مدن الصحراء الغربية

In this photo dated Dec. 10, 2013, a fruitseller pushes his wares through the streets of Laayoune, Western Sahara, where unemployment is high and most food has to be imported from Morocco. Nearly 40 years after Morocco annexed these lands unemployment runs high and there are fears that the unrest and dissatisfaction could spill over into the unstable desert lands nearby where al-Qaida holds sway. (AP Photo/Paul Schemm)
مشهد من إحدى المدن في منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو (أسوشيتد برس)

مجموعة من المدن تقع في منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو. ومن أشهر هذه المدن -إضافة إلى مدينة العيون– الداخلة والسمارة وبوجدور والكويرة وتفاريتي.

وفي ما يلي نقدم تعريفا موجزا بأبرز هذه المدن:

1- الداخلة
مدينة الداخلة عبارة عن شبه جزيرة في المحيط الأطلسي، إذ تحيط بها مياهه من جنوبها وشرقها وغربها، وتمتد أربعين كيلومترا داخل المحيط قرب الحدود مع موريتانيا.

تعد ثانية مدن الصحراء الغربية من حيث الضخامة بعد مدينة العيون التي تبعد عنها بنحو 650 كيلومترا، ويقطنها نحو 184 ألف نسمة (حسب الإحصاء الذي أجرته الحكومة المغربية عام 2004).

وتعتبر الداخلة -التي استعمرها الإسبان منذ 1502، وأعادوا بناءها في 1884، وتقع الآن ضمن المنطقة الصحراوية الخاضعة للمغرب– مدينة سياحية تعقد فيها الندوات والمؤتمرات الدولية، وهي وجهة جاذبة لهواة رياضة ركوب الأمواج والتزحلق على الماء، وتجعل منها قوة الرياح فيها مكانا ملائما لإقامة بطولة العالم للتزحلق على الماء.

ويعتمد اقتصاد المدينة على السياحة والصيد البحري لكونها غنية بالثروة السمكية التي تصدّر إلى الخارج، ويعد ميناؤها من أهم الموانئ الأفريقية في هذا المجال.

2- السمارة
مدينة السمارة بناها الشيخ ماء العينين في نهاية القرن سنة 1896، وتقول بعض الروايات إن المدينة سميت بهذا الاسم لكثرة وجود نبات فيها اسمه "السمار".

أسس الشيخ ماء العينين فيها زاوية فحولها إلى مركز حضري وديني وعلمي، إذ كانت مكتبتها تحوي نحو خمسة آلاف كتاب. واشتهرت هذه الزاوية بقيادة المقاومة ضد الاحتلال الإسباني والفرنسي في المنطقة وحتى شمال موريتانيا. كما تضم المدينة زوايا أخرى لعلماء مروا بها أمثال سيدي أحمد الركيبي وسيدي أحمد العروسي.

تبعد السمارة -الواقعة ضمن المنطقة الصحراوية الخاضعة للمغرب- عن مدينة العيون بنحو 220 كيلومترا، ويقطنها نحو خمسين ألف نسمة (حسب الإحصاء الذي أجرته الحكومة المغربية عام 2004).

توجد في ضواحيها وبعض البلدات المجاورة لها العديد من النقوش الصخرية التي يعود تاريخ بعضها إلى ثمانية آلاف سنة قبل الميلاد. كما تشتهر بما يعرف بسياحة المغامرة والاستكشاف بسبب وجودها في عمق الصحراء.

3- بوجدور
مدينة بوجدور كانت في الأصل مجرد منارة بحرية تسترشد بها السفن، ثم أصبحت قرية للصيادين، ولم يبدأ تشييد مدينة فيها فعليا إلا عام 1976، ويبلغ عدد سكانها حوالي 37 ألف نسمة (حسب الإحصاء الذي أجرته الحكومة المغربية عام 2004).

وتبعد المدينة -الواقعة ضمن المنطقة الصحراوية الخاضعة للمغرب- عن العيون (كبرى مدن الصحراء الغربية) بنحو 180 كيلومترا، وتتمتع بشواطئ واسعة على المحيط الأطلسي من أشهرها شاطئ أوزيوالت إضافة إلى الكثبان الرملية والسبخات، مما يجعلها مقصدا سياحيا مهما.

ويعتمد اقتصادها على تربية الماشية والصيد البحري، وبها محطة لتحلية مياه البحر، وقد ساهم بناء مينائها في تطورها وتوسعها عمرانيا.

4- لكويرة
تقع مدينة لكْويرة على ساحل المحيط الأطلسي بالطرف الغربي لشبه جزيرة رأس نواذيبو، وتبعد عن مدينة نواذيبو الموريتانية بحوالي 15 كيلومترا، ويبلغ عدد سكانها حوالي أربعة آلاف (حسب الإحصاء الذي أجرته الحكومة المغربية عام 2004).

وتقول بعض الروايات إن أصل اسمها هو من الكلمة الإسبانية "La Agüera" التي تعني الساقية التي تستعمل لجلب مياه الأمطار لسقي المحاصيل.

تقع المدينة قرب الحدود مع موريتانيا وضمن المنطقة الصحراوية الخاضعة للمغرب، وتدخل في نطاق الجدار الأمني الذي بناه المغرب ما بين شهريْ مارس/آذار وأغسطس/آب 1980 لصد هجمات جبهة بوليساريو عن المناطق التي يسيطر عليها في الصحراء، والتي تضم معدن الفوسفات وغالبية سكان المنطقة.

5- تفاريتي
تقع تفاريتي شرق مدينة السمارة في أقصى القطاع الشرقي من الصحراء الغربية، وتعتبر مركز منطقة زمور التي تعد من المناطق الجغرافية الكبرى في الصحراء، وتتخذها جبهة البوليساريو "عاصمة مؤقتة" للجزء الذي يخضع لسيطرتها وإدارتها بإشراف الأمم المتحدة.

اتخذت منها الجبهة مركزا لقيادة عملياتها زمن الحرب مع المغرب 1976-1991 مما عرضها للقصف المغربي فانسحبت منها الجبهة 1990، وبعد عودتها إليها -بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين- جعلتها مركز "المنطقة العسكرية الثانية" التي هي القوة الضاربة في قوات الجبهة.

تحتضن تفاريتي المؤتمرات والمهرجانات الاحتفالية والاستعراضات العسكرية المنظمة من جبهة البوليساريو التي شيدت فيها مجموعة من المرافق العمومية منها مدارس ومستشفى تفاريتي، و"مستشفى نافارا" الذي شيدته عام 1999 "جمعية نافارا الإسبانية للصداقة مع الشعب الصحراوي".

وتضم تفاريتي -الواقعة ضمن المنطقة المنزوعة السلاح الممتدة بين الجدار الأمني المغربي والحدود الجزائرية والموريتانية المشتركة- مركز قيادة القوات الأممية لمراقبة وقف إطلاق النار وتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية (المينورسو) الخاص بمنطقة تفاريتي.

تحتوي تفاريتي -التي يقال إن اسمها يعني "السلام" بإحدى اللهجات الأمازيغية- على أماكن أثرية ومقابر ضاربة في القدم، يؤكد مؤرخون أنها من أقدم المقابر الموجودة في شمال أفريقيا.

المصدر : الجزيرة