شعار قسم مدونات

هل أزالت وسائل التواصل الاجتماعي الحياء؟!

الكاتب: المرأة ما تزينت بشيء أجمل لها من الستر والحياء، وهي وإن بلغت من الجمال ما بلغت فإنها من دون الحياء كالوردة دون عطر أو شذا (شترستوك)

عندما وصف القرآن الكريم مشية المرأة المسلمة، وصفها بالحياء، قال الله تعالى في الآية 25 سورة القصص: {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء}. ما أكرمه من وصف وما أجمله من تعبير.. "تمشي على استحياء"!

إنه وربي لوسام وأي وسام، كيف لا؟! فالحياء زينة المرأة، بل إن المرأة ما تزينت بشيء أجمل لها من الستر والحياء، وهي وإن بلغت من الجمال ما بلغت فإنها من دون الحياء كالوردة دون عطر أو شذا.

الإسلام أباح للمرأة أن تُبدي زينتها ضمن حدود وضوابط معينة لا ينبغي لها تجاوزها، ولم يجعل الأمر هكذا وكأنه مشاع، درءًا للفتنة، وحفاظًا عليها وعلى أنوثتها وكرامتها

عن عمران بن حصين، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "الحياء لا يأتي إلا بخير" [متفق عليه]. وفي رواية لمسلم: "الحياء خير كله"، أو قال: "الحياء كله خير". نعم، فالحياء كله خير ولا يأتي إلا بخير، وما ازدادت المرأة بالحياء إلا عزًا وسموًا.

وعن أبي مسعود، عقبة بن عمرو الأنصاري البدري، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحيِ فاصنع ما شئت" [رواه البخاري].

لا أدري من أين أبدأ! ولا عن أي شيء أكتب! لكن.. أين كنا بالأمس؟ وأين نحن الآن؟! هل غيرت وسائل التواصل الاجتماعي حالنا إلى هذا الحد، الذي قلَّ فيه الحياء عند كثير من بنات اليوم، حتى أصبحت الواحدة منهن تخرج من منزلها دون حياء إلا من رحم ربي، وكأن الأمر قد أصبح طبيعيًا إلى هذا الحد؟! بل لربما ظن بعض سفهاء الأحلام أنه حضارة وتطور، أو أنه حق لهن كان قد سُلب منهن فيما مضى!

إعلان

عجبًا لأولئك الذين لا يبالون أن توضع صور زوجاتهم وبناتهم على صفحات الفيسبوك، أو بين فيديوهات التيك توك، أو غير ذلك من المنصات، لينظر إليها القاصي والداني، والقريب والبعيد، من أجل بعض الإعجابات أو الإطراءات!

فعجبًا لهم ولأمرهم، هل ذهب الحياء من قلوبهم حتى بات فعلهم هذا بالنسبة لهم وكأنه ميزة من الميزات، أو مكرمة من المكرمات؟!

هل فكرت ولو للحظة قبل أن تعرض صور خطوبتك أو زفافك هنا أو هناك بأن لهذه الصور خصوصية كبيرة، لا ينبغي لكل من شاء أن يطلع عليها؟!

وا أسفاه على من ترك تعليمات الرحمن في القرآن، وبات يسعى وراء الفيسبوك والتيك توك وغيرهما مما زيَّن خطوات الشيطان!

أليس من العيب أن ينظر الجميع إلى جمال زوجتك؟! ألا يكفي أن تنظر إليها وحدك؟! لماذا تعرض أحاسيسك القلبية وعباراتك الغزلية بما يخص حياتك الزوجية على وسائل التواصل الاجتماعي؟! ألا يكفي أن تكون تلك الكلمات بينك وبين أهلك، وليس على الملأ وأمام الجميع؟!

قال الله تعالى في الآية 31 من سورة النور: {وَقُل لِّلۡمُؤۡمِنَٰتِ يَغۡضُضۡنَ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِنَّ وَيَحۡفَظۡنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنۡهَاۖ وَلۡيَضۡرِبۡنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّۖ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوۡ ءَابَآئِهِنَّ أَوۡ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوۡ أَبۡنَآئِهِنَّ أَوۡ أَبۡنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوۡ إِخۡوَٰنِهِنَّ أَوۡ بَنِيٓ إِخۡوَٰنِهِنَّ أَوۡ بَنِيٓ أَخَوَٰتِهِنَّ أَوۡ نِسَآئِهِنَّ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُنَّ أَوِ ٱلتَّٰبِعِينَ غَيۡرِ أُوْلِي ٱلۡإِرۡبَةِ مِنَ ٱلرِّجَالِ أَوِ ٱلطِّفۡلِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يَظۡهَرُواْ عَلَىٰ عَوۡرَٰتِ ٱلنِّسَآءِۖ وَلَا يَضۡرِبۡنَ بِأَرۡجُلِهِنَّ لِيُعۡلَمَ مَا يُخۡفِينَ مِن زِينَتِهِنَّۚ وَتُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ}.

إعلان

نعم.. فالإسلام أباح للمرأة أن تُبدي زينتها ضمن حدود وضوابط معينة لا ينبغي لها تجاوزها، ولم يجعل الأمر هكذا وكأنه مشاع، درءًا للفتنة، وحفاظًا عليها وعلى أنوثتها وكرامتها. لكن وا أسفاه على من ترك تعليمات الرحمن في القرآن، وبات يسعى وراء الفيسبوك والتيك توك وغيرهما مما زيَّن خطوات الشيطان!

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان