قرطبة

roman bridge cordobaM spain - الموسوعة
جامع قرطبة الذي تحول إلى كاتدرائية (غيتي)

مدينة إسبانية، عاصمة مقاطعة قرطبة التابعة لإقليم الأندلس، ثالث أكبر مدنه من حيث المساحة وعدد السكان. توجد على أرضها آثار من أهم عصور التاريخ، كانت عاصمة الحكم في الأندلس في العصر الإسلامي ومركز أوروبا الثقافي، تعد واحدة من أهم المدن السياحية في إسبانيا، أدرجت منظمة "اليونسكو" أهم معالمها الأثرية في قائمة التراث العالمي.

 

الموقع الجغرافي
تقع مدينة قرطبة في جنوب شبه الجزيرة الأيبيرية على ضفاف نهر "الوادي الكبير"، الذي يخترقها من شرقها إلى غربها، وهو أطول أنهار الأندلس وخامس أطول أنهار شبه الجزيرة الأيبيرية.

تحدها من الشمال سلسلة جبال "سييرا مورينا" ومن الجنوب مناطق ريفية شاسعة. مناخها متوسطي قريب من المناخ القاري مع تأثيرات من المناخ الأطلسي، صيفها شديد الحرارة والجفاف وشتاؤها معتدل.

السكان
يسكن مدينة قرطبة حوالي 300 ألف نسمة ويرتفع هذا العدد إلى ما يزيد قليلا عن 360 ألف نسمة إذا ما أضيف إليه سكان الضواحي وفقا للإحصاء السكاني 2010.

الاقتصاد
يقوم اقتصاد المدينة على نشاط الزراعة التقليدي، وعلى السياحة، فهي من أهم مدن إسبانيا السياحية بآثارها الفريدة وثراء تراثها التاريخي والفني، كما تشتهر أيضا بصناعة الفضيات وصياغة الحلي.

التاريخ
اختلفت آراء الباحثين حول أصل اسم قرطبة، إلا أن أول اسم موثق عُرفت به المدينة هو "كوردوبا" الذي أطلقه عليها الرومان عندما فتحوها في القرن الثاني قبل الميلاد.

أشارت كتب تاريخية إلى أن أول استقرار بشري في قرطبة، كان أيام القرطاجيين الذين سكنوها خلال الفترة التي مدوا فيها نفوذهم على طول مجرى نهر "الوادي الكبير".

غزاها الرومان عام 206 قبل الميلاد وأسسوا بها مستعمرة سنة 169 قبل الميلاد، ثم احتلها البيزنطيون من 552 إلى 572 بعد الميلاد، وانتزعها منهم القوط الغربيون في أواخر القرن السادس الميلادي.

وصلها الفتح الإسلامي عام 711، وفي 716 أصبحت عاصمة ولاية اسلامية تابعة لخلافة بني أمية، ثم أضحت في 766 عاصمة إمارة الأندلس المستقلة عن الخلافة العباسية، وبلغت في ذلك العهد أوج تألقها.

وأصبحت في القرن العاشر الميلادي واحدة من أكبر مدن العالم ومركزا ثقافيا وسياسيا واقتصاديا عالميا بارزا، حيث سكنها -وفق بعض الدراسات التاريخية- ما يقارب المليون نسمة عام 1000.

في عهد عبد الرحمن الأول الأموي (عبد الرحمن الداخل) بدأ بناء جامع قرطبة الكبير، واكتمل بناؤه في القرن العاشر الميلادي، وكانت لها مكتبة عامة عظيمة بها 400 ألف كتاب، وجامعة ذاع صيتها في العالم، و27 مدرسة مجانية لتعليم أبناء الفقراء، كان يقصدها أبناء نبلاء الممالك الكاثوليكية في شمال إسبانيا.

ساء حال المدينة بعد سقوط الخلافة الأموية في الأندلس، وظهور ممالك الطوائف، حيث تعرضت لسلب ونهب في تلك الفترة فتراجعت مكانتها، خاصة بعدما تنازع عليها حاكما إشبيلية وطليطلة، بعد انهيار حكم الموحدين، تمكن ملك قشتالة فرديناند الثالث من الاستيلاء على قرطبة عام 1236 بعد خمسة قرون من الحكم الإسلامي للمدينة.

تراجعت أهميتها قرطبة بعد بزوغ نجم جارتها إشبيلية عقب اكتشاف الأميركتين عام 1492، وشهدت في أواخر القرن التاسع عشر بعض التطور مع وصول السكة الحديد إليها، لكن أحوالها عادت للتدهور بعد نشوب الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939) .

المعالم
توجد بقرطبة معالم تاريخية عديدة، أبرزها جامع قرطبة الذي تحول إلى كاتدرائية.

المصدر : الجزيرة