مع حلول شهر رمضان المبارك، حرص العديد من الفلسطينيين المقيمين في القدس الشرقية على الاحتفال بهذا الشهر الفضيل، ففي حين يتوجه البعض إلى المسجد الأقصى للصلاة، يفضل آخرون الاحتفال في أحيائهم.
وتقام أسواق رمضان المحلية في جميع أنحاء المدينة، إلى جانب أنشطة خاصة للأطفال، مما يضيف إلى الأجواء الاحتفالية، ويضفي على نفوس الناس الفرحة والبهجة بالشهر الفضيل الذي نعتاد كل عام الاحتفال بقدومه.
وبالنسبة لأهالي القدس، فإن شهر رمضان هو وقت للتواصل مع أنفسهم ومجتمعهم، فتمتلئ المدينة بأجواء فريدة من الاحتفال والإيمان والثقافة، وعلى الرغم من عدوان الاحتلال ضد الأهالي وحملات الاعتقال المستمرة، فإنهم يصرون على الاحتفال بالشهر الفضيل.
فسادت الأجواء الإيجابية شوارع القدس، وحرص كثيرون على تعليق زينة رمضان والسلع الضرورية للإفطار بأقل الإمكانات المادية رغم سوء وتدهور الوضع الاقتصادي للفلسطينيين، والذي انعكس بطبيعة الحال على أجواء رمضان هذا العام.
منذ سنوات، كان المسجد الأقصى يشهد تنظيم إفطار رمضان لضيوف المسجد ويقدم الطعام والمشروبات لكل المتواجدين في المسجد عن طريق متطوعين إلا أن الوضع الاقتصادي هذا العام قد يمنع تنظيم هذا الطقس
كما تعتبر صلاة التراويح في المسجد الأقصى أحد أهم طقوس الأهالي في رمضان، ورغم إجراءات إسرائيل المشددة على المسجد الأقصى والانتشار المكثف لعناصر شرطة الاحتلال في أنحاء المدينة وعلى أبواب المسجد الأقصى، فإن الأهالي التزموا الهدوء لحرصهم على أداء الصلاة والطقوس الدينية، وترديد المدائح النبوية، وأناشيد دينية أخرى بالإضافة إلى الأغاني الرمضانية، التي يتغنون بها.
وعلى صعيد الوضع الاقتصادي في القدس، فإن بعض المحلات التجارية ما زالت تعرض الفوانيس والمخللات والبَهارات والحلاوة القدسية والفاكهة المجففة وألعاب الأطفال، ولكنْ هناك تراجع بحركة البيع والشراء؛ بسبب تضييقات الاحتلال والخناق الاقتصادي الذي فرضه على الضفة الغربية، فمازال الأهالي يعانون من قلة السلع وارتفاع الأسعار لكنهم يحرصون على الشراء بأقل الإمكانات.
ومنذ سنوات، كان المسجد الأقصى يشهد تنظيم إفطار رمضان لضيوف المسجد ويقدم الطعام والمشروبات لكل المتواجدين في المسجد عن طريق متطوعين إلا أن الوضع الاقتصادي هذا العام قد يمنع تنظيم هذا الطقس المهم الذي يفرح به جميع الفلسطينيين ويتجمع فيه الكبير والصغير.
على دول العالم خاصة التي تتشدق بحقوق الإنسان والمواثيق الدولية، أن تضغط على إسرائيل حتى ترفع يدها عن الفلسطينيين، أو على الأقل أن تسمح لهم بممارسة طقوسهم الدينية في شهر رمضان دون تضييق
تردي الأوضاع الاقتصادية كان له أثره الخاص على سكان الضفة بشكل عام والقدس الشرقية بشكل خاص.. ويبدو ذلك واضحًا بالنظر إلى التراجع الكبير في حركة الأسواق، حيث تعرّضت المحال التجارية بالضفة الغربية لتراجع كبير في عدد الزبائن؛ بسبب الحالة الاقتصادية الصعبة التي يواجهها المواطنون، حيث إنه قبل الحرب كانت هناك ورش تعمل ومحلات تفتح وأبواب رزق تتجدد كل يوم، لكن ألقت الحرب بظلالها على الحالة الاقتصادية للأهالي، وهذا أثر على وفائهم بالتزاماتهم في شهر رمضان الكريم، سواء بشراء السلع ومستلزمات الإفطار والسحور، أو حتى تنظيم موائد الرحمن للأهل والجيران.
وتبقى صعوبة الأوضاع المعيشية للعائلات التي كانت تعتمد بشكل كبير على الأجور وضعًا سائدًا، فتأثر التجار وأغلقت مصانع الخليل ما شكل عائقًا أمام الأسر في رمضان، ورغم كل هذا يصرّ الأهالي على الاحتفال برمضان، ويبقى هناك أمل لا يموت بإنهاء الاحتلال يومًا ما.
على دول العالم خاصة التي تتشدق بحقوق الإنسان والمواثيق الدولية، أن تضغط على إسرائيل حتى ترفع يدها عن الفلسطينيين، أو على الأقل أن تسمح لهم بممارسة طقوسهم الدينية في شهر رمضان دون عنف أو تضييق، وكذلك أن ترفع هذا الحصار الاقتصادي الذي فرضته عليهم حتى تقتل الفرحة في نفوسهم، ولكن من يسمع ويستجيب؟.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.