامض في فيلمه الناجح القديم "الختم السابع". وقال إن هذا الطائر ربما يكون رسولا من زوجته الراحلة الممثلة إنغريد بيرغمان. يشار إلى أن بيرغمان يعد من أكثر المخرجين الذين يستلهمون رؤى عن الشياطين في أفلامهم, فقد وظف هذه الفكرة طيلة فترة عمله الممتدة على مدى 60 عاما.
وقال المخرج المخضرم "إن الشياطين كثيرة وتظهر في أوقات غير مناسبة وتخلق الرعب والفزع، ولكنني تعلمت السيطرة على القوى السلبية وكنت أستغلها كي تعمل لمصلحتي". وأضاف بيرغمان الذي تعكس روائعه مهارته في الإبحار في أعماق الحياة الصعبة شمالي أوروبا أنه لم يلجأ في حياته إلى العلاج النفسي، وأنه أمضى أكثر سني حياته في مقاومة قوى الشر بأسلحة بسيطة كالاستماع إلى موسيقى باخ والمشي والسباحة وتناول الطعام المحبب له.
ويشرف بيرغمان حاليا على تدريبات رواية الكاتب النرويجي إبسن "الأشباح" بعد أن أعدها للمسرح بنفسه. كما يعتزم إخراج تمثيلية إذاعية للكاتب ستريندبرغ في الربيع القادم. وقد أعلن بيرغمان الذي أخرج أفلام "الفراولة" و"الشخص" و"صيحات وهمسات" أنه سيخرج فيلما تلفزيونيا العام المقبل. يشار إلى أن الانضباط والعمل الشاق والغرائز البشرية هي أسس أعمال بيرغمان الذي أخرج 39 تمثيلية إذاعية و54 فيلما و126 مسرحية.
ويعزو بيرغمان مهارته في سرد القصص إلى أمه كارين التي قال إنها كانت تقرأ قصصا لأفراد الأسرة بصوت مرتفع حول المدفأة. وكان بيرغمان يخشى والده المتدين الذي كان يضربه باستمرار مما كان يدفعه للفرار إلى عالمه الخاص, وقد انعكس ذلك على الكثير من أفلامه.
ويقول بهذا الخصوص إن الفصل بين الواقع والخيال صعب, وإن "الهروب من العقاب جعلني كذابا كبيرا". وانعكست هذه الطفولة الصعبة في فيلمة "فاني وألكسندر" الذي أخرجه عام 1982. وبسبب حبه الشديد لوالدته كانت المرأة محور أعماله.