بيروت

الموسوعة - بيروت View of Beirut City Centre from Martyrs Square, Lebanon.
تنقسم المدينة إلى أحياء على أساس الدين والطبقة الاجتماعية والجماعة العرقية (غيتي إميجيز)

عاصمة لبنان وكبرى مدنه، وأهم موانئه البحرية والجوية، وهي المركز التجاري والثقافي الرئيسي للبلاد، وأكبر ميناء عربي على ساحل البحر الأبيض المتوسط. أنشأها الفينيقيون سنة 3000 قبل الميلاد.

الموقع
تقع بيروت على نَشْز من الأرض مثلث الشكل على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط في المنطقة الدافئة (30-40 درجة شمال خط الاستواء)، وترتفع عن سطح  البحر 34 مترا فقط.

ويتسم مناخها بالاعتدال، فدرجة الحرارة في الشتاء لا تنخفض عن 13 درجة مئوية ولا تزيد عن 27 درجة مئوية في فصل الصيف، وتبلغ مساحتها 67 كيلومترا مربعا.

السكان
يتألف سكان بيروت من عدد متساوٍ تقريبا من المسلمين والمسيحين، وهناك عدد قليل من اليهود، وعدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين.

وتعتبر أكثر مدن لبنان غنى بالتنوع الديني والمذهبي، حيث لكل من المسلمين والمسيحيين وجود فعّال فيها. وهناك تسع طوائف رئيسية في المدينة وهي: السنّة والشيعة والدروز والموارنة والروم الأرثوذكس والروم الكاثوليك والأرمن الأرثوذكس والأرمن الكاثوليك والبروتستانت.

وتنقسم المدينة إلى أحياء على أساس الدين والطبقة الاجتماعية والجماعة العرقية إلى حد كبير. واللغة العربية هي اللغة الرسمية للسكان، ولكن معظمهم يتقن اللغة الفرنسية فضلا عن اللغة الإنجليزية. ويبلغ سكانها أكثر من مليوني نسمة بحسب تقديرات 2015.

التاريخ
أنشأها الفينيقيون سنة 3000 قبل الميلاد، وكانت تعرف باسم بيريتوت، ودمرها الملك السوري قرينون سنة 140 قبل الميلاد، وأعاد الرومان بناءها لتصبح قاعدة لهم في الشرق الأوسط سنة 14 قبل الميلاد.

وتعاقب على حكمهما عدد كبير من الحكام عبر العصور، منهم الآشوريون والإغريق والرومان والأتراك العثمانيون والفرنسيون.

وأقدم أثر ظهر فيه اسم المدينة هو كتابة هيروغليفية منقوشة على ألواح من الآجر المشوي تعرف برسائل تل العمارنة، ويحتفظ بها في المتحف البريطاني، وتعود هذه الكتابة إلى عهد الأسرة الثامنة عشرة من الأسر الفرعونية التي حكمت مصر في العصور القديمة. وظهر اسم المدينة في هذه الألواح على شكل "بيروتا".

وبالرغم من تاريخ المدينة العريق إلا أنه لم يبق من آثاراها القديمة سوى بعض الأعمدة الضخمة من صخور الغرانيت، وذلك بسبب ما تعرضت له من زلازل عبر العصور. وقد غزاها العرب عام 635 للميلاد، واحتلها سلطان مصر وسوريا صلاح الدين الأيوبي في 1187. ثم أصبحت في 1516 جزءا من الإمبراطورية العثمانية.

وصارت بيروت خلال القرن التاسع عشر مركزا للتعليم والثقافة في المنطقة العربية، كما نمت خلال القرن العشرين مركزا تجاريا وماليا في الشرق الأوسط، وهي من أكثر مدن المنطقة تطورا وحداثة.

وكانت بيروت إلى ما قبل الحرب الأهلية -التي نشبت سنة 1975م إلى 1991- تتميز بنشاط أسواقها التي كانت تضم منتوجات من كل أنحاء العالم.

الاقتصاد
تضم المدينة ميناءا يمتد على مسافة تتراوح بين 5 و10 كيلومترات مما جعل من منها العاصمة التجارية والمالية لمنطقة الشرق الأوسط في مرحلة ما قبل الحرب الأهلية اللبنانية.

وتتعدد الأنشطة الاقتصادية في المدينة مثل التجارة والنقل والاتصالات والصناعة والأعمال المصرفية. وتعتبر مركزا مهما للنقل الجوي، حيث يحظى مطارها بشهرة دولية وذلك بسبب التقاء عدد كبير من خطوط الطيران الجوية العالمية في مطارها، كما تعتبر مركزا سياحيا مهما على مستوى المنطقة والعالم.

المعالم
تضم بيروت العديد من المعالم مثل وسط المدينة أو السوليدير ومسجد محمد الأمين وهو أكبر مسجد في العاصمة والذي بناه رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، والمنارة وبرج ساعة الحميدية وكاتدرائية القديس نقولا للروم الأرثوذكس وكاتدرائية مار جاورجيوس.

كما تضم متاحف مثل متحف بيروت الوطني ومتحف بلانت ديسكفري ومتحف روبير معوض الخاص وهو رجل الأعمال اللبناني وتاجر المجوهرات المعروف، ومعالم طبيعية مثل حديقة الصنائع أو حديقة رينيه معوض وهي متنفس للسكان وتبلغ مساحتها 22 ألف متر مربع، وصخرة الروشة وهي صخرة كبيرة تكونت داخل البحر بفعل العوامل الطبيعية.

وتضم كذلك تمثال الشهداء وهو نصب تذكاري للشهداء اللبنانيين الذين قضوا حتفهم في 6 مايو/أيار 1916 بتهمة التآمر على الدولة العثمانية.

وتضم أيضا قصر سرسق وهو قصر أثري لبناني بناه نقولا سرسق في عام ١٩١٠، ووهبه صاحبه الذي ينحدر من عائلة أرستقراطية لبنانية إلى بيروت بعد وفاته عام 1952، على أن يتحول إلى متحف للفنون الحديثة بحسب ما ورد في وصيته. وفتح المتحف أبوابه للناس عام ١٩٦١، وهو يعرض مجموعة قطع وأعمال فنية إسلامية، وأدبية لعدد من الفنانين العالميين واللبنانيين.

وتضم تمثال رياض الصلح أول رئيس وزراء لبناني بعد الاستقلال، والجامع العمري الكبير وأبراج الواجهة البحرية، وبرج المارينا وهو برج سكني. كما تضم مراكز ثقافية متعددة  تتبع للدول الكبرى، وعددا من الجامعات مثل الجامعة الأميركية والجامعة اللبنانية وجامعة القديس يوسف وجامعة بيروت العربية.

المصدر : الجزيرة