الغيطاني يتهم الحكومة بالاستسلام للأصوليين

انتقد الروائي المصري البارز جمال الغيطاني حكومة بلاده لمنعها تداول ديوان أبي نواس، واتهم وزير الثقافة فاروق حسني بالاستسلام لمن أسماهم بالأصوليين. وقال الغيطاني "عندما تتدخل الحكومة وتمنع الشعر فنحن كلنا في خطر".
وأوضح أن وزارة الثقافة احتجزت الأسبوع الماضي ستة آلاف نسخة من ديوان أبى نواس، بعد طلب إحاطة حول الأعمال الأدبية التي تتولى الحكومة طبعها تقدم به نائب يمثل الإخوان المسلمين في البرلمان.
وأعرب الغيطاني الذي يعمل رئيسا لتحرير سلسلة "الذخائر" المعنية بنشر كتب التراث في الهيئة العامة لقصور الثقافة عن دهشته إزاء تصرف الوزارة، خصوصا وأنه تمت طباعة الجزء الأول عام 1958 عن لجنة التأليف والترجمة والنشر التي كان يرأسها الراحل أحمد أمين، ومن أعضائها طه حسين وعدد كبير من رموز الثقافة المصريين.
والنسخة الممنوعة هي صورة عن الديوان الذي حققه المستعرب الألماني غريغور شولر إبان خمسينيات القرن الماضي. وكانت لجنة المستشرقين الألمان قامت بطباعة الأجزاء الثلاثة الأخرى للديوان في لبنان. وقال الغيطاني إنه تم التحفظ على أصول كتابين آخرين من التراث العربي كان من المفترض أن يصدرا عن السلسلة هما (رسائل بديع الزمان الهمذاني) و(سفينة شهاب) اللذان يجمعان غالبية الموشحات الأندلسية، ويعتبران من نوادر الكتب المطبوعة في القرن التاسع عشر.
وكان نائب يمثل جماعة الإخوان المسلمين تقدم في وقت سابق من هذا الشهر بطلب إحاطة بخصوص ثلاث روايات نشرتها وزارة الثقافة في الآونة الأخيرة في سلسلة أدبية خاصة قائلا إنها فاضحة. ورد وزير الثقافة بإقالة الموظفين المسؤولين عن نشر هذه السلسلة، وبعضهم من الشخصيات الأدبية ذات المكانة، مما أثار غضب بعض الكتاب.
وقال الغيطاني "إن الوزير يظهر يوميا على شاشة التلفزيون ويحرك الناس ضد الكتاب.. والآن يتكلم كلام الأصوليين، ويعتقد أنه يرضي الجماعات الأصولية".
وقال فاروق حسني الذي ينظر إليه البعض على أنه مدافع عن الحرية الأدبية في مقابلة مع التلفزيون المصري أمس إن من واجبه الحيلولة دون الخروج عن الآداب العامة، التي تجعل الأعمال الأدبية خالية من أي قيمة فنية.
وكان آلاف الطلبة طالبوا باستقالة حسني في مايو/أيار الماضي أثناء احتجاجات عنيفة على رواية "وليمة لأعشاب البحر" للكاتب السوري حيدر حيدر، والتي طبعتها وزارة الثقافة، وقالوا إنها تسيء للإسلام، إلا أن حسني دافع عن الرواية آنذاك.