- البداية: صوت فتاة بالعفاف
"بروحي فتاة بالعفاف تزينت"، وأنا فتاة بالعفاف تزينت وبالحنان تعطرت. من شرفة غرفة أحلامي، أغلقت الباب في وجه المخاوف، لكن بعضها تسلل عبر نوافذ كلام البشر، أحيانا بلا عقل.
أكتب هذا على أوراق دفتري، لأنها الوحيدة التي قد تفهمني. حتى أقرب الأصدقاء قد يخطئون في فهم مخلفات الدمار التي تركتها أحداث الماضي، غير مدركين أن تلك النيران خلفت حروقا لا تُشفى.
أجب أبناءك عن أسئلتهم الدينية والوجودية ببساطة وصدق، فجهل الدين كان سببا في ضياع أمم كثيرة
طفولة تحت الإنشاء
في مراحل صغيرة من عمر الإنسان، قد تواجهه صعوبات تبدو بسيطة للآخرين، لكنها بالنسبة لعقل ما زال في طور النمو تصبح ثقيلة الوطأة.
اليوم، أكتب عن كيفية التعامل مع الأطفال والمراهقين بالطرق الصحيحة. بدأتُ الكتابة من وجهة نظر طفلة تعرضت للكثير من الكلام الجارح والأساليب التربوية الخاطئة، حتى انعكس ذلك على حياتها المستقبلية.
التربية الحديثة: بين الوهم والحقيقة
المصطلح شائع، وكثيرون يظنون أن التربية الحديثة تعني ترك الأبناء يفعلون ما يشاؤون والاكتفاء بالكلام اللطيف. لكنها في الواقع تعني: فهم مشاعر المراهق وتوجيهها نحو السلوك الصحيح.
- أولا: اعرف نفسك.. اعترف بعيوبك وأخطائك من دون تكبر، حتى لا تغرسها في أبنائك.
- ثانيا: لسانك حصانك.. كلمة واحدة قد تهدم ابنك لسنوات. نعتُه بـ"الأحمق" لا يصنع منه إنسانا أفضل، بل يقنعه بالعجز ويقتل أحلامه.
- ثالثا: طور مواهبه.. النجاح لا يُقاس بالدرجات فقط؛ فالإبداع في الرياضة، الفن، أو الرسم يحتاج إلى دعم، بعيدا عن المقارنة بالآخرين.
ابنِ شخصية قوية لا تهزها الرياح؛ فكل جرح في الصغر يترك أثرا طويل الأمد، وقد يفتح نافذة للآخرين لكسر ثقة ابنك بنفسه
قدوة النبي ﷺ
لم يبدأ الرسول ﷺ بتعليم الحروف أو الحساب، بل بدأ بالقيم والإيمان وتدبر القرآن. أجب أبناءك عن أسئلتهم الدينية والوجودية ببساطة وصدق، فجهل الدين كان سببا في ضياع أمم كثيرة.
سن النمو المرهق
هذه المرحلة مليئة بالتغيرات الجسدية والعقلية التي قد تدفع المراهق لاتخاذ قرارات خاطئة مثل التدخين أو الانخراط في علاقات سامة.
الحل: اجعل ابنك يتسلح بالقرآن منذ الصغر، واحترم رأيه، واستمع إليه حتى إن أخطأ. وابدأ دائما بالحوار الهادئ قبل الصراخ أو التوبيخ.
ابنِ شخصية قوية لا تهزها الرياح؛ فكل جرح في الصغر يترك أثرا طويل الأمد، وقد يفتح نافذة للآخرين لكسر ثقة ابنك بنفسه.
التلاعب الإيجابي بمشاعر الطفل
المربي الحقيقي قدوة. كن واعيا بمشاعر ابنك، واستخدم الحوار والمشاعر الإيجابية لتوجيهه من السلوك الخاطئ إلى الصحيح.
كن داعما له في مشاكله بدلا من إلقاء اللوم أو توجيه الانتقاد الجارح.
ذكره أن إرسال الصور العشوائية أو اللعب بمشاعر الآخرين خطأ كبير، وأن عليه مواجهة أي مشكلة إلكترونية بهدوء والتواصل مع الجهات المختصة
الوعي الإلكتروني
- الطفل دون الخامسة عشرة غير مؤهل لحمل الهاتف، ويحتاج إلى التفاعل مع محيطه ومجتمعه.
- المراهق فوق هذا العمر قد يحتاج إلى الهاتف لأغراض التواصل والدراسة، لكن مع الرقابة والتوجيه.
علمه استخدام التقنية للتعلم لا للهو، وحذره من مخاطر الجرائم الإلكترونية.
ذكره أن إرسال الصور العشوائية أو اللعب بمشاعر الآخرين خطأ كبير، وأن عليه مواجهة أي مشكلة إلكترونية بهدوء والتواصل مع الجهات المختصة.
كلمة أخيرة
اخترت عنوان هذا المقال "فضاء بروح مملوءة" لأحول كلام الأهل السلبي إلى فضاء إيجابي مفعم بالأمل والطاقة الشبابية.
- إلى المربي: لديك أمانة عظيمة. التربية صعبة، وبعض المراهقين يثيرون الغضب، لكن تمسك بالهدوء والحِلم، فهذا أفضل جيل لمستقبله.
- إلى المراهق: تذكر أن والديك يريدان سعادتك. حاول فهمهما وتجنب التصرفات التي تثير غضبهما، فهما لن يدوما إلى الأبد.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
