سراقب.. "درع" ثورة إدلب ومحط أنظار النظام

مدينة سورية تقع في ريف إدلب الشرقي، وتحتل موقعا إستراتيجيا يربطها بأهم مدن البلاد. كانت من أولى المدن السورية انخراطا في الثورة، وسيطرت عليها فصائل مسلحة معارضة، وهي تتحسب لهجوم قادم من قوات النظام بعد اقترابه منها.
 
الموقع
تقع مدينة سراقب في ريف إدلب الشرقي على الطريق الرابط بين العاصمة دمشق ومدينة حلب كبرى مدن الشمال السوري، كما تشكل عقدة مواصلات بين أطراف ريف إدلب.

الاقتصاد
كان اقتصاد مدينة سراقب قبل الثورة يعتمد بدرجة رئيسية على الأنشطة الزراعية والتجارية، وساهم في ذلك موقعها الجغرافي ووقوعها على الطريق الدولي الرابط بين دمشق وحلب، وظلت عبر العصور السابقة محطة لعبور القوافل التجارية العابرة إلى أنحاء سوريا والمنطقة العربية.

كما ساهم قربها من بعض الموانئ البحرية والمطارات -كميناء اللاذقية ومطار حلب- في تطوير النشاطات الصناعية فيها وتعزيزها.

وقد تراجعت المكانة الاقتصادية للمدينة خلال السنوات الماضية بحكم الأوضاع العسكرية والأمنية والسياسية المتدهورة التي تعيشها، كباقي المدن السورية منذ اندلاع الثورة ومواجهتها بعنف من قبل قوات النظام وحلفائه.

السكان
يبلغ عدد سكان سراقب أكثر من 32 ألف نسمة بحسب بيانات المكتب المركزي للإحصاء في سوريا خلال عام 2004.

ما بعد الثورة
كانت سراقب من أولى مدن إدلب وسوريا عموما التحاقا بركب الثورة، وكان أول تجمع تشهده المدينة في 25 مارس/آذار 2011، حين تجمع عشرات الشبان بعد صلاة الجمعة فيما عرف حينها بـ"جمعة العزة" هاتفين بشعارات منها "ما ظل خوف بعد اليوم".

وعرفت المدينة -وفق باحثين- بأنها من أكثر المدن السورية انخراطا في الثورة، سواء كان ذلك في مرحلة الاحتجاجات السلمية أم في مرحلة الثورة المسلحة.

ويؤكد متابعون لشؤون الثورة السورية أن المدينة عرفت بجمالية شعاراتها ولوحاتها الجدارية التي ركزت على الانتماء الوطني الجامع ونبذ الطائفية والمطالبة بدولة مدنية ديمقراطية.

ونظرا لأهميتها الإستراتيجية، فقد كانت محل تركيز من قبل قوات النظام التي اقتحمتها منتصف أغسطس/آب 2011 فقتلت واعتقلت العديد من سكانها. ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان فقد اعتقلت الحكومة أكثر من مئتي شخص خلال تلك الحملة، ثم عادت لاقتحامها في مارس/آذار 2012، قبل أن تسيطر عليها قوات المعارضة في نوفمبر/تشرين الثاني 2012.

وفي يناير/كانون الثاني 2017 سيطرت عليها حركة أحرار الشام، قبل أن يستعيد تحالف مكون من جبهة فتح الشام وفصائل أخرى السيطرة على المدينة من جديد.

وتعرضت سراقب لقصف متكرر من قبل قوات النظام والقوات الروسية الحليفة، ومنذ أواخر يناير/كانون الثاني 2018 تتعرض المدينة لحملة عسكرية كثيفة من قوات النظام السوري مع إسناد جوي من الطيران الحربي الروسي.

وأدت عشرات الغارات الجوية التي تعرضت لها المدينة لحدوث مجازر متكررة فيها، من بينها مجزرة سوق الخضار التي وقعت في 29 يناير/كانون الثاني 2018، وسقط فيها 14 قتيلا وعددا من الجرحى من الباعة والمتسوقين.

كما تعرضت المدينة لقصف بالكلور في 4 فبراير/شباط 2018، وأدى إلى 11 حالة اختناق بحسب الدفاع المدني.

وبعد اشتداد القصف الذي تتعرض له سراقب أعلنت مدينة منكوبة في 30 يناير/كانون الثاني 2018، حيث توقف المشفى التابع لأطباء بلا حدود عن الخدمة، وتوقفت محطة الكهرباء والمياه عن العمل، كما توقف بنك الدم عن تقديم خدماته.

وفضلا عن الظروف الإنسانية القاسية التي يعشيها سكان سراقب؛ تبدو المدينة في قلب المواجهة ومحط أنظار قوات النظام وحلفائه نظرا لقربها الجغرافي من مطار أبو الظهور العسكري الذي تسيطر عليه هذه القوات، حيث تبعد عنه نحو 12 كلم فقط، وهي بالإضافة إلى ذلك تمثل معبرا مثاليا نحو بلدتي كفريا والفوعة المواليتين والمحاصرتين، واللتين تبعدان عنها نحو 8 كلم فقط.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية