في خضم الأحداث المتسارعة في الشرق الأوسط، تبرز إدارة ترامب مرة أخرى كـ"حمامة سلام"، بعد الهزائم الأخلاقية والميدانية التي مني بها الكيان الصهيوني على جميع الجبهات خلال إدارة بايدن.
لكن، هل يمكن أن ننسى بسهولة الدور الدموي، الذي مارسه الحزب الجمهوري – الذي ينتمي إليه ترامب- في المنطقة؟ هل ننسى أن بوش الابن، الذي أشعل حروبًا دموية في العراق وأفغانستان، كان من هذا الحزب نفسه؟
ترامب، الذي يتحدث اليوم عن "تهجير سكان غزة"، يحاول أن يقدم نفسه كبديل للسياسات الأميركية الفاشلة، لكن الحقيقة هي أن سياساته ليست سوى استمرار لذلك النهج الاستعماري الذي لا يرى في الشعوب سوى أدوات لتحقيق المصالح.
إن محاولات أميركا الاختفاء وراء الأحزاب، وإعادة صياغة سياستها تحت اسم "تأثير البدايات"، ليست سوى محاولة لتضليل العالم وإعادة تقديم نفسها كقوة "معتدلة". لكن، هل يمكن أن نثق بأميركا، سواء كانت أميركا ترامب أو أميركا بايدن؟
أميركا، سواء كانت تحت إدارة ترامب أو تحت إدارة بايدن، تبقى هي نفسها؛ فهي تقدم نفسها كحليف للشعوب، لكنها في الحقيقة لا تبحث سوى عن مصالحها
الهزيمة الأخلاقية والميدانية للكيان الصهيوني
لقد شهدت السنوات الأخيرة تراجعًا كبيرًا في هيبة الكيان الصهيوني، ليس فقط على المستوى الميداني، بل أيضًا على المستوى الأخلاقي؛ فبعد عقود من الاحتلال والقمع، بدأت الشعوب في المنطقة ترفض هذا الكيان، وتدعم المقاومة بكل أشكالها. ومع إدارة بايدن، التي حاولت أن تظهر كحليف "معتدل"، لم يعد بالإمكان إخفاء حقيقة أن الكيان الصهيوني يعيش أزمة وجودية حقيقية.
لكن، بدلًا من أن تتعلم أميركا من هذه الهزائم، نرى ترامب يعود ليقدم نفسه كـ"مصلح" و"حامل لواء السلام". لكن، هل يمكن أن ننسى أن ترامب هو نفسه الذي نقل السفارة الأميركية إلى القدس، معترفًا بذلك بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني؟ هل يمكن أن ننسى أنه هو نفسه الذي دعم المستوطنات وشرعنها؟
هل ترامب حمامة سلام؟
ترامب يحاول اليوم أن يقدم نفسه كبديل لإدارة بايدن، لكن الحقيقة هي أنه ليس سوى وجه آخر للعملة نفسها؛ فإذا كانت إدارة بايدن قد فشلت في تحقيق أي تقدم حقيقي في عملية السلام، فإن ترامب ليس لديه أي نية لفعل ذلك أيضًا. بل على العكس، فإن تصريحاته الأخيرة حول تهجير سكان غزة تكشف عن نواياه الحقيقية، وهي الاستمرار في سياسة القمع والاحتلال.
ترامب، الذي يعتبرالشعوب أدوات لتحقيق المصالح، لا يمكن أن يكون حاملًا لواء السلام، إنه يعتقد أن بإمكانه أن يفرض إرادته على العالم من خلال التهديدات والوعود الكاذبة.
ترامب، الذي يحاول اليوم أن يقدم نفسه كبديل لإدارة بايدن، ليس سوى وجه آخر للعملة نفسها، ويجب ألا نسمح له بأن يفرض إرادته على العالم
أميركا: وجهان لعملة واحدة
أميركا، سواء كانت تحت إدارة ترامب أو تحت إدارة بايدن، تبقى هي نفسها؛ فهي تقدم نفسها كحليف للشعوب، لكنها في الحقيقة لا تبحث سوى عن مصالحها. فإذا كانت إدارة بايدن قد حاولت أن تظهر كحليف "معتدل"، فإن ترامب يعود ليذكرنا بأن أميركا ليست سوى قوة استعمارية تبحث عن مصالحها فقط.
لقد حان الوقت لكشف حقيقة السياسة الأميركية في الشرق الأوسط.. فإذا كانت إدارة بايدن قد فشلت في تحقيق أي تقدم حقيقي، فإن ترامب ليس لديه أي نية لفعل ذلك أيضًا، بل على العكس، إنه يعيدنا إلى سياسات بوش الابن، التي أدت إلى دمار المنطقة وخرابها.
الخلاصة:
في النهاية، يجب أن نكون واضحين: أميركا، سواء كانت تحت إدارة ترامب أو بايدن، ليست حليفًا للشعوب؛ إنها قوة استعمارية تبحث عن مصالحها فقط. ولذا، يجب ألا نثق بأميركا، سواء كانت أميركا ترامب أو أميركا بايدن.
ترامب، الذي يحاول اليوم أن يقدم نفسه كبديل لإدارة بايدن، ليس سوى وجه آخر للعملة نفسها، ويجب ألا نسمح له بأن يفرض إرادته على العالم.
لقد حان الوقت لكشف حقيقة السياسة الأميركية في الشرق الأوسط.. فإذا كانت إدارة بايدن قد فشلت في تحقيق أي تقدم حقيقي، فإن ترامب ليس لديه أي نية لفعل ذلك أيضًا، بل على العكس، إنه يعيدنا إلى سياسات بوش الابن، التي أدت إلى دمار المنطقة وخرابها.
لذا، يجب ألا نثق بأميركا، سواء كانت أميركا ترامب أو أميركا بايدن. فليس في القنافذ أملس.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.