مخيم اليرموك

خريطة توضح مخيم اليرموك، وهو بنواحي دمشق - الموسوعة - المصدر:google maps
مخيم للاجئين الفلسطينيين أنشئ بعد نحو عقد على نكبة فلسطين عام 1948. عانى منذ إنشائه من الاكتظاظ كبقية المخيمات في الشتات. حاصره النظام السوري بعد اندلاع الثورة عام 2011، وبدأ قصفه منذ 2012 بدعوى محاربة الكتائب المسلحة. سيطر تنظيم الدولة على بعض أحيائه في أبريل/نيسان 2015.

الموقع
يعتبر مخيم اليرموك من أكبر المخيمات الفلسطينية في الشتات، ويقع على بعد ثماني كيلومترات جنوب مركز العاصمة دمشق.

تقدر مساحة المخيم بنحو كيلومترين مربعين. ويكتسب المخيم أهمية استراتيجية من خلال موقعه الجغرافي، حيث يحده شمالا حيي الميدان والشاغور، ومن الشرق يشرف على امتداده حي التضامن، ومن الجنوب الحجر الأسود، وحي القدم غربا.

ولا يعتبر اليرموك مخيما رسميا من حيث تصنيف وكالة الأونروا، رغم أنه أكبر تجمع للاجئين الفلسطينين في سوريا.

السكان
تتضارب الأرقام التي توردها المصادر الفلسطينية عن عدد سكان المخيم، فقد قدر عدد اللاجئين القاطنين بالمخيم عام 2002 بأكثر من 112 ألف نسمة، علما بأن الأمر يتعلق فقط باللاجئين المسجلين، بينما وصل إلى المخيم عشرات الآلاف من اللاجئين خلال الأحداث الكبرى التي عرفتها القضية الفلسطينية منذ ستينيات القرن الماضي.

وهذا ما جعل مصادر فلسطينية أخرى تقول إن الرقم الحقيقي لعدد اللاجئين بالمخيم يتجاوز 220 ألف لاجئ.

يوجد داخل المخيم نحو 28 مدرسة تديرها الأونروا وتعاني من اكتظاظ شديد، وهي لا تلبي متطلبات اللاجئين، ما كان يضطرهم للبحث عن التسجيل في مدارس خارج المخيم.

التاريخ
تذكر المصادر الفلسطينية أن المخيم أنشئ بين سنوات 1954 و1957 حيث قامت الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين التابعة لوزارة الداخلية باستئجار الأرض التي كانت في ملكية آل الحكيم، ووزعتها على اللاجئين.

ترجع جذور جل السكان إلى منطقة الجليل والمدن الساحلية بالأرض المحتلة، ومنطقة بحيرة طبرية وسهل الحولة وحيفا وعكا والناصرة وصفد، إلى جانب اللد والرملة والخليل والقدس المحتلة.

وقد أطلق السكان على عدد من أحياء وحارات المخيم أسماء مناطق فلسطينية.

شكلت عام 1964 بلدية لإدارة شؤون المخيم، وتقديم الخدمات الضرورية للاجئين بتنسيق مع الأونروا والهيئات الرسمية السورية المعنية.

عرف المخيم تحولا مفصليا في 26 ديسمبر/كانون الأول من عام 2012 عندما قصفت طائرات تابعة لنظام بشار الأسد أماكن تؤوي النازحين بدعوى مواجهة كتائب المعارضة المسلحة التي تسعى لإسقاطه، وخلف القصف مقتل وجرح العشرات. 

ولم تتوقف الضربات الجوية منذ ذلك التاريخ، حيث تعاونت قوات الشبيحة وقوات فلسطينية مع جنود النظام السوري في قصف المخيم بالصواريخ والبراميل المتفجرة، خلال مواجهتهم لعناصر الجيش الحر وكتائب المعارضة المسلحة.

وفشلت كل الجهود التي بذلت لتحييد المخيم عن الصراع الدائر في سوريا منذ اندلاع الثورة في مارس/آذار 2011.

وزاد الحصار المتواصل الذي فرضه نظام الأسد من معاناة أهل المخيم حيث قتل الجوع كثيرين وخاصة من الأطفال، كما انتشرت الأمراض المرتبطة بسوء التغذية داخل المخيم، إلى جانب ارتفاع كبير في أسعار المواد الأساسية.

ودفع القصف المتواصل للمخيم عشرات الآلاف للنزوح إلى المناطق المجاورة هربا من القتل.

وازداد الوضع تعقيدا بعد مرور أربع سنوات من عمر الثورة السورية، حيث نجحت قوات تنظيم الدولة الإسلامية في اقتحام المخيم في بداية أبريل/نيسان 2015، وسيطرت على كثير من مناطقه، وسط مقاومة العناصر المسلحة المكلفة بالدفاع عن المخيم التي وجدت نفسها وجها لوجه تقاتل عناصر تنظيم الدولة، وقوات النظام السوري المدعومة من الشبيحة وعناصر فلسطينية. 

الاقتصاد
اعتمد سكان المخيم على الأعمال التجارية البسيطة والمتوسطة، حيث انتشرت المحلات التجارية والمطاعم والمعاهد التعليمية والحافلات الصغيرة وسيارات الأجرة. وعانى السكان لعقود طويلة من مطرقة البطالة وسندان الفقر، إلى جانب ضعف الخدمة الطبية.

توجد داخل المخيم ثلاث مستشفيات وأربع مراكز طبية تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، بالإضافة إلى مستوصفات وعيادات طبية خاصة (معطيات 2013).

المصدر : الجزيرة