شعار قسم مدونات

العلاقات العامة في العصر الحديث: تواصل إنساني ورؤية متجددة

العلاقات العامة..أسرع طريق لتميز شركتك
العلاقات العامة ليست مجرد وظيفة، بل هي مسؤولية وتواصل دائم (غيتي إيميجز)

تصطبغ الحياة اليوم بمصطلحات متعددة؛ سأركّز في حديثي اليوم على واحد منها، ألا وهو "العلاقات العامة"، وهو مصطلح يستهويني كطالبة جامعية متخصصة، وكطامعة في الاستفادة منه في عالم المستجدات؛

فالعلاقات العامة لم تعد مجرد شغل تقليدي داخل المؤسسات، أو بيانات رسمية تنبعث من وقت لآخر.. اليوم، أصبح لها دور رئيسي وكبير ومؤثر في تشكيل الصورة الذهنية لأي مؤسسة أو شركة أو منشأة.

من وجهة نظري، العلاقات العامة هي الوسيلة الابتكارية التي من خلالها تقوم بتوصيل رسالتك، وتبني علاقة حقيقية مع الناس، وتؤسس جسرًا من الثقة والتفاهم والتعاون المثمر بينك وبينهم.

يوجد الكثير من المبادئ الأساسية التي تقوم عليها العلاقة العامة، أولها وأهمها الصدق، لأن الجمهور المعاصر-برأيي- يتمتع الآن بذكاء قادر على تحليل الخطاب، والتمييز بين كونه صادقًا أو غير صادق

مفهومي للعلاقات العامة قد يختلف قليلًا عن مفهوم كثير من الناس لها، فأنا أرى العلاقات العامة كأداة تواصل إنساني أولًا، قبل أن تكون أداة إعلامية أو دعائية أو تسويقية، فهي الميكانيكا التي تعمل على زيادة ثقة الناس بك، وتبين لك كيف تتعامل معهم بصدق وشفافية، وتبني علاقة تستمر ليس فقط وقت الحملات أو الأزمات، بل أيضًا في أوقات الاستقرار والنجاح، فالعلاقات العامة تجعل الناس يشعرون بأنهم جزء من الأمور التي تحدث، وهذه أهم نقطة بالنسبة لي في هذه المنظومة.

الأسس الخاصة بالعلاقات العامة متنوعة؛ حيث يوجد الكثير من المبادئ الأساسية التي تقوم عليها العلاقة العامة، أولها وأهمها الصدق، لأن الجمهور المعاصر-برأيي- يتمتع الآن بذكاء قادر على تحليل الخطاب، والتمييز بين كونه صادقًا أو غير صادق.

إضافة إلى ذلك هناك الشفافية، إذ يجب أن نكون واضحين، لا أن نتستر أو نخفي معلومات قد تؤثر على سمعة الشركة، أو مستقبل المنتج، أو ديمومة العلاقة مع الزبون.

من ناحيةٍ أخرى؛ يوجد مبدأ مهم هو الاستمرارية.. التواصل يجب ألا يكون فقط وقت الحاجة، بل يجب أن يكون دائمًا، ومنظمًا، ومتجددًا.

ومن الأسس المهمة للعلاقات العامة المستدامة: فهم الجمهور، وأن نتحدث بلغته ونفكر بطريقته، ونوصل الرسالة له بأسلوب بسيط ومباشر.

بالنسبة لدور المرأة المثقفة والشريحة النخبوية في المجتمع؛ فدورها -لا سيما في ميدان العلاقات العامة- أصبح أساسيًا ومحوريًا، وهي لم تعد رقمًا على الهامش

أما عن رؤيتي للعلاقات العامة في ظل الظروف الراهنة؛ فالوضع الحالي في العالم العربي والعالم كله فيه تغيرات كبيرة وضغوطات مستمرة، سواء سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية.

إعلان

كل هذه الظروف تجعل العلاقات العامة أكثر من ضرورية، بل شيئًا حيويًا وأساسيًا في كل أركان الحياة العملية، لا سيما إذا آمنا بأن العلاقات العامة يجب أن تكون ذكية ومرنة، وتستطيع التعامل مع الأزمات بسرعة، بالإضافة إلى ضرورة اشتمالها على عنصر الإبداع، لأن الناس بدؤوا يشعرون بالملل من الأساليب التقليدية، لا سيما في مجال التكنولوجيا الرقمية، وفضاء الذكاء الاصطناعي الذي قلب كل الموازين في ميدان الاتصال والتواصل، وصناعة المحتوى وبناء الإستراتيجيات النافعة والمثمرة.

العلاقات العامة ليست مجرد وظيفة، بل هي مسؤولية وتواصل دائم، ويجب أن تكون مبنية على الثقة، والصراحة، والرؤية الناضجة في التسعير والتسويقِ وصناعة الإنجاز

أما بالنسبة لدور المرأة المثقفة والشريحة النخبوية في المجتمع؛ فدور المرأة -لا سيما في ميدان العلاقات العامة- أصبح أساسيًا ومحوريًا، وهي لم تعد رقمًا على الهامش، وتشكل المرأة المتعلمة بما تمتلكه من قدرات وإمكانات عقلية وتكنولوجية وتواصلية حجر الزاوية في منظومة علاقات عامة عصرية، أكثر تفاعلًا وأثرًا.

فالمرأة المثقفة عندها قدرة عالية على الفهم، وتحليل المواقف، والتعامل مع الضغوط بطريقة متزنة، كما أن لديها حسًا إنسانيًا قويًا، وتعرف كيف توصل المعلومة بإحساس وسلاسة، وبذلك يكون وجودها في العلاقات العامة إضافة لبُعد جديد، فيه عقل ووعي، وفيه لمسة إنسانية لا يستطيعها أي أحد.

وبناءً على ما تقدم؛ فالعلاقات العامة ليست مجرد وظيفة، بل هي مسؤولية وتواصل دائم، ويجب أن تكون مبنية على الثقة، والصراحة، والرؤية الناضجة في التسعير والتسويقِ وصناعة الإنجاز.

وإن التغير السريع والشامل الذي نعيشه اليوم يفرض تحدياته على كل شرائح المجتمع، وأنماط التفكير، وسياسات بناء المعارف، وهذا معناه بالضرورة أن تصنع المرأة نجاحها في مجال العلاقات العامة باحترافية وتنافسية لافتة؛ فالسوق اليوم مزدحم بالتسميات والأفكار، ولا مجال فيه للمحاكاة السلبية، أو النمط الكلاسيكي في التفكير والتنفيذ وتوجيه دفة الإنجاز.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان