انهيار هائل للعملة وارتفاع "جنوني" للأسعار.. احتجاجات اليمن تتصاعد وهادي يطلب دعما عاجلا من الرياض

واصل مئات اليمنيين، اليوم الأحد، بمحافظتي تعز (جنوب غرب) وأبين (جنوب)، الاحتجاج على تدهور الأوضاع المعيشية وانهيار قيمة العملة المحلية، في حين طلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من السعودية دعماً اقتصاديا عاجلا.

وندد المتظاهرون بموقف التحالف الذي وصفوه بالمتخاذل في وقف انهيار سعر صرف العملة المحلية، والحد من ارتفاع الأسعار، وعدم انتظام صرف الرواتب.

كما اتهم المتظاهرون التحالف بممارسة ما سموها سياسة التجويع المتعمدة للشعب اليمني، والعمل على تقويض دعائم الاقتصاد في البلاد، على حد تعبيرهم.

ورفعوا شعارات مكتوبة على أكياس الدقيق، في إشارة إلى الارتفاع الجنوني وغير المسبوق بالنسبة لأسعار المواد الغذائية، من قبيل "لا لتجويع الشعب، لا للفساد، نعم للأمن والأمان".

وتتزامن الاحتجاجات في تعز وأبين، مع استمرار إضراب التجار عن العمل بمدينة تعز وإضراب أصحاب محلات الصرافة في محافظات عدن وأبين ولحج (جنوب)، لليوم الثاني على التوالي، احتجاجا على انهيار العملة المحلية.

إضراب مفتوح

من جهتها، شهدت جامعتا عدن وحضرموت إضرابا شاملا ومفتوحا عن العمل حتى تحقيق مطالب أعضاء هيأتيهما التدريسيتين، بزيادة الرواتب وتأمين ضمان صحي وفتح باب التوظيف للمتعاقدين.

وقالت بيانات صدرت عن نقابتي هيئة التدريس في الجامعتين إنهما أعلنتا الإضراب الشامل والمفتوح بعد تعذر التوصل مع الحكومة والجهات المختصة إلى حلول لمطالبها.

ويرى مراقبون أن بقية جامعات اليمن الحكومية ستقرر الإضراب تباعا، قبل أن تلحق بها المدارس، نتيجة الغلاء وانهيار الوضع الإنساني الناجم عن تدهور العملة.

وفي عدن أيضا، عمّقت أزمة الخبز مأساة السكان. وقد أعلنت مساء الجمعة، جمعية المخابز والأفران رفع سعر الخبز بنسبة 50% جراء زيادة أسعار الدقيق.

نداء عاجل

في غضون ذلك، قالت وكالة الأنباء اليمنية الحكومية إن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي سلم السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر رسالة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، يطلب فيها دعما عاجلا لحكومته لإنقاذ العملة المحلية المنهارة.

وقال مسؤول رفيع في البنك المركزي اليمني لرويترز في وقت سابق الشهر الماضي "ما تبقي من الوديعة السعودية لا يزيد على 100 مليون دولار، ولكن لا يمكن استخدامها إلا بعد الحصول على إذن مسبق من الحكومة السعودية لإنفاقها".

تدهور كبير

ومنذ بدء الحرب في اليمن قبل 7 سنوات، شهدت البلاد تدهورا اقتصاديا فقدت العملة الوطنية بسببه أضعاف قيمتها أمام العملات الأجنبية، في بلد يستورد نحو 90% من احتياجاته.

وعند بدء الحرب، كان سعر الدولار الواحد يساوي 215 ريالا يمنيا، أما حاليا، فقد وصل سعر الدولار إلى نحو 1700 ريال، وانحدرت معه قيمة الحد الأدنى للأجور من 150 دولارا إلى 18 دولارا فقط.

مظاهرات سابقة

وفي العام الماضي، وبالتحديد في مطلع ديسمبر/كانون الأول، خرجت مظاهرات شعبية في مدن يمنية عدة تطالب بتحسين الوضع المعيشي.

وفي مارس/آذار من هذا العام، اتسعت دائرة الاحتجاجات الغاضبة في مدينة عدن بسبب تردي الخدمات الأساسية ولا سيما الكهرباء ومياه الشرب.

وفي أواخر أغسطس/آب الماضي تظاهر الآلاف في مدينة تعز تنديدا بتدهور العملة المحلية وما رافقه من ارتفاع للأسعار.

وفي منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، شهدت مدن عدن والمكلا وتعز ومدن أخرى موجة احتجاجات غاضبة بسبب تدهور العملة الوطنية اضطرت رئيس المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا لإعلان حالة الطوارئ بعد سقوط قتلى وجرحى برصاص الأمن.

المصدر : الجزيرة + وكالات