منذ انتشار الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة والعالم يموج بالتوقعات الخيالية والنبوءات اللامعقولة؛ فمع رواج المنافع والمكاسب والتسهيلات التي تنشأ عن استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في شتى الميادين، دبت الحماسة في قلوب كثيرين من مادحي الذكاء الاصطناعي.
وهكذا صارت تصدر ذات اليمين وذات الشمال خطابات ومقالات تتنبأ باستبدال الذكاء الاصطناعي بمهن ونشاطات تقليدية راسخة، وتتوقع حلول الذكاء الاصطناعي محل كثيرين من أصحاب الخبرات والكفاءات عالية القيمة وصعبة المنال.
وفي المقابل، راح فريق يتخوف من هذا الغزو التقاني غير المسبوق، ويتحسر على ما يتوقع أن يفقده من مكان ومكانة. وآخرون وقفوا في ذلك بين السماطين، لا يميلون إلى هؤلاء ولا إلى أولئك، منتهجين المنهج الوسطي، وسائرين وفق المذهب الذي يقول إن الذكاء الاصطناعي مهما بلغ من شأو وشأن، فليس له أن يحل محل الإنسان صاحب الخبرة المتينة والكفاءة العالية، والراسخ في العلم رسوخًا لا ريب فيه ولا تثريب عليه.
مهنة الطب هي مهنة إنسانية بامتياز، تتطلب مهارات نفسية وكلامية وتواصلية لا يستطيع أن يحوزها أي تطبيق متطور مذهل في قدراته
مهنة الطب
من كان يتخيل أن مهنة الطب سيطولها تهديد الذكاء الاصطناعي وأن حماها سيصبح عرضة للاستباحة من قبل تطبيقات حاسوبية ورقمية تقدم نفسها كبدائل عن واحدة من أنبل المهن في تاريخ البشرية ومن أكثرها حصولًا على الإجلال والتقدير والتبجيل؟
من كان يتخيل أن يقرأ المقالات التي تتنبأ بأن مهنة الطب ستزول وأن الأطباء سيُستغنى عنهم كليًّا لصالح تطبيقات الذكاء الاصطناعي، التي من المفترض والمزعوم أنها ستتولى تشخيص الأمراض ومداواتها، وتقديم الرعاية الطبية للمحتاجين إليها من بني البشر.
وقد ذهب بعض المؤثرين وأصحاب الرأي في أيامنا هذه إلى تحذير النشء والشباب من مغبة الإقدام على دراسة الطب؛ فهؤلاء المؤثرون وأصحاب الرأي، من الذين يحظون بجمهور عريض من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، يؤكدون أن مهنة الطب زائلة لا محالة، وأن الذكاء الاصطناعي سيحل محلها بشكل شبه كلي. وعليه، فليوفر اليافعون والشباب جهودهم وليكفوا عن الاغترار، وليمتنعوا عن الإقبال على دخول كليات الطب، وليجهضوا أحلامهم بأن يكونوا أطباء المستقبل.
نظرة تاريخية
في العصور التاريخية الموغلة في القدم، مرت مهنة الطب بمراحل كانت فيها تحت تأثير الأساطير والطلاسم والتعاويذ، وكانت الخرافة هي الناظمة للممارسات الطبية التي يتولى أمرها العرافون والعرافات والكهنة والكاهنات.
وبعد نشوء الحضارات القديمة الكبرى وحصول قفزة في العمران والتمدن البشري، بدأت مهنة الطب تخضع للمبادئ العلمية التجريبية وراحت تطرح عنها النظرة الأسطورية الخرافية وتأثير الميثولوجيا، وراحت تقترب أكثر فأكثر من الأسس العلمية السليمة القائمة على دراسة العلوم وعلى الملاحظات التجريبية.
وقد كانت كل من الحضارة المصرية القديمة، وحضارة بلاد ما بين النهرين، والحضارة الإغريقية، مهدًا للتطورات الأولى في ممارسة مهنة الطب بشكل علمي محض، يبتعد عن الخرافات والأساطير وتأثير الكهنة والسحرة، ويقترب من الأسس والأصول العلمية. وصار الأطباء علماء بامتياز، يتطلب موقعهم التحصل على علوم واسعة، والتبحر فيها والتمكن منها، بغية ممارسة مهنتهم بشكل ماهر وفعال.
وفي القرون الوسطى برز دور الأطباء المسلمين الموسوعيين، من أمثال ابن سينا والرازي وابن النفيس وأبي القاسم الزهراوي، وغيرهم كثيرون ممن أسهموا في تطوير العلوم الطبية وتبحروا فيها، حتى صاروا المراجع والنماذج والأمثلة المحتذى بها، لا بل الأساتذة للعالم بأسره في الطب.
كان دور الحضارة الإسلامية أساسيًّا ومحوريًّا في تثبيت الدعائم العلمية للطب، وفي إرساء الأسس التجريبية والتطبيقية السليمة التي يقوم عليها بنيان الطب برمته. وظلت أوروبا عالة على المؤلفات الطبية الإسلامية التي سُطِّرت باللسان العربي إلى عصور متقدمة في الأزمنة الحديثة.
وجاءت النهضة الأوروبية الحديثة، ومعها الثورات العلمية والصناعية والاجتماعية والسياسية؛ وتغير وجه الكرة الأرضية إلى الأبد مع الاستكشافات الجغرافية العظيمة، والاكتشافات العلمية المذهلة، والاختراعات المدهشة في شتى المجالات.
وشمل هذا كله ميادين الطب والجراحة، حتى وصلنا في أيامنا هذه إلى درجات رائعة من التطور في التشخيصات والعلاجات، وفي الرعاية الطبية المقدمة لبني البشر. فوُضعت التقانة تحت تصرف الطب، وصار الأطباء والمرضى يتمتعون بترسانة هائلة من الأدوات والوسائل التشخيصية والعلاجية والرعائية، وتشعبت اختصاصات الطب وميادينه، واطّردت فروعه في الازدياد، حتى وصلنا إلى درجة هائلة من التقدم ما كانت لتخطر على بال.
الأمر ليس مجرد عملية جافة لا روح فيها، ولا بروتوكولات طبية علمية يتم اتباعها والعمل بها.. الأمر أعمق من ذلك بكثير وأشمل، إنه احتواء واحتضان وتفهم وإيثار وإنشاء علاقة روحانية، ليس بالمعنى الديني والتعبدي، وإنما بالمعنى الإنساني البحت
علاقة الطبيب بالمريض
وإذا سمحنا لأنفسنا بأن نجتهد لنحاول أن نجد السمة الرئيسة لمهنة الطب عبر العصور كافة، وفي الحضارات المختلفة في كل بقاع الأرض، لوصلنا إلى نتيجة مفادها أن علاقة الطبيب بالمريض هي الركن الأساسي لمهنة الطب، وحجر الزاوية الذي عليه يرتكز كل بنيان مهنة الطب؛ فالثقة بين الطبيب والمريض الذي يطلب الرعاية الطبية هي السمة الغالبة على مهنة الطب على تنوع الأزمنة والأمكنة، واختلاف الأدوات والوسائل، وتخلف العلوم الطبية أو تقدمها.
فهذه العلاقة المحورية يتجاوز دورها التشخيص والعلاج المستند إلى مرتكزات حسية مستقاة من العلوم الطبية، إلى خلق حالة نفسية تكاد تكون روحانية في حالاتها المثلى، بحيث يسلّم المريض شؤون صحته وأسراره الحميمة إلى طبيب يوليه الثقة والإجلال. وهذا له دور كبير جدًّا في توفير المناخ الشفائي اللازم لنجاح التدخلات السريرية والجراحية، التي يقوم بها الطبيب على مريضه.
فالأمر ليس مجرد عملية جافة لا روح فيها، ولا مجرد مجموعة بروتوكولات طبية علمية يتم اتباعها والعمل بها.. الأمر أعمق من ذلك بكثير وأشمل، إنه احتواء واحتضان وتفهم وإيثار وإنشاء علاقة روحانية، ليس بالمعنى الديني والتعبدي، وإنما بالمعنى الإنساني البحت، الذي يساهم أيما إسهام في نجاح التشخيصات والعلاجات، وفي توفير البيئة المثلى للمريض في لحظات ضعفه الناتجة عن أمراض وأوجاع ألمت به.
ولا يمكن لمهنة الطب أن تصل إلى مبتغاها بغير هذا الركن الأساسي الذي هو علاقة الطبيب بالمريض، التي لا يُستغنى عنها مهما تطورت العلوم والممارسات الطبية.
ولا بد للمريض أن يثق بطبيبه ثقة لا يرقى إليها الشك، ولا تشوبها أي ريبة، وهذا أمر لا مناص منه لكي يصل الطرفان إلى النتائج المرجوة. فإذا فُقدت الثقة بين المريض وطبيبه، يصير الوصول إلى نتائج مرضية أمرًا عسيرًا صعبًا؛ فشخص الطبيب وحضوره واحتضانه لمرضاه.. كلها أمور غير مرئية وغير حسية، لها بالغ الأثر في التزام المريض بالتعليمات الطبية، وفي الوصول إلى وضع نفسي ومعنوي ممتاز، يعزز من فرص التعافي والإبلال من الأسقام والأدواء.
وتكتسب علاقة الطبيب بالمريض بُعدًا إضافيًّا وأهمية مضاعفة في بعض الاختصاصات الطبية، مثل الطب النفسي وطب الشيخوخة وطب الأطفال.. في هذه الاختصاصات، يجب أن يحوز الطبيب مهارات نفسية تجعله يكسب ثقة مرضاه وثقة أوليائهم.
وإذا ما قارنّا هذه الاختصاصات باختصاصات أخرى كالجراحة والطوارئ، التي يتكون قوامها من جراحات وعمليات، نجد أن المهارات التواصلية والخطابية والكلامية للطبيب النفساني -مثلًا- هي حجر الزاوية التي يستند إليه في مهنته.
لا الذكاء الاصطناعي ولا غيره من الوسائل والاختراعات، مهما بلغت من التطور المذهل، تستطيع أن تحل محل علاقة الطبيب بالمريض؛ وبالتالي فإن مستقبل الطب بخير، ولا مبرر لما يخشاه الأطباء
الذكاء الاصطناعي طبيبًا؟
لقد اقتحم الذكاء الاصطناعي بعض الميادين والاختصاصات الطبية، وصار له دور في مساعدة الأطباء، لكن الحاجة إلى الأطباء لا تزال ضرورية ولا غنى عنها. إلا أن التنبؤات والتوقعات لا تزال تتوالى بشأن حلول الذكاء الاصطناعي كبديل للأطباء؛ فهل لنا أن نصدّق أن هذا ممكن؟ وهل لنا أن نعتبر أن هذا الأمر سيصبح واقعًا لا مناص منه؟ وهل لنا أن ننصح اليافعين والشباب بألا يُقبلوا على دراسة الطب لأنه أضحى مهنة لا مستقبل لها؟
نحن لا ننكر الدور الكبير والمتعاظم للذكاء الاصطناعي في الطب، سواء في التشخيص أو في العلاجات، أو في تحليل البيانات وتخزين المعلومات والربط بينها، وهذا لا ريب أنه يوفر الجهد الكبير على الطبيب في حالات غير قليلة. لكننا نطرح سؤالًا مشروعًا وبديهيًّا: هل سيستطيع الذكاء الاصطناعي أن يلعب دور علاقة الطبيب بالمريض بشكل فعال وبكفاءة عالية؟
ومحاولتنا لاستنباط جواب عن هذا السؤال توصل إلى قناعة تقول إن هذا الأمر صعب جدًّا، لا بل مستحيل. فلا الذكاء الاصطناعي ولا غيره من الوسائل والاختراعات، مهما بلغت من التطور المذهل، تستطيع أن تحل محل علاقة الطبيب بالمريض؛ وبالتالي فإن مستقبل الطب بخير، ولا مبرر لما يخشاه الأطباء من فقدان لوظائهم وانتفاء الحاجة إليهم في المستقبل.
فمهنة الطب هي مهنة إنسانية بامتياز، تتطلب مهارات نفسية وكلامية وتواصلية لا يستطيع أن يحوزها أي تطبيق متطور مذهل في قدراته.
هي مهنة الإنسان للإنسان، فلا مكان للذكاء الاصطناعي في هذا الميدان الإنساني البحت، وكل أولئك المبشرين بغزو الذكاء الاصطناعي لهذا الميدان غزوًا يسقط فرسانه ويعطلهم إلى الأبد، كلهم ينطلقون من عدم معرفة بأساسيات مهنة الطب، ويدلون بدلوهم في ميدان لا ناقة لهم فيه ولا جمل.
وهنا لا ننكر أن الذكاء الاصطناعي -شأنه في ذلك شأن الملايين من الاختراعات والاكتشافات المذهلة في تاريخ البشرية- قد جاء ليبقى؛ وفي ميدان الطب بالذات لن يكون هناك أي مجال للاستغناء عنه بعد اليوم. ونعترف بأن الذكاء الاصطناعي يقدم خدمات جليلة وتسهيلات جمة للأطباء والمرضى على حد سواء؛ لكن أن يذهب المرء بعيدًا في التحليل والتأويل والتنبؤ، فيدّعي أن الذكاء الاصطناعي سيكون نطاسي المستقبل القريب، وأن على الأطباء أن يبحثوا لهم عن وظيفة أخرى، فإن هذا من الهراء الذي لا قيمة له.
لا يوجد من يخضع للمساءلة القانونية والأخلاقية في الطب إلا الأطباء أنفسهم، ولن يستطيع أي برنامج أو تطبيق ذكاء اصطناعي -مهما بلغ من كمال- أن يحل محل الأطباء في هذا الميدان. لذلك، سيظل وجود الأطباء ضرورة أخلاقية وقانونية
المسؤولية الأخلاقية والقانونية
يذكر التاريخ أن شريعة حمورابي، التي ظهرت في عراق ما قبل الميلاد، قد أتت على ذكر الأطباء ولم تغفلهم من تشريعاتها، وقد حمّلتهم مسؤولية ما يقومون به من أنشطة وأعمال حيال مرضاهم، وسنّت عقوبات للأطباء المهملين والمقصرين والجاهلين، الذين يجلبون الضرر لمرضاهم ويتسببون بالأعطاب لهم.
ولا تغفل دساتير وتشريعات معظم دول العالم في أيامنا هذه عن هذا الأمر؛ فقد نشأ اختصاص في الحقوق يتناول مهنة الطب، ويشرّع كافة المناحي والمجالات والعلاقات المتعلقة بها، ويحمّل المسؤولية للمنوط بهم حملها، ويؤكد عدم التنصل منها. وأضحت بعض الدول في العالم اليوم -مثل الولايات المتحدة الأميركية- مرتعًا خصبًا للدعاوى القضائية المقدمة ضد الأطباء، بتوجيه التهم المختلفة إليهم ابتغاء محاسبتهم، والمطالبة بتعويضات مادية ومعنوية بسبب أخطاء طبية مزعومة.
وهنا نسأل، أنّى للذكاء الاصطناعي أن يتحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية في حال وجد أي خطأ أو تقصير أدى إلى ضرر للمريض؟ ومن سيتحمل هذه المسؤولية في حال حل الذكاء الاصطناعي محل الأطباء؟ في الواقع، هذا الأمر يضيف سببًا آخر لاطمئناننا بشأن المستقبل المضمون للأطباء، وبشأن احتفاظ مهنة الطب بمكانها ومكانتها مستقبلًا.
فلا يوجد من يخضع للمساءلة القانونية والأخلاقية في الطب إلا الأطباء أنفسهم، ولن يستطيع أي برنامج أو تطبيق ذكاء اصطناعي -مهما بلغ من كمال- أن يحل محل الأطباء في هذا الميدان. لذلك، سيظل وجود الأطباء ضرورة أخلاقية وقانونية، لا يمكن القفز فوقها أو التحايل حيالها.
كما في الطيران والملاحة الجوية، كذلك في الطب والاستشفاء: لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن ينوب عن الإنسان في تحمل المسؤولية والاضطلاع بأعبائها. فمهما تطورت برامج الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته اللامتناهية في ميادين الطب واختصاصاته، فإن الطبيب -والطبيب وحده- هو المخول والمؤهل لتحمل مسؤولية الرعاية الطبية
طائرة بلا طيار
من المعلوم أن الملاحة الجوية قد صارت ممكنة بغير حاجة إلى طيارين يتولون قيادة الطائرات، سواء في ذلك المدنية منها أم الحربية.
وتستطيع التطبيقات الحاسوبية ذات المستوى العالي، والبرامج المؤتمتة تلقائية التشغيل، أن تضطلع بأدوار الطيارين ومساعديهم في أعلى كفاءة وأتم قدرة. لكن هل أدى كل هذا إلى الاستغناء عن الطيارين، بالأخص في ملايين الرحلات الجوية السنوية التي تتم حول العالم؟ الجواب البديهي هو: لا، فالطيارون لا يزالون يباشرون مهامهم في العالم أجمع على قدم وساق، ولم تستطع كل البرامج الحاسوبية الطيرانية جمعاء أن تحفر ثلمًا ولو ضئيلًا في حقل عمل الطيارين الشاسع في أربع رياح الأرض.
لم تخاطر شركات الطيران بالاستغناء عن الطيارين، ولم تسمح الهيئات الناظمة للطيران حول العالم بهرطقة من هذا النوع. وهذا ليس لعدم وجود تكنولوجيا آمنة وكفُؤة، بل لأن إفراغ موقع المسؤولية من الوحيدين الذين لهم أن يشغلوه هو تهور وصبيانية ومغامرة لا تحمد عقباها؛ فليس للبرامج الحاسوبية والتطبيقات الذكية أن تتحمل مسؤولية ما لا يمكن إلا لإنسان أن يتحمله.
وكما في الطيران والملاحة الجوية، كذلك في الطب والاستشفاء: لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن ينوب عن الإنسان في تحمل المسؤولية والاضطلاع بأعبائها. فمهما تطورت برامج الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته اللامتناهية في ميادين الطب واختصاصاته، فإن الطبيب -والطبيب وحده- هو المخول والمؤهل لتحمل مسؤولية الرعاية الطبية بكافة تفرعاتها واختصاصاتها وصلاحياتها. وإنه لمن العجب العجاب أن يهرف كل مدَّعٍ بما لا يعرف ويلقي بالكلام على عواهنه.
لقد تطور الذكاء الاصطناعي كثيرًا، وأخشى ما أخشاه أن يأتي هذا التطور على حساب الذكاء البشري والفطنة الإنسانية والحكمة.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.