منطقة الكركرات.. مسافة الصفر بين المغرب والبوليساريو

الموسوعة - منطقة "الكركرات"
تمتد منطقة الكركرات نحو خمسة كيلو مترات بمنطقة منزوعة السلاح خالية من أي وجود عسكري (التواصل الاجتماعي)

منطقة حدودية عازلة منزوعة السلاح بـ الصحراء الغربية بين المغرب وموريتانيا، شهدت منذ أغسطس/آب 2016 تحركات عسكرية متبادلة بين الرباط وجبهة البوليساريو قبل أن يعمد الطرفان إلى سحب قواتهما من المنطقة.

الموقع
تمتد منطقة الكركرات نحو خمسة كيلو مترات في منطقة منزوعة السلاح خالية من أي وجود عسكري لأي من الأطراف الثلاثة (المغرب وموريتانيا والبوليساريو).

وتعرف في الأوساط الشعبية بـ قندهار نظرا لحالة الفراغ التي تعيشها، وازدهار عمليات التهريب فيها.

ومنطقة الصحراء الغربية شاسعة خضعت خلال 1884-1976 للاستعمار الإسباني، وإثر خروجه منها تنازع السيادة عليها المغرب وجبهة البوليساريو. وبذلت عدة جهود أممية لحل مشكلة الصحراء لكنها لم تثمر بعدُ.

تهريب
تقول تقارير إعلامية إن المساحة الصغيرة الخالية من أي سلطة تحولت في السنوات الماضية إلى منطقة للتهريب والتبادل التجاري وإيواء وتخزين مئات السيارات القادمة من أوروبا صوب القارة الأفريقية، خصوصا بعد منع السلطات الموريتانية دخول السيارات التي لا تحمل مواصفات معينة.

واعتبرت منطقة الكركرات منطقة منزوعة السلاح بموجب اتفاق وقف إطلاق النار 1991 الذي ترعاه الأمم المتحدة، والذي يعتبر الجدار الذي شيده المغرب منتصف الثمانينيات خطا لوقف النار، حيث تنتشر القوات الأممية (مينورسو) لمراقبة تنفيذه، ولكن جبهة البوليساريو تصف تلك المناطق خارج الحزام بالمناطق المحررة.

وكانت موريتانيا والمغرب قد تقاسما الصحراء الغربية طبقا لـ اتفاقية مدريد عام 1975، بيد أن نواكشوطانسحبت عام 1979 من وادي الذهب بعد توقيعها اتفاق سلام مع جبهة "البوليساريو" حيث تخلت موريتانيا بموجب هذه الاتفاقية عن أيّ مطالبات بخصوص الصحراء، لكن المغرب استعاد منطقة وادي الذهب واعتبرها جزءا لا يتجزأ من أراضيه.

أزمة الكركرات
بدأت أزمة منطقة الكركرات (جنوب الصحراء الغربية) منتصف أغسطس/آب 2016، بعد عملية أمنية قام بها المغرب لطرد من يصفهم بالمهربين من المنطقة المتنازع عليها.

وقد كشفت وثيقة أممية سرية أن المغرب وجبهة البوليساريو انتهكا وقف إطلاق النار في الصحراء الغربية الموقع عام 1991 من خلال نشر عناصر مسلحة بتلك المنطقة الحساسة القريبة من موريتانيا.

ووفقا لتلك الوثيقة المؤرخة في الـ 28 من أغسطس/آب 2016، قام المغرب في الفترة بين الـ 16 والـ 25 من أغسطس/آب من العام نفسه بعملية قدمت على أنها لمكافحة التهريب بمنطقة الكركرات (جنوب الصحراء الغربية) وراء جدار الدفاع، وهو حاجز رملي مبني على مسافة قرابة 2500 كلم، وبدعم من عناصر أمن مسلحين ينتمون لقوات الدرك الملكي المغربي". وتم ذلك -وفق الوثيقة- دون إبلاغ مسبق لبعثة مينورسو خلافا لمقتضيات الاتفاق.

وشمل التحرك المغربي في المنطقة نشر عشرات من عناصر الدرك الملكي والجمارك، وبناء طريق إسفلتي في اتجاه الحدود مع موريتانيا.

وردا على ذلك، احتجت جبهة البوليساريو لدى الأمم المتحدة، ونشرت عناصر من قواتها في المنطقة، حيث لاحظت المينورسو -وفق الوثيقة- وجود "نحو 32 عسكريا مسلحا من جبهة البوليساريو" بمنطقة الكركرات "في انتهاك" لاتفاق وقف النار الذي تتولى البعثة الأممية الإشراف على تطبيقه منذ عام 1991.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا وفيديوهات أظهرت توقيف عناصر من جبهة البوليساريو شاحنات مغربية في منطقة الكركرات بسبب حملها علم المغرب وخريطة تتضمن أقاليم الصحراء الغربية المتنازع عليها.

واشترط عناصر جبهة البوليساريو على سائقي الشاحنات المغربية إخفاء أعلام المملكة والخرائط المرسومة على أغطية الشاحنات من أجل المرور نحو موريتانيا عبر منطقة الكركرات. وقال سائقو هذه الشاحنات إنهم تعرضوا لمضايقات وسب وشتم من عناصر البوليساريو.

الوضع السابق
وفي الـ 26 من فبراير/شباط 2017 قرر المغرب الانسحاب بشكل أحادي من منطقة الكركرات على خلفية دعوة الأمم المتحدة الرباط والبوليساريو إلى تجنب تصعيد التوتر في المنطقة.

وقال بيان الخارجية المغربية البيان إن الرباط تأمل أن يمكن تدخل الأمين العام من العودة إلى الوضعية السابقة للمنطقة المعنية، والحفاظ على وضعها، وضمان مرونة حركة النقل البري الاعتيادية، والحفاظ على وقف إطلاق النار، وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

وفي أواخر أبريل/نيسان 2017، أعلن ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة أن المراقبين العسكريين للأمم المتحدة أكدوا أن قوات البوليساريو نفذت عملية الانسحاب من الكركرات قرب الحدود الموريتانية.

واعتبر أن "هذا الإجراء يجب أن يعزز احتمالات خلق بيئة لاستئناف عملية التفاوض بديناميكية وروح جديدتين".

وجاءت تلك الخطوة بعدما اعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع قرارا يؤيد مبادرة السلام الجديدة ويجدد مهمة بعثة حفظ السلام في الصحراء الغربية لمدة عام.

 

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية