شعار قسم مدونات

إنارة دواوير أوجو.. الخلل والمسؤولية

أجهزة القياس الرقمية يمكنها تحديد استهلاك الكهرباء، وبالتالي إظهار إمكانية التوفير. (النشر مجاني لعملاء وكالة الأنباء الألمانية “dpa”. لا يجوز استخدام الصورة إلا مع النص المذكور وبشرط الإشارة إلى مصدرها.) عدسة: dpa صور: dpa
الكاتب: الإنارة العمومية في دواوير أوجو، وباقي دواوير جماعة تزغت، ليست رفاهية بل ضرورة قصوى في منطقة يغشاها الظلام الدامس ليلًا (وكالة الأنباء الألمانية)

تشهد دواوير أوجو بإقليم طاطا المغرب تراجعًا خطيرًا في مستوى الإنارة العمومية، بعد أن كانت لسنوات عنوانًا للتقدّم، وشاهدًا على سعي الدولة المغربية إلى تحسين ظروف العيش في المناطق القروية، حيث كانت المصابيح تضيء الأزقة والمسالك الترابية، وتمنح السكان شعورًا بالأمان والانتماء.

المصابيح التي كانت تشتعل مع غروب الشمس اختفت أو تعطلت دون إصلاح، والشوارع القروية والمسارات الجبلية باتت تغمرها العتمة ليلًا، ما جعل التنقل فيها محفوفًا بالمخاطر

غير أن ما تعيشه هذه الدواوير اليوم لا يعكس سوى الإهمال والتقصير من طرف الجماعة المحلية، التي يفترض أن تضع في صلب أولوياتها صيانة الحد الأدنى من الخدمات الأساسية.

فالمصابيح التي كانت تشتعل مع غروب الشمس اختفت أو تعطلت دون إصلاح، والشوارع القروية والمسارات الجبلية باتت تغمرها العتمة ليلًا، ما جعل التنقل فيها محفوفًا بالمخاطر، خاصة بالنسبة للأطفال والنساء وكبار السن، ولعل الأخطر من ذلك هو ما ترتّب عن هذا التراجع من شعور عام بعدم الأمان، والخوف من التعرّض للسرقة.

وأمام هذا الواقع المرير تقف الجماعة موقف المتفرج، دون أن تبادر بأي حلول ملموسة، أو توضح للرأي العام المحلي أسباب هذا الانهيار المفاجئ في خدمة، تعد من أبسط الحقوق التي يكفلها الدستور المغربي، والتي لا تحتمل التأجيل أو التهاون.

يبدو أن هذه الانتكاسة ما هي إلا دليل آخر على الحاجة الملحة إلى مراجعة شاملة لطريقة تدبير الشأن المحلي والمساءلة، والضغط لأجل تحسين الخدمات الأساسية وعلى رأسها الإنارة

فالإنارة العمومية في دواوير أوجو، وباقي دواوير جماعة تزغت، ليست رفاهية بل ضرورة قصوى في منطقة يغشاها الظلام الدامس ليلًا، وتفتقر إلى ملاعب ووسائل الترفيه الحديثة، ومجرد غيابها يعكس إخلالًا بالمسؤولية وسوء تدبير واضح من قبل المجلس الجماعي، الذي أضاع بوصلة الأولويات، وانشغل عن هموم الساكنة الحقيقية بالسجالات الفارغة والوعود غير المنجزة.

ويبدو أن هذه الانتكاسة ما هي إلا دليل آخر على الحاجة الملحة إلى مراجعة شاملة لطريقة تدبير الشأن المحلي والمساءلة، والضغط لأجل تحسين الخدمات الأساسية وعلى رأسها الإنارة، التي لا تمثل مجرد ضوء في الليل بل تعني الأمن والكرامة، والحق في فضاء عمومي صالح للعيش يليق بساكنة دواوير أوجو، التي طالما انتظرت تغيّرًا حقيقيًا فإذا بها تُفاجأ بواقع يعيدها سنوات إلى الوراء.

إعلان

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان