شعار قسم مدونات

إيلون ماسك.. ذراع "ترامب" اليمنى التي تفكك الدولة العميقة

ترامب وإيلون ماسك
الرئيس الأميركي دونالد ترامب (يمين) وإيلون ماسك (وكالات)

بات الملياردير الأميركي "إيلون ماسك" حديث الساعة في أميركا وأوروبا خلال الأيام الأخيرة بشكل غير مسبوق، بسبب حالة الجدل التي تسبب بها في الولايات المتحدة الأميركية عبر استخدام نفوذه الذي منحه له ترامب بحكم عمله في إدارته الجديدة.

وذلك بين المخاوف من إساءة استخدامه للسلطة، والآمال بكشفه للفساد وسوء الإنفاق في الوكالات الحكومية الأميركية، وقد تصدر العناوين الرئيسية للصحف والمواقع الإلكترونية منذ تعيينه على رأس "لجنة الكفاءة الحكومية" التي أعلن عنها ترامب.

لم يدخر ماسك جهدًا في تنفيذ مهامه، فأخذ يطيح ببعض المؤسسات الواحدة تلو الأخرى، في مشهد أزعج المتضررين منه بالطبع، ودفعهم للمواجهة العلنية والصدام الفعلي، ولذلك سوف نتناول خلال هذا المقال، التأثير الذي أحدثه ماسك داخليًّا على مستوى الولايات المتحدة، ودوره في تفكيك الحكومة الفدرالية، الممثلة لما يُطلق عليه في دولنا العربية "الدولة العميقة".

 

أعلن الرئيس الأميركي ترامب، خلال الأيام الماضية، أنه كلّف إيلون ماسك الذي عيّنه على رأس وزارة "الكفاءة الحكومية"، بإجراء مراجعة لنفقات وزارة الدفاع البالغة ميزانيتها المقترحة للعام الحالي 850 مليار دولار

قرار التعيين

انقسم الرأي العام الأميركي تجاه رجل الأعمال الأمبركي "إيلون ماسك"، مالك شركتي "سبيس إكس" للصواريخ" و"تسلا" للسيارات الكهربائية، منذ إعلان ترامب تعيينه على رأس لجنة "الكفاءة الحكومية" في إدارته الجديدة.

إعلان

وفي اليوم الأول للرئاسة أصدر ترامب سلسلة قرارات تنفيذية، كان من بينها إنشاء هذه اللجنة، التي كلفها بمهمة "تعظيم كفاءة الحكومة وإنتاجيتها".

وعلى حد تعبير ماسك، فإن هدف الوكالة "وقف الاحتيال وإهدار أموال دافعي الضرائب" من خلال النظر في كيفية إنفاق الوكالات الحكومية للأموال المخصصة لها.

شرارة الصراع

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال الأيام الماضية، أنه كلّف إيلون ماسك الذي عيّنه على رأس وزارة "الكفاءة الحكومية"، بإجراء مراجعة لنفقات وزارة الدفاع البالغة ميزانيتها المقترحة للعام الحالي 850 مليار دولار.

ولدى سؤاله عما إن كان القطاع الدفاعي مدرجًا في أجندة ماسك لخفض النفقات، قال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض: "أعطيته توجيهات بتفقد التعليم والبنتاغون، أي (الجيش)، وكما تعلمون، ستجدون -للأسف- أمورًا بغاية السوء، سنجد عمليات احتيال، وانتهاكات بالمليارات ومئات الملايين من الدولارات".

سعى ديمقراطيون في لجنة الرقابة والإصلاح الحكومي في مجلس النواب إلى إصدار أمر استدعاء لـ"ماسك" للإدلاء بشهادته؛ لكن جمهوريين في اللجنة أوقفوا المضي قدمًا في هذا الطلب

بداية المواجهة

وفي إطار هذا التكليف الذي حصل عليه ماسك من ترامب، سعى مساعدو ماسك إلى الوصول إلى معلومات سرية في أنظمة الكمبيوتر في وكالات حكومية مختلفة.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مصادر مطلعة أن ممثلين عن لجنة ماسك أدخلوا بيانات حساسة تخص وزارة التعليم على برنامج للذكاء الاصطناعي، في إطار عملهم لجمع معلومات من أجل التدقيق في حسابات الوزارة.

وقال أحد المصادر إن اللجنة استخدمت برامج يمكن الوصول إليها من خلال خدمة الحوسبة السحابية Azure من مايكروسوفت، لفحص أموال المنح ورحلات العمل.

وكتب ماسك على منصة "إكس" إن "الطريقة الوحيدة لوقف الاحتيال وهدر أموال دافعي الضرائب، هي تتبع تدفقات صرف الأموال، ووقف التعاملات المشبوهة بشكل مؤقت لدراستها".

وقد أثار وصول ماسك -وهو شخص غير منتخب- إلى البيانات لحساسة للوكالات الفدرالية والمعلومات الخاصة لملايين الأميركيين، انتقادات مسؤوليين وقانونيين اعتبروا أنه ينتهك القانون، وبات يتمتع بسلطة غير محدودة.

إعلان

ويقول المنتقدون إن جهود وإجراءات ماسك ومساعديه غير قانونية على الأرجح، وتخاطر بكشف معلومات سرية، وستزيل في الممارسة العملية وكالات بأكملها من دون موافقة الكونغرس.

وسعى ديمقراطيون في لجنة الرقابة والإصلاح الحكومي في مجلس النواب إلى إصدار أمر استدعاء لـ"ماسك" للإدلاء بشهادته؛ لكن جمهوريين في اللجنة أوقفوا المضي قدمًا في هذا الطلب.

وقال النائب الديمقراطي في اللجنة، جيرالد كونولي: "من هو هذا الملياردير غير المنتخب، الذي يمكنه محاولة تفكيك الوكالات الفدرالية، وطرد الأشخاص ونقلهم، وعرض التقاعد المبكر عليهم، وإجراء إصلاحات أو تغييرات شاملة على الوكالات، دون أي مراجعة أو إشراف أو موافقة من الكونغرس؟".

في تواصل للجدل الذي بدأ حول هذا الأمر، وبعد ساعات من صدور القرار القضائي، دعا ماسك في منشور عبر منصته "إكس" إلى عزل القاضي، ووصفه بأنه "فاسد يحمي الفساد"

الصدام مع القضاء

وفي خطوة متصاعدة ضمن هذا السياق المحتد على الساحة الأميركية داخليًّا، فقد حظر قاضِ فدرالي أميركي على وزارة الكفاءة الحكومية، التي يقودها الملياردير الأميركي ماسك، الوصول إلى البيانات المالية الشخصية لملايين الأميركيين في سجلات وزارة الخزانة.

وأصدر القاضي، بول إيه إنغيلماير، أمرًا قضائيًّا أوليًّا بمنع الوصول للبيانات، وأمر ماسك وفريقه بإتلاف أي نسخ من السجلات -ربما كانوا قد حصلوا عليها- على الفور.

تأتي هذه الخطوة بعد أن رفع 19 مدعيًا عامًّا للولايات الأميركية دعوى قضائية ضد إدارة ترامب، بعد منح وزارة "الكفاءة الحكومية" حق الوصول إلى السجلات.

ورأى المدعون العامّون أن وصول ماسك إلى البيانات ينتهك القانون الفدرالي، باعتباره موظفًا حكوميًّا خاصًّا يتولى وزارة الكفاءة الحكومية، التي لا تعد وزارة حكومية رسمية.

والجدير بالذكر أن المدعين العامين الديمقراطيين في الولايات المتحدة قد رفعوا دعوى قضائية أيضًا ضد كل من ترامب، ووزارة الخزانة ووزير الخزانة؛ بسبب ذات الأمر.

وفي تواصل للجدل الذي بدأ حول هذا الأمر، وبعد ساعات من صدور القرار القضائي، دعا ماسك في منشور عبر منصته "إكس" إلى عزل القاضي، ووصفه بأنه "فاسد يحمي الفساد".

أشار مقال في موقع "واللا" الإسرائيلي، إلى أن اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالسيطرة على قطاع غزة، ليس مجرد فكرة عابرة، بل هو جزء من إستراتيجية مدروسة تهدف إلى إثارة الجدل وتشتيت انتباه الرأي العام عن تحركات أكثر خطورة تجري خلف الكواليس

مظاهرات ضد ماسك

شهدت العاصمة الأميركية "واشنطن" خلال الأيام الماضية، مظاهرة أمام مبنى وزارة الخزانة، حيث تجمع الآلاف من المواطنين والنشطاء وأعضاء من الكونغرس؛ احتجاجًا على ما وصفوه بسيطرة الملياردير "إيلون ماسك" على النظام المالي الأميركي، وسط اتهامات له بانتهاك القوانين وتهديد الديمقراطية، فيما ردّد العشرات من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين شعارات على غرار "سنقاتل وسننتصر".

إعلان

وخلال المظاهرة اعتبرت السيناتورة "إليزابيث وارن" أن ماسك يستولي على السلطة من الشعب الأميركي" قائلةً: "نحن هنا للرد عليه، فقبل أشهر قليلة أنفق 280 مليون دولار لشراء الانتخابات من أجل دونالد ترامب، والآن هو هنا ليجني ثمار استثماره"، وأضافت: "ماسك سيطر على النظام المالي الأميركي، وهو النظام الذي يضمن حصول أجدادنا على شيكات الضمان الاجتماعي في موعدها، ويضمن أن يحصل الأطباء على مستحقاتهم من نظام الرعاية الطبية، إنه يريد السلطة ليقرر من يحصل على الأموال ومن سيُحرم منها، وفقًا لنزواته الشخصية، ونحن هنا لنواجه هذا الطغيان".

وتابعت: "إيلون ماسك لم يُنتخب من قبل أي أميركي، ومع ذلك يحاول الاستيلاء على النظام المالي في بلادنا، والتحكم في دفع رواتب الأطباء، ومعاشات المتقاعدين، وتمويل مشاريع البنية التحتية، ولن نسمح له بذلك".

ما علاقة غزة بما يجري؟

أشار مقال في موقع "واللا" الإسرائيلي، إلى أن اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالسيطرة على قطاع غزة، ليس مجرد فكرة عابرة، بل هو جزء من إستراتيجية مدروسة تهدف إلى إثارة الجدل وتشتيت انتباه الرأي العام عن تحركات أكثر خطورة تجري خلف الكواليس.

وقال الكاتب الإسرائيلي أورييل داسكال، إن هذا الأسلوب يتماشى مع إستراتيجية مستشار ترامب السابق، ستيف بانون، الذي وصف تكتيك إدارة الأخبار الصادمة بأنه "إطلاق النار بوتيرة سريعة".

وقد صرح بانون في تصريحات سابقة له شارحًا هذه الإستراتيجية بقوله: "نظرًا لأن وسائل الإعلام تركّز على قضية واحدة فقط، فإننا نغمرها بسيل من الأخبار المثيرة، ما يمنحنا الفرصة لتنفيذ أجندتنا الحقيقية بهدوء، مضيفًا أن "ترامب لا يكتفي بالحديث عن غزة فقط، بل يطرح باستمرار مقترحات مثيرة مثل شراء غرينلاند أو غزو بنما، مستغلًا انشغال وسائل الإعلام بهذه التصريحات لصرف الانتباه عن الأزمات الحقيقية داخل الحكومة الأميركية".

في خطوة مثيرة للجدل، عيّن ترامب جون راتكليف، المعروف بترويجه لنظريات المؤامرة، مديرًا لوكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، ما زاد المخاوف بشأن تسييس الوكالة

خطة تفكيك الحكومة الفدرالية

إن ما يجري في واشنطن أخطر بكثير من مجرد تصريحات إعلامية مثيرة!. ففي الخلفية، يؤدي الملياردير إيلون ماسك دورًا محوريًّا في تفكيك مؤسسات الحكومة الفدرالية الأميركية، وخلال الأسابيع الأولى من توسّع نفوذه داخل مؤسسات الدولة، استولى ماسك وفريقه على أنظمة البيانات المالية الأميركية، كما ألغوا "بروتوكولات" مهمة، وأقالوا مسؤولين بارزين كانوا يشرفون على هذه الأنظمة الحيوية.

إعلان

كما أغلق ماسك وكالات حكومية بأكملها، وقدّم عروض تعويضات مغرية للموظفين الفدراليين مقابل الاستقالة، كما أن 6 وكالات حكومية رفعت دعاوى قضائية ضده وضد ترامب، لكن ماسك يواصل تنفيذ خططه مستندًا إلى نفوذه الاقتصادي الضخم وعلاقته القوية بترامب.

حاليًّا، يعمل ماسك هو وفريقه على مدار الساعة في مكاتب قريبة من البيت الأبيض مجهزة بأسرّة نوم، ما يعكس حجم الجهود المبذولة لتفكيك مؤسسات الدولة الفدرالية، وإعادة تشكيلها بما يخدم مصالحه الخاصة في أسرع وقت ممكن.

وأخطر ما في هذا الأمر -ربما- هو الاستهداف المنهجي لأجهزة الاستخبارات الأميركية، مثل الـ(FBI) والـ(CIA)، فقد بدأت حملة غير مسبوقة لتقديم تعويضات مالية لموظفي هذه الوكالات مقابل الاستقالة، ما يهدد استقرار الأمن القومي الأميركي، كما أن ترامب أمر بفصل جميع الموظفين المرتبطين بالتحقيقات في أحداث اقتحام مبنى "الكونغرس" في 6 يناير/ كانون الثاني 2021، ما يعرضهم لخطر الانتقام الشخصي.

وفي خطوة مثيرة للجدل، عيّن ترامب جون راتكليف، المعروف بترويجه لنظريات المؤامرة، مديرًا لوكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، ما زاد المخاوف بشأن تسييس الوكالة.

والواضح من خلال هذا السياق أن إضعاف هذه الأجهزة لا يقتصر على تهديد الأمن القومي الأميركي فقط، بل ينعكس أيضًا على التعاون الأمني بين واشنطن وإسرائيل، حيث تعدّ وكالة الـ(CIA)  شريكًا إستراتيجيًّا رئيسًا في هذا المجال.

إستراتيجية تشتيت الإعلام

إن التحركات والإجراءات التي تشهدها الساحة الداخلية والخارجية في الولايات المتحدة كلها ليست من قبيل المصادفة، بل هي أمور تمت دراستها بعناية وتوظيفها لخدمة بعضها بعضًا، فبينما ينشغل الإعلام العالمي بمقترحات ترامب المثيرة مثل السيطرة على غزة أو شراء غرينلاند، يعمل هو وماسك بهدوء على تنفيذ خطة أوسع لتفكيك الحكومة الفدرالية الأميركية وإعادة تشكيلها وفقًا للمصالح الشخصية.

إعلان

وتعتمد هذه الإستراتيجية على خلق صدمات إعلامية متكررة، لإلهاء الجمهور عن التغييرات الجوهرية التي تحدث خلف الكواليس، ما يشكل تهديدًا حقيقيًّا ليس فقط على الديمقراطية الأميركية، بل أيضًا على الاستقرار العالمي، بما في ذلك الأمن القومي الإسرائيلي.

يواصل ماسك إعادة تشكيل الحكومة الفدرالية بقوة منفردًا، في محاولة لوضع بصمته الأيديولوجية على البيروقراطية، والتخلص من أولئك الذين يصفهم هو والرئيس الأميركي بأنهم جزء من "الدولة العميقة"

الخطة تسير كما هو مخطط لها

يقود ماسك حملة غير مسبوقة ضد ما يسميه "البيروقراطية الفدرالية" بدعم مباشر من الرئيس دونالد ترامب، ما تسبب في تداعيات واسعة داخل المؤسسات الحكومية، وقد امتدت تدخلات إيلون ماسك إلى ما لا يقل عن 6 وكالات فدرالية، ما أثار تساؤلات بشأن مدى تحديه سلطة الكونغرس، واحتمالية انتهاكه قوانين حماية الخدمة المدنية، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".

واستبعدت الإدارة الأميركية كبار المسؤولين في وزارة الخزانة وفي الوكالة الأميركية للتنمية الدولية "USAID"، بعدما اعترضوا على قرارات فريق ماسك، وأثار مسعى ماسك لإغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، التي تُعد مصدرًا رئيسيًّا للمساعدات الخارجية، صدمة دولية كبيرة.

ويواصل ماسك إعادة تشكيل الحكومة الفدرالية بقوة منفردًا، في محاولة لوضع بصمته الأيديولوجية على البيروقراطية، والتخلص من أولئك الذين يصفهم هو والرئيس الأميركي بأنهم جزء من "الدولة العميقة".

وتمثل التحركات السريعة التي يقودها ماسك، صاحب المصالح المالية المتعددة أمام الحكومة، استعراضًا غير مسبوق لقوة فرد واحد، حيث صدمت سرعة الأحداث وحجمها الموظفين الحكوميين، الذين لجؤوا إلى تبادل المعلومات عبر محادثات مشفرة، في محاولة لفهم ما يجري.

وحتى كبار موظفي البيت الأبيض وجدوا أنفسهم في بعض الأحيان خارج دائرة المعرفة، وفقًا لمسؤولين اثنين تحدثا لصحيفة "نيويورك تايمز"، بشرط عدم كشف هويتيهما بسبب حساسية المناقشات.

قاد ماسك مبادرة لخفض التكاليف في الإدارة، وتفاخر بأن "عمله في عطلات نهاية الأسبوع يُعد قوة خارقة" تمنحه ميزة على خصومه، في إشارة إلى موظفي الحكومة الفدرالية

ماسك يضرب ولا يبالي

قال أحد مسؤولي إدارة ترامب، إن ماسك يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه يعمل بمستوى من الاستقلالية يكاد يكون خارج السيطرة، حيث يعمل ماسك بطاقة محمومة على مدار الساعة، محاطًا بمجموعة من المهندسين الشباب، بعضهم من وادي السيليكون.

إعلان

ووفقاً لمصدر مطلع، نقل ماسك أسرّة إلى مقر مكتب شؤون الموظفين الفدرالي، على بُعد بضعة شوارع من البيت الأبيض، حتى يتمكن هو وفريقه من العمل حتى ساعات متأخرة من الليل والنوم، في تكرار لنهج اتبعه سابقًا في "تويتر" و"تسلا".

لكن ماسك هذه المرّة يتحرك تحت غطاء السلطة الرئاسية، إذ أعرب الرئيس عن استيائه من بعض قراراته المتسرعة، لكنه لم يتردد في الإشادة به علنًا، حيث قال ترامب للصحفيين: "إنه خبير في خفض التكاليف، أحيانًا لن نتفق معه، ولن نسير في الاتجاه الذي يريده، لكني أعتقد أنه يؤدي عملًا رائعًا، إنه رجل ذكي".

وقاد ماسك مبادرة لخفض التكاليف في الإدارة، وتفاخر بأن "عمله في عطلات نهاية الأسبوع يُعد قوة خارقة" تمنحه ميزة على خصومه، في إشارة إلى موظفي الحكومة الفدرالية، وكتب ماسك على منصة "إكس": "القليلون فقط في البيروقراطية يعملون خلال عطلة نهاية الأسبوع، لذا فالأمر أشبه بأن يترك الفريق المنافس الملعب ليومين!"

حاليًّا يقوم كل من ماسك وترامب بتطبيق فكرة "الميزانية الصفرية" القائمة منذ فترة طويلة، أي الوصول بكل الإنفاق إلى الصفر ثم إعادة البناء، وتعد هذه التحركات من سمات أسلوب إدارة ماسك الذي يتخطى كل الحدود

كلمة أخيرة

من الواضح أن الملياردير الأميركي "ماسك" يسعى إلى تثبيت نفوذ الموالين لترامب في القيادة، ثم تحريك البيانات الداخلية، بما في ذلك الحساسة منها، وكذلك السيطرة على تدفق الأموال، والضغط بقوة للقضاء على الوظائف والبرامج التي لا تتماشى أيديولوجيًّا مع أهداف الإدارة الجديدة.

وحاليًّا يقوم كل من ماسك وترامب بتطبيق فكرة "الميزانية الصفرية" القائمة منذ فترة طويلة، أي الوصول بكل الإنفاق إلى الصفر ثم إعادة البناء، وتعد هذه التحركات من سمات أسلوب إدارة ماسك الذي يتخطى كل الحدود، فعندما تولى إدارة تويتر، التي أصبحت منصة "إكس"، قام بطرد أكثر من 75% من الموظفين.

ورغم أن معظم الجمهوريين في الكونغرس يدعمون تحركات ترامب وماسك، فإن بعض المحافظين وحلفاء الرئيس القدامى أعربوا عن تحفظاتهم بشأن ما يجري، حيث وصف بعضهم ذلك بـ"كرة مدمرة، وليست مشرطًا علاجيًّا".

إعلان

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان