المنطقة على صفيح ساخن: إسرائيل تشعل النار والجميع يدفع الثمن

سقوط صاروخ أطلق من إيران في مدينة أسدود جنوبي إسرائيل
سقوط صاروخ أطلق من إيران في مدينة أسدود جنوبي إسرائيل (الجزيرة)

الشرق الأوسط اليوم يقترب أكثر من أي وقت مضى من حافة الانفجار! ليس الأمر مجرد تصعيد عسكري، بل هو زلزال سياسي واقتصادي يهز العالم.

في كل مرة تعتدي فيها إسرائيل، تدفع المنطقة والعالم الثمن باهظًا.. لكن من يدفع الثمن الحقيقي؟ ومن يقف اليوم في الجانب الصحيح من التاريخ؟

إسرائيل: من تأسيس العدوان إلى اغتيال المستقبل

منذ تأسيسها، لم تكن إسرائيل يومًا طرفًا يبحث عن سلام عادل أو استقرار حقيقي في المنطقة.. هي كيان وُلد من رحم العدوان، ولا يعيش إلا على الحروب والاغتيالات، وتدمير أحلام الشعوب.

وما نراه اليوم من اعتداءات متكررة على إيران، وجرائم حرب ممنهجة في قطاع غزة، ليس إلا حلقة جديدة في مسلسل الهيمنة الذي لم يتوقف منذ عقود.

منذ تأسيسها، لم تكن إسرائيل يومًا طرفًا يبحث عن سلام عادل أو استقرار حقيقي في المنطقة.. هي كيان وُلد من رحم العدوان، ولا يعيش إلا على الحروب والاغتيالات، وتدمير أحلام الشعوب

اغتيال العقول.. إستراتيجية قديمة تتجدد

لم تعد الحكاية مجرّد قصف هنا واغتيال هناك.. إسرائيل تستهدف العلماء والباحثين والمدنيين، سواء في فلسطين أو إيران، وكأنها ترسل رسالة واضحة: "لن نسمح بنهوض علمي، ولن نقبل بأي قوة تنازعنا السيادة في هذا الشرق".

النيران تصل إلى الأسواق العالمية

لكن نيران هذا العدوان تتجاوز حدود الجغرافيا، فقد أشعلت الأسواق العالمية؛ أسعار النفط قفزت بأكثر من 13%، وأسعار الغاز بأكثر من 6.6%، والذهب في ارتفاع متسارع، بينما تغرق أسواق الأسهم في موجات اضطراب وخسائر متوالية.

ومع كل تصعيد، يلوح شبح إغلاق مضيق هرمز، شريان النفط العالمي، والذي سيعني كارثة اقتصادية تهز العالم بأسره، وتدفع أسعار الطاقة لمستويات خيالية قد تصل إلى 130- 150 دولارًا للبرميل.

تاريخ طويل من ضرب التنمية

لم يكن هذا الطريق بعيدًا عن التاريخ.. إسرائيل سبق أن دمرت المفاعل النووي العراقي سنة 1981، واغتالت عشرات العلماء العرب. هي حاربت كل محاولة لبناء مشروع تنموي حقيقي في المنطقة؛ فدعمت غزو العراق سنة 2003، وخططت للانقلاب الفاشل في تركيا سنة 2016.

وعندما انطلقت شعوب الربيع العربي بحثًا عن الحرية والعدالة، تكالب الجميع لإجهاضها! الهدف كان واحدًا: لا ديمقراطية، لا قوة علمية، ولا تنمية حقيقية في محيط إسرائيل.

العدوان على إيران ليس مسألة سياسية عابرة، بل هو محاولة لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط على مقاس إسرائيل. لكن المنطقة تغيّرت، والوعي تغيّر

مبادرات سلام.. لم تجد من يسمع

لطالما قدّمت الشعوب العربية مبادرات سلام.. السعودية نفسها طرحت مبادرة شاملة سنة 2002، تدعو إلى انسحاب كامل مقابل تطبيع كامل، لكن إسرائيل لم تأخذ المبادرة بجدية، لأنها -ببساطة- لا تريد سلامًا، بل تريد استسلامًا.

إعلان

معسكران لا ثالث لهما

اليوم، الصورة واضحة؛ فإما أن تكون مع المقاومة، أو مع التواطؤ.. لا حياد في هذه المعركة. حتى من اختلف مع إيران في مواقفها الإقليمية، يقف اليوم معها أمام عدوان إسرائيلي غادر.. الشعوب باتت تدرك: العدو الحقيقي ليس من يخطئ في اجتهاده، بل من يصر على سحقنا ونهب أوطاننا.

الخيارات محدودة.. والموقف واضح

المعادلة الآن بين معسكرين: إما مع الحق والعدل والكرامة والسيادة، أو مع مشروع صهيوني لا يعترف بشيء سوى القوة والهيمنة.

على الحكومات أن تفهم جيدًا أن الولايات المتحدة لن تكون يومًا وسيطًا نزيهًا، بل هي جزء أصيل من مشروع السيطرة الإسرائيلية على المنطقة، فاليوم إيران وغدًا باكستان وبعد غد تركيا، وبعدها الدول العربية دولةً دولةً.. وعلى الشعوب أن تعي أن الحق أحق أن يُتبع، حتى لو جاء من جار أو صديق اختلفت معه يومًا.

العدوان على إيران ليس مسألة سياسية عابرة، بل هو محاولة لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط على مقاس إسرائيل. لكن المنطقة تغيّرت، والوعي تغيّر.

اليوم، لم يعد السؤال: من معنا؟ بل: من تبقى ضدنا؟

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان