في عالم يسير بسرعة، نجد أنفسنا في كثير من الأحيان نبحث عن وسيلة للتعبير عما في داخلنا.. الكتابة ليست مجرد كلمات، بل هي نافذة إلى الذات، ومجال للاقتراب من فهمنا العميق لأنفسنا.
في رحلتي مع الكتابة، اكتشفت أنها ليست عملية تلقائية، بل هي في الحقيقة عملية تكشفية، نتعلم من خلالها كيف نكون أكثر صدقًا مع أنفسنا ومع العالم من حولنا.
في مسيرتي كمعلمة، اكتشفت أن الكتابة ليست مجرد مهارة، بل أسلوب حياة. خلال سنوات من تعليم الطلاب كيف يعبّرون عن أنفسهم، أدركت أن العملية تتطلب أكثر من مجرد تعلم القواعد اللغوية
التعبير مرآة داخلية لا خارجية
عندما أكتب، لا أكتفي بنقل الأفكار، بل أبحث عن الجوهر الذي يخفيه قلبي.. الكتابة لا تكون حقيقية إلا عندما نكتب بشجاعة، نتخلى عن القوالب الجاهزة والمفردات المتوارثة، ونعبر عن أنفسنا كما نحن. تلك اللحظات التي تكتب فيها الكلمات بسرعة، دون تفكير مسبق، هي التي تكشف لنا أكثر ما نخفيه عن أنفسنا.
علّمتني الكتابة كيف أُعلّم التعبير
في مسيرتي كمعلمة، اكتشفت أن الكتابة ليست مجرد مهارة، بل أسلوب حياة. خلال سنوات من تعليم الطلاب كيف يعبّرون عن أنفسهم، أدركت أن العملية تتطلب أكثر من مجرد تعلم القواعد اللغوية.
تحتاج الكتابة إلى ثقة بالنفس، إلى تحفيز الشجاعة على قول ما يعتمل في داخلنا، حتى لو كان رأيًا مخالفًا أو وجهة نظر جديدة.. الكتابة تمنحنا القوة أن نكون نحن.
الكتابة هي رحلة مستمرة نحو الفهم الذاتي. قد لا نصل أبدًا إلى الكمال، لكننا نقترب منه مع كل كلمة نكتبها، مع كل فكرة نبوح بها
التعبير يبني الهوية ولا يذيبها
في كل مرة أكتب، أكتشف جزءًا جديدًا من هويتي الداخلية. الكتابة لا تهدم الشخصيات، بل تساعدنا على بناء صورة أوضح لأنفسنا. إذا كان التعبير نابعًا من أصالتنا، فلن يشوّهنا بل سيظهرنا بشكل أكمل. كل كلمة نكتبها هي جزء من عملية التشكيل المستمر للهوية، وهي تمنحنا فرصة لمراجعة أنفسنا وتنقيتها.
في النهاية، الكتابة هي رحلة مستمرة نحو الفهم الذاتي. قد لا نصل أبدًا إلى الكمال، لكننا نقترب منه مع كل كلمة نكتبها، مع كل فكرة نبوح بها.
عندما نكتب، نمتلك القدرة على أن نُحدِث تأثيرًا في العالم من حولنا، لكننا أولًا نؤثّر في أنفسنا. الكتابة هي رحلة التعبير عن الذات، ولا تكتمل إلا عندما تكون صادقة، حرة، ومتجددة.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.